واستعرض بسام القحط رئيس شعبة آثار صافيتا أهمية هذا التراث الشعبي المادي تاريخياً والذي يعود إلى قبل نحو ألفي عام حيث كانت كل طاحونة بمثابة مصنع صغير لدقيق القمح والذرة والشعير وأدت دوراً مهما في أواخر الاحتلال العثماني عندما تركز الاعتماد على دقيق الشعير والذرة بسبب نقص مساحات زراعة القمح ومصادرات الاحتلال العثماني له.
وأشار القحط إلى أن هناك مئة وخمسين طاحونة مائية قديمة على مختلف أنهر محافظة طرطوس منها خمسون طاحونة في منطقة صافيتا وحدها وأربعون في الدريكيش وست طواحين في الخوابي ومنها ما أصبح في مناطق أوقاف دينية إسلامية ومسيحية.
من جهته قدم الباحث الآثاري حسن يوسف عرضا لطواحين طرطوس المائية ومنها طاحونة الشيخ الأثرية على نبع الغمقة التي تعد الوحيدة المتبقية من طواحين غرب النبع وهي طاحونة بمضربين تعود إلى العصور الوسطى وأعيد استعمالها في القرن التاسع عشر من المجتمع المحلي إضافة إلى طاحونة شهاب على نهر الغمقة وطاحونة الدير وهي الأكبر حجماً والأقدم في عمرها وطاحونة الهويسة على نهر الأبرش حيث ما زالت هذه الطواحين قائمة إلى الآن إضافة إلى السدود السطحية التي كانت تغذيها.
وكانت فعاليات المهرجان انطلقت أمس احتفاء باليوم العالمي للتراث وبترشيح دمشق مدينة مبدعة بالحرف التقليدية والفنون الشعبية في شبكة
المدن المبدعة لدى منظمة اليونيسكو حيث تتضمن الفعاليات أيضاً أمسية موسيقية وندوة حول الأغاني والحكايا الشعبية بالتزامن مع استمرار معرض الحرف التقليدية في الساحل داخل المركز الثقافي.