مع مطلع كل دور تشريعي جديد تنتعش أحلام وأمنيات الشباب، على أمل أن يتحقق ولو الجزء اليسير منها، وسط زحمة وعود وخطط ومشاريع وبرامج المرشّحين التي تتوجه خصيصاً للشباب للظفر بأصواتهم!.
واقع الحال يوضح بأن الشباب بكافة فئاتهم عاتبون على ممثّليهم في الأحزاب والمنظمات، وحتى النواب الشباب من المستقلين، فخلال السنوات الماضية من عمر الدور التشريعي الحالي، لم تكن قضاياهم حاضرة بالقدر الذي يوازي حجم هذه الشريحة الكبيرة، والدور المعوّل عليها في المرحلة المقبلة، بالرغم من وجود لجنة برلمانية للشباب أوكلت لها مهمة الدفاع عن مصالحهم، وتذليل صعوباتهم!.
صحيح أن الظروف الصعبة التي يمر بها البلد أثّرت بشكل كبير، ليس فقط على أداء مجلس الشعب، وإنما على أداء وعمل كل الأجهزة الحكومية الأخرى، فتحقيق الأمن والأمان، وما يحتاجه المواطن لتمكينه من الصمود في وجه الإرهاب، كانت له أولوية على أجندة عمل الجهات المعنية التي تعمل على أكثر من جبهة، لكن هذا، برأي الغالبية العظمى من الشباب، ليس عذراً لتبرير التأخر في حل وحسم الكثير من القضايا العاجلة والملحة التي تتعلق بمستقبلهم، وخصوصاً لجهة تأمين فرص العمل للشباب بشكل عام، وللخريجين في الجامعة بشكل خاص الذين يعانون من بطالة مؤلمة جداً، عدا عن تمكين الشباب من التعليم الجامعي النوعي الذي يعاني من انكماش حقيقي!.
بالمختصر، ما يأمله الشباب من المجلس الجديد، أن يصغي لصوتهم المبحوح، ويقف بشكل جدي لا نظري أمام قضاياهم ومشكلاتهم العالقة، ليكونوا قادرين على القيام بدورهم في مرحلة إعادة الإعمار، والأهم الثقة بإمكاناتهم وقدراتهم، ومنحهم فرصة المشاركة الحقيقية باتخاذ القرار الذي يتعلق بمستقبلهم، مع التأكيد على المحاسبة، ومحاربة الفساد المتجذر، وكل من يخالف القوانين والأنظمة.
وبرأينا فإن الأهم هو الضغط باتجاه اتخاذ إجراءات عملية سريعة للحد من هجرة الشباب السوري بحثاً عن العمل، فنزيف الكفاءات الشابة والخبيرة وصل إلى حد خطير يهدد بإفراغ الوطن من كوادره، في وقت صعب نحتاج فيه لجهود الجميع لمواجهة التحديات التي تتربص بنا..!.
غسان فطوم- البعث