هل من جهة ما لدينا لها مصلحة بتنظم ملتقى محلي تناقش فيه الحال الذي وصل إليه المواطن السوري جراء الحرب السوداء التي يشنها الإرهاب ؟ لنعيد التساؤل يالمقلوب هل هناك جهة رسمية أو أهلية أو أية صفة ألا ولها مصلحة باجتراح الحلول للواقع المعيشي الذي وصل إليه السوريين .
هذا طرح غير بعيد عما يجري على المستوى العام . اذ شهدت العاصمة دمشق الاربعاء الماضي في السابع عشر من الشهر الجاري انعقاد ملتقيان الأول للإستثمار السياحي الذي نظمته وزارة السياحة و الثاني للمصارف والتأمين الذي انعقد برعاية وزارة المالية ، بكل الأحوال هذه نشاطات تعكس الحيوية التي لم يزل يتمتع بها الافتصاد السوري بعد قرابة الخمس سنوات من الحرب . سواء على مستوى الاستثمار السياحي ، او على مستوى مناقشة تأثيرات الأزمة على سوقي المصارف والتأمين . ونحن مع هذه الملتقيات لكن … !؟
نعم نطالب كما الملتقيات السابقة بملتقى معني مباشرة بكل ما يخص حياتنا اليومية حول التضخم وارتفاع الاسعار ، والسبل الكفيلة بتقليص الفجوة بين الدخل ومتطلبات المعيشة ، اضافة الى بحث وايجاد وسائل أكثر فعالية لتدخل الدولة في الأسواق و توفيرالسلع والخدمات الضرورية .
على سبيل المثال تابعنا وزرنا المول اللافت التابع لمؤسسة سندس والذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي في منطقة جرمانا بدمشق مؤخرا ، وهو بحق مثال يحتذى به على مستوى العمل الحكومي ، لكن كم نملك من منافذ البيع والمولات على مستوى سورية، الأمر الذي يفرض التفكير جديا بتوسيع هذا المثال على مستوى كل حارة وشارع وقرية في سورية ، وليكن الموضوع عن طريق نشر السيارات الجوالة في تلك الحارات أو أي أسلوب آخر .
نعم نريد أن نلتقي لنبحث مع خبراء الادارة والاجتماع والاقتصاد والسياسة كيف أن كل شيء في سورية تغير ، الا الادارة الحكومية بقيت على حالها ولم تتغير ، ويعود السؤال وألف سؤال كيف أن الارهاب غير كل شيء في حياتنا ، حتى ادق التفاصيل ، وبقيت ادارتنا الحكومية لتأثيرات الازمة على المستوى المدني على حالها كما هي من عشرات السنوات و لم تتغيير .
دائما الحلول المباشرة والتقليدية هي السائدة !!!
رفع اسعار المشتقات النفطية ، ضغط الانفاق الحكومي .
السؤال الابرز لماذا لاترشد الحكومة نفسها ؟ لماذا بقيت وزارات الدولة هي هي وكأن البلاد لم تمر عليها الحرب ؟ أليس الاجدى بنا ان نكون قد هيكلنا ادارتنا الحكومية لتكون حكومة حرب!!
بمعنى مباشر وأدق لماذا هذا العدد كله من الوزارات والوزراء ، ألا يجب أن يكون الترشيد وضغط النفقات قد بدأ من هنا ، هناك العديد من الوزارات لاصوت ولاحس ولاحركة لها في هذه الحرب ، وهناك وزارات متماثلة في عملها ومتطابقة تماما مع وزارات أخرى وحتى فكرة الاندماج بينها كانت مطروحة قبل الحرب . ألا يجب التفكير في ذلك جديا ومن هنا يبدا الانفاق ويكون هذا الاجراء هو القدوة .
حقيقة ليس لنا أي هدف من كل ما سبق الا التفكير مليا قبل تسليط رقبة أي اجراء على المواطن الصامد والذي ضحى ولم يزل بكل مايملك ليبقى الوطن.
سيرياستيبس