في الطريق.. أنتشر.. أنا وهذا الهواء.. نجري كمن أنهى دروسه وخرج إلى الشارع سعيدا… فأنا لا أعرف سواه صديقا” لي في حيينا… نخرج معا” وأعطيه ملامحي هدية في الليل الطويل… فلا أريد أن أشبه أحد.. ولا أريد أن أرى وجهي في زجاج المتاجر… كأي شيئ غريب.. أسير يتبعني ظلي… أسكن في كحل الليل.. وعندما يمرون.. سأختبئ في زاوية.. أرقب خطواتهم وهي تبتعد.. إن لون الليل يروقني كثيرا”.. أرتديه وأسدل سكينته في روحي… أتابع سيري إلى حيث لاأدري.. ويطول حديثي مع أضواء الطريق.. وكل شيئ من حولي يحدثني.. تلك النسمات.. وأبواب البيوت.. والرصيف يمتد مع خطواتي.. سألته عن نهاية… عن عتبة.. ويسافر الهواء مرتفعا.. يحاكي أحلام النوافذ الموصدة.. علك تكون خلف إحداها.. ترى ملامحي تطفو فوق كف هواء متعب… وتطل لناظري أراك وينتهي بحثي.. ينام الرصيف من بعد عنائه معي.. ويهدأ المكان.. وتكف الأضواء جميعها عن الحديث.. وقد بدأت تنقل ماتقوله العيون بصمت… في هذا الليل.. في لونه.. في كحله.. كم تتحدث تلك الأشياء.. التي طالما قلنا عنها جمادا”.. فالننصت فقط.. ونهدي هوائه ملامحنا.. فهو كفيل أن يأتينا بمن نحب…
- الرئيسية
- ثقافة
- عندما نهدي ملامحنا..- راما عباس
عندما نهدي ملامحنا..- راما عباس
- نشرت بتاريخ :
- 2016-05-27
- 9:00 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك