تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

أسعار أهل الكهف…-عبد اللطيف عباس شعبان

10980718_1541890249420665_8488432118400301550_nلقد لبث أهل الكهف في غابر الأزمان مئات السنين (ولبثوا في كهفهم ثلاثة مائة سنين وازدادوا تسعا)، حتى تغيَّرت قيمة ورقهم -القوة الشرائية لنقدهم– علماً أنهم ظنوا حينئذ أن المدة أقصر من ذلك بكثير (قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذا إلى المدينة) وكان الورق -النقد- يومئذ هو الفضة المضروبة، ولكن قراءة متأنية للأسعار في هذه الأيام، تبيّن لنا حدوث تغيّر ملحوظ في الأسعار خلال الخمسين سنة الماضية فقط، وتغيّر كبير جداً خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ تجاوزت الأسعار ما كان عليه حال أسعار أهل الكهف بكثير، تلك التي استغرق زمن تغيّرها يومئذ /309/ سنين.
أتذكَّر أنه قبل قرابة خمسين سنة كان سعر الكغ من اللحم أقل من خمس ليرات، ولكن سعره حالياً يحوم حول الأربعة آلاف ليرة أي بزيادة /800/ مرة عما كان عليه في الماضي القريب، وكان سعر كيس الإسمنت بحدود /4/ ل.س ولكنه اليوم يتجاوز /2000/ ل.س، أي بزيادة تزيد على /500/ مرة، وكان سعر بلوكة البناء الإسمنتية ثلث ليرة سورية ولكن سعرها اليوم يزيد على /100/ ل.س أي بزيادة تزيد على /300/ مرة، وأتذكر أن ثمن ثور بقر كبير عام /1967/ كان بحدود /400/ ل.س فقط، واليوم قيمة البطيخة الواحدة /1000/ ل.س أي بما يزيد على ضعفي سعر ثور البقر.
قبل خمسين سنة فقط كان سعر الركوب في الباص الداخلي ضمن المدن الكبرى /7.5/ ق.س، وعشرة قروش للخطوط الطويلة أي واحد على عشرة من الليرة، ولكنه اليوم يقارب الخمسين ليرة أي بزيادة /500/ مرة، وكانت أجرة السفر من دمشق إلى حلب بحدود خمس ليرات سورية أما اليوم فهي بحدود /3500/ أي بزيادة /700/ مرة، وأتذكر أن أول قرض حصلت عليه من مصرف التسليف الشعبي عام /1976/ كان /600/ ل.س، وكان قرض يومئذ يؤمّن الكثير من حاجات مقترضه، أما اليوم فقرض التسليف يبلغ /300/ ألف ل.س، ولا يسدّ إلا القليل من الحاجات، وكان يومئذ مبلغ القرض السكني في المصرف العقاري بحدود /35/ ألف ل.س، وكان يغطي نسبة كبيرة من كلفة المسكن، ولكن هذا القرض الذي وصل مؤخراً إلى حوالي المليون أصبح شبه متوقّف هذه الأيام، لأن قيمته لم تعُد تشكل إلا نسبة قليلة من كلفة البناء على الهيكل، وفي أوائل الثمانينيات وزَّع العديد من الجمعيات السكنية مساكن جاهزة على المفتاح بقيمة /70/ ألف ل.س للمسكن، ولكن تسليم المسكن في هذه الأيام (إذا حصل) يكلف بحدود سبعة ملايين وعلى الهيكل، وهكذا حال أسعار جميع المواد، التي بلغت زيادتها أضعاف زيادة الرواتب، إذ كان متوسط الراتب قبل قرابة خمسين عاماً للفئة الخامسة وراتب الشهادات الإعدادية والثانوية والمعاهد والجامعية (150 + 180 + 210 + 230 + 375) = 230 ل.س ومتوسط الراتب أصبح في هذه الأيام بحدود /30/ ألف ليرة أي أنه ازداد بحدود /130/ مرة، وهذه الزيادة أقل بكثير من زيادات جميع أسعار المواد، فهل ستنظر الحكومة الجديدة بذلك.
رحم الله آباءنا الذين حدّثونا عن المعاناة التي عاشوها قبل ستينيات القرن الماضي، وكم أشعرونا بسعادتهم بالنعيم الذي عاشوه أواخر حياتهم عقب ثورة الثوار الأخيار الأحرار، أواسط ستينيات القرن الماضي، ولكن الخشية قائمة من أن نحدّث أبناءنا عن النعيم الذي عشناه بداية حياتنا، خلال سنوات بناء سورية الحديثة، والمعاناة الكبيرة التي بدأنا نواجهها ونعيشها عقب ثورة الثيران الأشرار الفجّار، فالصحة بعد السقم سعادة، ولكن السقَّم بعد الصحة ألم..
عبد اللطيف عباس شعبان
عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية

هذا المقال منشور في صفحة اقتصاد من صحيفة البعث ليوم الأربعاء 3 / 8 / 2016 العدد / 15620 /

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات