تخطى إلى المحتوى

السياحة.. ليست ترفيه فقط!!

منتجع شاطئ الاحلام BLUE BAY1بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:

يفترض أننا نمر هذه الأيام في ذروة النشاط السياحي الذي يتزامن سنوياً مع بدء العطلة الصيفية للمدارس والجامعات وينتهي تقريباً مع انتهاء هذه العطلة.. إلا أننا لا نلاحظ  أي مظهر من مظاهر الحركة السياحية الفعالة التي تعودنا أن تقام في مثل هذه الفترة من كل عام، ناهيك عن عدم وجود حركة جيدة في معظم المنشآت السياحية تكسر جمود باقي اشهر السنة..

بالتأكيد أن الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا والوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه المواطن السوري ترخي بظلالها وتؤثر سلباً على القطاع السياحي بشكل عام.. فبند السياحة والاصطياف قد ألغي من أجندة غالبية الأسر السورية ليستعاض عنه بمحاولة تلبية المتطلبات المعيشية الأساسية من طعام ولباس وتعليم واستشفاء.. ولكن وبنفس الوقت لا تزال هناك شرائح “ميسورة” من المجتمع تنظر إلى العطلة الصيفية كفرصة للترفيه والاصطياف وترصد لها ميزانية خاصة.. كما لا تزال الكثير من المنشآت السياحية قائمة وتنتقل من أمل إلى آخر علها تتخلص من حالة الجمود.. وهنا تصبح السياحة فعل اقتصادي وترفيهي بآن معاً، فمن جهة توفر المتعة والاستجمام والاصطياف ومن جهة أخرى تشكل مصدر الدخل الأساسي لشريحة كبيرة من المجتمع وهو أمر لا بد من أخذه بعين الاعتبار رغم ظروف البلد والحرب المفروضة علينا … وهنا يحضرنا ما قاله وزير السياحة رداً على من ينتقد إقامة الأنشطة السياحية في هذه الظروف حيث أكد “أن من يقول أن السياحة رفاهية ولا وقت لها في زمن الحرب لا بد أن يدرك أن السياحة صناعة رابحة ترفد خزينة الدولة وتوفر فرص العمل…”.

الشركة السورية للنقل والسياحة وهي الزراع الفعال لوزارة السياحة كان لها العام الماضي تجربة ناجحة في السوق السياحي في طرطوس من خلال تنظيمها مهرجان “يا هلا طرطوس” الذي امتد لعدة أسابيع متضمناً مجموعة من الأنشطة السياحية والوطنية والفنية والثقافية المتميزة والتي لاقت استحساناً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً.. إلا أن الشركة لا تنوي هذا العام إعادة تنظيم المهرجان، ويبدو أنها مشغولة بإنجاز الترتيبات واللمسات الأخيرة لإطلاق عدد من مشاريعها السياحية ومن بينها مشروعين سياحيين كبيرين في محافظة طرطوس هما منتجع “بلو طرطوس باي” و”فندق بلو دريكيش باي” واللذين من سيضيفان علامة ذهبية للسياحة السورية في محافظة طرطوس ريفاً ومدينة، ومن المتوقع أن تقام على هامش تدشين هذين المشروعين مجموعة من الأنشطة السياحية المتنوعة..

هنا يتبادر للذهن سؤالاً بديهياً: هل من المعقول أن تكون هذه الشركة هي اللاعب الوحيد في السوق السياحي؟؟ أين الدور الترويجي والتسويقي لغرف السياحة والتجارة والصناعة؟! أليس من المفترض أن تكون إقامة مثل هذه الأنشطة السياحية هي من اختصاصهم إعداداً وإخراجاً وتنظيماً كونهم المستفيدين الأساسيين ويمثلون شريحة مالكي المنشآت السياحية وأصحاب الفعاليات الصناعية والتجارية.. فمن المعروف ان إقامة مثل هذه المهرجانات سيؤدي إلى تنشيط الحركة السياحية والتجارية من خلال استقطاب زوار لهذه الفعاليات من مختلف المناطق والمحافظات السورية..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات