تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

شعور ممزوج بالأسى والتعاطف والرفض- كفاح عيسى

12041788_481446305369496_906181212_n-300x300

هو مطعم شعبي في إحدى الحارات البعيدة قليلا عن مركز المدينة. بقيت أتردد إليه طوال سنوات من حياة “العزوبية” كان يعد بالنسبة لصاحب دخل محدود مكان مناسب ومريح حيث وجبات “المسبحة والفول” وخدمة السرفيس المقدّمة وهذه الأخيرة كانت أهم من الوجبة ذاتها. هذا تقليد لم ينقطع وبالأخص مع “راس كل شهر” وفرحة إلقاء القبض على الراتب بعد عناء ثلاثين يوم الثلث الأخير منها أكثر قساوة لأن الجيوب تكون في حالة إفلاس شبه كامل.
وبعد أن انتهى بنا المطاف انطلاقا من حالة التعقل إلى اتخاذ القرار (التاريخي) بالدخول طوعا إلى القفص “الماسي” والركون إلى حياة الشراكة الزوجية عاهدت نفسي “وفاء” بألا أتناول الطعام سوى مع عائلتي إلا اضطرارا. لكنه الفضول ممزوجا بالحنين للمكان دفعني لأتفقد موضع إحدى الذكريات فأنا من الذين يشتاقون للأماكن والذكرى المرتبطة بها فرحا كانت أم حزنا.
حصل هذا منذ عام أي بعد انقطاع لمدة ثماني سنوات, فما أن وصلت إلى المدخل وهممت بالدخول حتى فوجئت بوجود زحمة زبائن أثنائها لمحت صبيتين في مقتبل العمر يرتدين “مراويل بيضاء” فورا تبادر إلى ذهني أنهن طالبات في المهنة الأكثر إنسانية!. ومع خروج أحد الزبائن أخذت مكانه فورا وإلا فالمزيد من الإنتظار لأجد كرسي آخر. تقدمت إحداهن صوبي مع إبتسامة واضح أنها من أتكيت الشغل قائلة: “أهلا وسهلا, شو طلبك” آآآه إنها النادلة إذا تخدم مع رفيقتها في مطعم شعبي لا تصنيف له نجميا.
ورواده من كل الأشكال والألوان! عندها هاجمني بل اجتاحني شعور ممزوج من الأسى والحزن والتعاطف والرفض طوال مدة تناول الوجبة المحببة على قلبي وأدركت للتوّ أن هذا المستجد يفسر بعضا من سر الإزدحام في مطعم كان من “التندر أن يدخله في اليوم عشر هذا العدد. للأسف أنها التجارة الرابحة التي تسللت إلينا في جنح الليل في غفلة وفي لحظة كسرت فيها كل الخطوط الحمر وأثناء الدوران على الزبائن لتفقد النقص اقتنصت الفرصة وببعض الجرأة سائلا: “صرلكن زمان بتشتغلوا هون”؟ ردّت: من أربعة شهور. كان يمكن ألا ترد أو تقول كلمة عفوا التي تعني “هيدا مو شغلك” لكن الإجابة تحمل في خباياها رفضا داخليا لما تقوم به وإن دافع الحاجة وحده وليس القناعة هو ما يدفعها للعمل بهذا المستوى!. ثم تبين لي أنها تحمل شهادة متوسطة والأخرى مازالت تدرس هي “ستاجات” لكنها في مدارس الفاقة والإضطرار وانكشاف العيل المستورة!.
إن الإنزلاق بهذا المستوى يعني أمرا واحدا وهو أن المجتمع يعيش في لحظات كاملة من التخلي والانحدار .

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات