تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

ملف التهاب الكبد الإنتاني في طرطوس… نحو 700 اصابة نصفهم في المدارس ولا وفيات

40de1_12498628_425024224359272_1724141168_nبتوقيت دمشق- عبد الرحيم أحمد:

تصاعدت في الآونة الأخيرة مخاوف من انتشار مرض التهاب الكبد الإنتاني من النوع A في أرياف محافظة طرطوس، بعد تسجيل عشرات الإصابات بالمرض في منطقة الشيخ بدر والدريكيش، لدرجة أن هناك من تحدث عن «جائحة» الأمر الذي استدعى تحركاً سريعاً من الجهات التنفيذية في المحافظة وتدخلٍ مباشر من محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى الذي شكّل ثلاث لجان محلية برئاسة عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة وعضوية ممثلين عن جميع المؤسسات المعنية بقطاع الصحة والتربية والمياه والصرف الصحي والموارد المائية لتقصي أسباب المرض واتخاذ الإجراءات المناسبة للعلاج ومنع انتشاره ولاسيما بين أطفال المدارس التي تشكل مكاناً خصباً للعدوى نظراً لكثافة الشعب الصفية.

ماهو مرض التهاب الكبد الإنتاني نوع A؟

تصنف منظمة الصحة العالمية مرض الالتهاب الكبدي A ضمن الأمراض الفيروسية المعدية وهو مرض فيروسي يصيب الكبد. ينتقل فيروس الالتهاب بتناول الطعام أو المياه الملوثة بالفيروس أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بالمرض عن طريق القبل وتناول الطعام من نفس الصحن، على أن المخالطة العارضة بين الأفراد لا تسبب العدوى.

يتعافى غالبية المصابين بالالتهاب الكبدي A بصورة تامة، ولكن نسبة صغيرة من الوفيات تحدث بسبب الالتهاب الكبدي الخاطف. تتراوح عادة فترة حضانة الالتهاب الكبدي A بين أسبوع و 14 يوما وتتراوح أعراض الإصابة به بين معتدلة وأخرى وخيمة، ومنها الحمى والتوعك وفقدان الشهية والإسهال والغثيان وألم في البطن وبول غامق اللون والإصابة باليرقان الذي يستدل عليه بظهور اصفرار في الجلد وفي بياض العينين. وتشير الإحصائيات الدولية إلى أن معدلات الإصابة الشديدة بالمرض والوفاة من جرائه ترتفع بين الفئات العمرية الكبيرة.

بدايات المرض في طرطوس وتوزعه الجغرافي

ظهرت أولى الحالات في بداية شهر تشرين أول 2015 في منطقة الشيخ بدر وما لبث أن تطور الوضع ليشمل عشرات الأشخاص (نحو 242 شخصاً بين 14 و25 تشرين أول 2015) فتحركت لجنة صحية لاستقصاء الحالة وتقديم المقترحات .. وبعد عمليات الاستقصاء يقول عضو المكتب التنفيذي المختص الدكتور محمد جري رئيس اللجنة لموقع ((بتوقيت دمشق)) « تبين أنها عدوى تنتقل من شخص لأخر وليس هناك سبب مباشر للمرض سواء ما يتعلق بتلوث المياه من الصرف الصحي أو غيره » ويضيف الدكتور جري أنه بعد ذلك ظهرت إصابات في بلدة مطرو بمنطقة الدريكيش « بحدود 70 حالة بين طلاب المدارس» وتبين أيضاً من خلال التقصي «أنه لا يوجد سبب مباشر سواء في تلوث المياه بل عن طريق العدوى من شخص مصاب» موضحاً أن «80 بالمئة من المصابين بالمرض هم من أطفال المدارس.. لعدم وجود عزل للأطفال المصابين في البداية». وهذا ما ذهب إليه الدكتور غياث سليمان رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة طرطوس في حديث للموقع حيث أكد أن «المرض عبارة عن عدوى من شخص مصاب وانتشر المرض بين طلاب المدارس نظراً للكثافة العددية وعدم عزل المصابين في الوقت المناسب خصوصاً أن فترة حضانة المرض التي لا تظهر فيها أعراض مرضية تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام مع إمكانية نقل العدوى».

429 إصابة في منطقة الشيخ بدر و135 في الدريكيش

مديرية الصحة بطرطوس قامت بعملية رصد وإحصاء دقيق للإصابات في المحافظة وأعدت دراسة بينت فيها التوزع الجغرافي للإصابات والأسباب المحتملة لانتشار المرض وكذلك تقييم نجاعة الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تفشي المرض.. وقد بينت الدراسة التي ترصد المرض بين 10 تشرين الأول و3 كانون الأول 2015 فترة ذروة المرض، أن عدد الإصابات وصل إلى 627 إصابة منها 429 في منطقة الشيخ بدر و135 في منطقة الدريكيش و16 في منطقة بانياس و22 في منطقة القدموس و15 في منطقة صافيتا و8 في منطقة طرطوس وبعض الحالات الفردية في مناطق أخرى.

المرض أصبح مستوطناً في سورية ..لا وفيات بين المصابين ولا خطر من المرض

الدكتور سليمان يؤكد أن «المرض أصبح مستوطناً في سورية وتختلف نسبة انتشاره من عام لآخر ومنطقة وأخرى بحسب الظروف المناخية والممارسات الصحية للأشخاص».. لكنه طمأن المواطنين أن المرض «غير خطير ومعظم الحالات تتماثل للشفاء بالعزل والراحة والتغذية الجيدة ويتحصن المصابون به تلقائياً ولم تسجل أي حالة وفاة نتيجة المرض هذا العام» واستبعد «حدوث حالات وفات بسببه إن لم يترافق بأمراض سارية أخرى».. ولدى سؤاله عن اللقاحات المتوفرة عالمياً أكد أنها غير موجودة في سورية.

المرض بلغ ذروته وبدأ مرحلة التراجع

الدكتور جري بدوره طمأن المواطنين في محافظة طرطوس بأن «المرض غير خطير ولم يتحول إلى جائحة وأن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية كفيلة بالحد من انتشاره» .. فالمرض «متواجد بشكل سنوي في فصل الربيع ولكن هذا العام جرى التهويل من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي، فالمرض غير مخيف وليس خطيراً ولم يتحول إلى جائحة».

هذا الأمر أكدته إحصائيات مديرية صحة طرطوس حيث تراجع عدد الإصابات المسجّلة خلال الفترة من 23 ولغاية 28 كانون الأول 2015 لحدود دنيا ولم تسجل خلال أسبوع سوى 25 حالة تركزت في منطقة طرطوس المدينة والشيخ بدر. ويعذو الدكتور سليمان رئيس دائرة الأمراض السارية في مديرية الصحة تراجع عدد الإصابات إلى الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية في المحافظة سواء ما يتعلق بعزل المصابين وحملات التوعية الصحية التي نظمت حول سبل الوقاية من التقاط العدوى وإجراءات النظافة المطلوبة.

320 إصابة في المدارس والحالة في تراجع

مدير التربية عبد الكريم حربا أكد لموقع (بتوقيت دمشق) أنه وعلى خلفية تركز عدد كبير من الإصابات بين طلاب المدارس (نحو 320 إصابة بحسب إحصائيات مديرية التربية)، أوعزت مديرية التربية إلى مدراء المدارس بالتعاون مع الصحة المدرسية ومديرية صحة طرطوس للقيام باستقصاء صحي سريع في المدارس لعزل الطلاب المصابين والتأكد من نظافة خزانات المياه والحمامات «وتم بالفعل اكتشاف وجود تلوث في عدد منها».(الجهات الصحية لم تؤكد وجود رابط بين تلوث خزانات المياه وانتشار المرض كون بعض المدارس التي وجد تلوث في خزاناتها لم تسجل فيها أي إصابة). وأكد حربا أن «عدد الإصابات المسجلة في المدارس بدأت تتراجع بشكل ملحوظ بل أصبحت نادرة ومعظم الحالات تماثلت للشفاء» نتيجة الإجراءات التي تم اتخاذها سواء مايتعلق منها بعزل المصابين والتوعية الصحية وإجراءات النظافة.

إجراءات صارمة ..إعفاء مدير المدرسة المقصر وإحالته إلى القضاء

محافظ طرطوس وجه في 29 كانون الأول 2015 كتاباً إلى مديرية التربية للقيام بحملة تنظيف شاملة لخزانات المياه في المدارس مع بداية كل فصل دراسي وتعقيمها بمواد توفرها مؤسسة مياه طرطوس وتعبئتها من جديد من شبكة المياه العامة حصراً وإغلاقها بشكل محكم لمنع دخول الأجسام الغريبة والملوثات والحشرات إليها… وهذا ما أكده مدير التربية حيث «بدأت الصحة المدرسية بالتعاون مع مدراء المدراس تنفيذ عملية إفراغ كاملة لخزانات المياه التي تم التأكد من تلوثها في المدارس وتنظيفها وإعادة تعبئتها بعد تعقيمها بالمواد التي وفرتها مؤسسة مياه طرطوس وتم توزيعها على المدارس والمجاميع التربوية في المحافظة والتأكد من سلامة الشبكة وسلامة المياه الواصلة إلى الخزانات» مشيراً إلى انه في بعض الأحيان كانت تصل المياه ملوثة من الشبكة ولكن تمت المعالجة بالتعاون مع مؤسسة المياه.

إجراءات ولكن!!!

السيد محافظ طرطوس أكد في كتابه إلى مديرية التربية أنه سيتم القيام «بالكشف المفاجئ على المدارس وفي حال وجود خزان ملوث يتم إعفاء مدير المدرسة المعنية وإحالته للقضاء المختص للمحاكمة حفاظاً على صحة الأطفال». وذهب مدير التربية عبد الكريم حربا في الاتجاه ذاته ليؤكد أن «سلامة أطفالنا أولوية بالنسبة لمديرية التربية وهي تقوم حالياً بتنفيذ كافة الإجراءات الممكنة لتحسين واقع النظافة في المدارس» موضحاً انه تم «اتخاذ إجراءات بحق بعض المدراء المقصرين».. لكنه أكد أن غالبية المدراء مهتمين بنظافة الخزانات والمدرسة وأن هناك اجتماعات دورية مع مدراء المدارس بهدف التوعية الصحية ونشرها بين الطلاب والكادر التدريسي.

ويؤكد مدير التربية أن تبديل خزانات المياه يكلف مبالغ كبيرة، لكن رغم ذلك يتم تبديل الخزانات التي وضعها سيئ، وسيتم خلال فترة العطلة الانتصافية «إفراغ كل خزانات المياه في المدارس وتنظيفها وتعقيمها وإعادة تعبئتها ومراقبتها لاحقاً».

مراقبة للينابيع من قبل مديرية الموارد المائية ومديرية الصحة لزيادة عوامل الأمان

الدكتور جري أكد أنه تم تكليف مديرية الموارد المائية ومديرية الصحة بأخذ عينات وإجراء فحوص مخبرية دورية لمياه الينابيع المنتشرة في المحافظة لضمان سلامة المياه التي يستجرها المواطن من خارج الشبكة العامة للمياه. كما تم تكليف مؤسسة المياه بتأمين 2000 قرص تعقيم لصالح مديرية التربية موضحاً انه تم تزويد التربية بنحو 2400 قرص تعقيم.

العلاج والوقاية

يؤكد الدكتور غياث إسماعيل رئيس دائرة الأمراض السارية بمديرية الصحة أنه «لا يوجد علاج محدد ضد الالتهاب الكبدي A، وقد يتم الشفاء من المرض بوتيرة بطيئة ويستغرق عدة أسابيع ويهدف العلاج منه إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن تغذوي مستقر مع فيتامينات، بوسائل منها التعويض عمّا فقده من سوائل بسبب التقيؤ والإسهال».

وتجمع الجهات الصحية أن الوقاية من المرض أهم من العلاج وأن تحسين الخدمات الصحية من توفير شبكة مياه شرب آمنة وشبكات الصرف الصحي في الأرياف بالإضافة إلى إجراءات السلامة الغذائية والنظافة الشخصية بغسل اليدين بالماء والصابون بمياه مأمونة وعدم تناول الأطعمة المكشوفة والمياه من غير مصادرها المأمونة، هي من أكثر السبل فعالية لمكافحة هذا المرض والوقاية منه.

مدير التربية يؤكد أنه لهذه الغاية تم تشكيل فرق من الصحة العامة والصحة المدرسية لنشر الوعي الصحي بالمرض وسبل الوقاية منه بين الطلاب عبر إقامة ندوات صحية في المدارس.

اللقاحات

يتوفر على الصعيد الدولي عدة لقاحات ضد الالتهاب الكبدي A، وهي متماثلة جميعاً من حيث نجاحها في حماية الناس من الإصابة بالفيروس وآثاره الجانبية، إلا أنه غير متوفر في سورية.

بقي أن نقول أنه بالرغم من إقرار الجهات الصحية أن مرض الالتهاب الكبدي الإنتاني أصبح مستوطناً في سورية، ورغم أننا طرحنا السؤال حول أسباب تشكل الفيروس المسبب للمرض، اكتفى جميع من التقيناهم بالحديث عن عوامل انتشاره فقط ..!! لذلك تبقى التساؤلات معلقة حول أسباب تشكل الفيروس وأسباب عدم شمول المرض ضمن سلة اللقاحات التي تقدمها وزارة الصحة رغم توافرها عالمياً.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات