عبد الرحمن تيشوري / عضو مجلس خبراء الوزارة / من فريق الوزير النوري
انتقد الباحث الإداري عبد الرحمن تيشوري الثقافة الإدارية السائدة في المؤسسات والشركات، والقائمة وفقا لتصريح تيشوري لصحيفة الوطن السورية » على «الخوف من المديرين وتقديم الطاعة العمياء لهم وعدم مناقشتهم» ما دفع المديرين إلى «مقاومة التغيير ومحاربة الكفاءات» وأدى ذلك أيضاً إلى ولادة ثقافة «البلطجة الإدارية» على حد تعبير تيشوري.
وعزا الخبير الإداري انتشار هذه الظاهرة إلى اعتماد الإدارات أساليب منها «اتهام الكفاءات زوراً بأخطاء لم يرتكبوها، ووضعها في زوايا ميتة للتقليل من شأنها، وحرمانها من الامتيازات، وإطلاق الشائعات بحقها، وعزلها عما يجري من مناقشات داخل المؤسسة نظراً لقدرتها على المناقشة والتفكير والتحليل».
وأكد تيشوري أن هذا الواقع يضمن للمديرين «إزاحة كل من هو أفضل وأكفأ منهم، حتى لا يعترض على قراراتهم أحد».
وخلص تيشوري إلى أن هذه الأساليب الإدارية أدت إلى «نتائج كارثية» منها «انهيار وخسارة الشركة أو المؤسسة»، ووصول أشخاص إلى مواقع القرار «غير قادرين على حل المشاكل، وهجرة الكفاءات» وهذا دمر اغلب المؤسسات السورية.
وحذر من حالة عدم التمكن حتى الآن من اختيار قادة ومديرين «فعالين يطورون مؤسساتهم وشركاتهم وينقلونها من الخسارة والهدر والترهل إلى الربح والنجاح والمبادرة»، دون أن يقلل من صعوبة «اختيار المديرين الجيدين».
وأشار إلى شكوى المواطنين والموظفين والمسؤولين الكبار على حد سواء «من تدني أداء من يديرون الشركات أو المؤسسات» وحتى الحكومات أيضا، و«سوء أدائهم وعدم كفاءتهم ولا مبالاتهم وافتقارهم للقدرة على التعامل مع المشكلات وحلها».
وأكد تيشوري في حديث جريء لصحيفة الوطن السورية /أنه عند محاولة التخلص من القادة والمديرين الفاشلين فإننا «نكرر اختيار النماذج ذاتها»، ونجد أنفسنا عدنا إلى «نقطة الصفر»، متسائلاً: لماذا لم نتمكن حتى الآن من اختيار مديرين مؤهلين، رغم وجود خريجي المعهد الوطني لتدريب المديرين (معهد الإدارة العامة) إلا أن الحكومات السابقة «قضت عليه وأفرغته من مضمونه»؟
.