كنت أعجب لأمر ذلك الشاب… كيف يستطيع أن يكون واثقا” من نفسه بهذه الطريقة..!! أراه كل يوم في طريق مدرستي.. ذاهبا” إلى عمله، يبتسم لي.. وما إن يصبح قريبا” مني يحاول أن يكلمني أي كلمة… فامرة” يقول لي:صباح الخير.. ومرة:كيف حالك.. ومرة:”حليانة اليوم..”؛ وبالرغم من أني لا أرد عليه بأي كلمة وأتجاهله، إلا أنه لم يكن ييأس مني أبدا”.. وكنت أشعر في كل صباح وكأنني أعيش إحدى أغاني فيروز..، تلك البدلةالعسكرية تليق به كثيرا”.. وتزيده جمالا”.. وعندما يطل من بعيد؛ يبدو مميزا” عن كل من في الشارع.. وجدت نفسي في إحدى الصباحات الشتوية أرد عليه تحيته وأقول له: أهلا.. صباح النور..، وأكمل طريقي ولم أنتبه بأنه ظل واقفا” يبتسم فرحا” لذلك.. ألتفت ورائي وأرى ضحكته وسعادته.. يلوح لي ويمضي.. وفي يوم ماطر.. رأيته يطل من بعيد كالعادة.. يحمل بيده مظلة بدا لي شكلها غريبا” عليه.. كانت منقطة بألوان زاهية، وماإن أصبح بقربي مررها لي بسرعة.. يمسكها كمن يمسك زهرة صغيرة.. أنا لم أكن أحمل مظلة، قدجلبها لأجلي، مررها لي وقال: هذه لك أميرتي الجميلة..، فرحت لذلك كثيرا وأحسست حقا بأني أميرة.. ومضيت إلى مدرستي.. وفي اليوم التالي أعطاني رسالة كتبها لي.. ورددت جوابها أيضا”.. وأصبحنا نتبادل الرسائل لفترة… وذات يوم أخرج من جيبه قلما” أهداني إياه.. عليه لصاقة دون عليها رقم هاتفه.. ضحكت كثيرا” عندما رأيت الرقم على اللصاقة.. حتى طريقة إعطائه لرقمه لي كانت لائقة وجميلة.. وأصبحنا نتكلم سويا”.. عشنا قصة جميلة وبريئة كأغاني فيروز الصادقة… ودار الزمن ومضت الأيام.. وحصل خلاف بيننا… إفترقنا على إثره وكأغنية فيروز كان ذلك:”ردتلو مكاتيبو.. وردلي مكاتيبي…”، ولم أعد أذهب من ذاك الطريق أبدا.. تقابلنا في الشتاء.. وإفترقنا في الشتاء..، إنها القلوب تجتمع في الحياة.. ولانعلم كيف تتخاصم فيما بينها.. تجبرنا أن نغير الطريق.. ويبقى الشتاء يجول في المدينة.. ليروي قصة حب جديدة…
- الرئيسية
- ثقافة
- حبوا بعضن.. تركوا بعضن..
حبوا بعضن.. تركوا بعضن..
- نشرت بتاريخ :
- 2016-08-22
- 10:55 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك