مريم مشلبن:
كانت هناك على أطراف السماء تبدأ
بإنشودة الوداع اللحظي
على أطراف مدينة لاتملك أسوارا للأحلام
أخبروني بإنها تبعث الدفء في النفس
لكن….كلما حاولت النظر إليها غرقت بإشعاعها الذي يملأني بشيء من الشغف
تفارق السماء ببطء
تغوص في رحم المحيط
وتبدأ رحلة الغيوم التائهة
وطفلة مستلقية بين أحضان جداول القمح
وكأنما السحب تمر من بين عيناها
ترسم فيها لعبة لطالما أرادت إقتنائها أو فستان ماتزال يدا أمها تحكيه
كانت أسراب من الطيور تغني
تعود السحب لتأخذ ألوانها من عبق إشعاع الشمس الأخير
وتبدأ بالكشف عن جسد النجوم التي تختبأ بخجل
وكأنها لألأ تنسدل على عنق إمرأة في الثلاثين
تداعبها الرياح
جميعهم نيام إلا فتاة تجلس على حافة النافذة
تتراقص قدماها في العراء
تنظر إلى ميلاد القمر الوعيد
تسرق من ليل هذا المساء سواده وتسرح به شعرها
تملأ عينيها بأضواء مدينة تستغرق في نوم عميق
تهذو بأصوات موج البحر الهادئة
كان ضوء القمر يرسم لوحة جميلة على سطح البحر يعكرها قارب ضاع عن مرساه
وتجلس فتاة أخرى على شرفةالبيت
لاداخله ولا خارجه
تتأمل البعيد
والأفق والشمس والأشجار
وظلال البيوت المتراميةعلى مد النظر
كأنها تبحث عن إشارة ما
تستمد منها الشجاعة
لتخطو منها إليه
“إليه”…ذاك الذي لم نعرفه بعد في الرواية.