تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

الأهم أن يربح الإنسان نفسه..- بقلم كفاح عيسى

12041788_481446305369496_906181212_n-300x300بعد كل هذه السنين من المعاناة والتصادم مع واقع لا يقبل أي اعتقاد آخر مخالف لعاداته (الدينية) ففي هذا خطيئة كبرى تواجه بسخط ورفض كبيرين يصل لحدود تهمة(الإلحاد) والخروج عن الخط المرسوم للآخرة السعيدة!.
سئل ماذا تعلمت من تجربة انتمائك الفكري الذي اضطهدت بسببه عقودا؟ أجاب يكفي أنه علمني الصدق والإعتماد على “دراعي” تعلمت قيمة العمل وعدم الإتكال على الأخرين و أوهامهم واستطرادا سألناه لكنها تجربة قاسية فكيف تحملت حجم تلك الإدانة والسباب والغمز واللمز في مجتمع يتحكم به الغوغاء (الجهلة)؟
أجاب جواب المتصالح مع نفسه: أعرف كل ما تقولوه وأكثر ولكني في النهاية ربحت نفسي وهو الأهم فما الفائدة لو ربح الإنسان الأخرين وخسر نفسه كما تقول الحكمة التي هي “ضالّة المؤمن”. كان يمكن لأحمد سعيد أن يكون كأي فرد في بيئته مجرد رقم لا أكثر ينعم ب(جنة) التضليل وغسل الدماغ ليكون ضحية لأناس ليس في أعماقهم سوى الأنانية المفرطة وانعدام الشفقة والرأفة ولا تأخذهم رحمة بالعباد وهي القيم التي أجمعت عليها رسالات السماء بشكل لا يحتاج لا إلى تأويل وتحميل أوجه! لكنها الصدفة ونعم الصدفة تلك التي قدرت له أن يدرك قيمة الذهن الذي وهب إياه والذي أريد له أن يغيّب لتستمر “تخمة البطون”. مصادفة سعيدة مع شخص نزل مبكرا إلى المدينة كان يتردد أحيانا إلى مسقط رأسه وهناك اكتسب بعض العادات المدنية وقيم التنوير فكان اللقاء الفصل في حياة أحمد سعيد كما أخبرنا وكانت رحلة القراءة الحرّة والمفتوحة والثقافة غير المؤطرة بالشهادات التي كانت أمرا نادرا آنذاك وكان نهم المطالعة التي وجد فيها ضالته وما تشتهي من عناوين اعنبر إقتنائها تهمة تلامس حدود الجريمة ولهذا كله قام والده ذات يوم بحرق الكثير منها لأن المسكين وهو الضحية لم يستطع تحمل أن ينعت ولده ب(الملحد) وهو أمر غير دقيق لكنه الرفض لما رسم من دوغمائيات (معتقدات) بهدف مص الدماء إستمرارا لروحية “كهنة آمون”. يتابع حديثه: كل الذين شتموني وخرجّوني هم بالمحصلة معتّرين وأنا أشفق عليهم لكني تميزت عنهم بجرأتي وتحملي………. صحيح كنت في مدينة العوران وكان يمكن أن أضع يدي على عيني ولكنه حجم الأذى الذي لا يطاق هي لحظات ومواقف تضعك أمام مفترق لزاما عليك أن تقرر وتحسم أمرك واضعا باعتبارك نقطة اللاعودة……. فكان ما يجب أن يكون.
قررت غير آبه بحجم القال والقيل . أما الآن أقف متأملا مقارنا بين عمق المتاهة والدوامة التي كنت فيها قبل وبين مساحة الضوء التي استطعت أن أتواجد ضمنها وأستطيع القول جازما أنني لم أضيّع الفرصة الذهبية التي أتيحت لي خلافا لآخرين لم يحسنوا استثمارها………. وبرأي هذا الرجل “العصامي” أن الناس في مجتمعات هشة المضمون مهما بلغ حجم تألق مظهرها ليس بمقدورها قبول رأي جديد من شأنه أن يزلزل بنيانها العفن.
إذا هي العفونة التي لا تجلب إلا مسكنة الذل وطأطأة الرأس, وحده الحزن العميق هنا يظهر كعلامة فارقة لا تمحى إلا مع المنون.
عندما تحاور رجل سبعيني كأحمد سعيد ستكتشف بالحال كم هو متقدم بفكره وكونك حامل للشهادات هذه ليست ميزة لك معه فهو مازال يعشق القراءة في زمن لا تقرأ فيه إلا العناوين.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات