رويده سليمان
العيد يعني الكعك الحلو المذاق المدلل بالجوز واللوز والأقراص التراثية المشهورة (الكليشة)..والأرجوحة،وصلة الرحم وجديد الثياب والعيدية ..والسفر للراحة والاستجمام.
العيد وحسب التعريف السابق يعني ديونا إضافية تراكمية ،تطارد بكوابيسها أحلامنا ،وطالع عبالي وبعد الاعتذار من سيدة الصباح ..سيدة القلوب فيروز ،ضمه إلى باقة الهموم..
ستأتي أيها العيد وستعاين بنفسك هذه الهموم والأوجاع والآلام ..ستمر وسط الدمار ،وسترى بأم عينيك وحشية الإرهاب ودمويته، ومن مخلفاتهم التي تركوها بعد انهزامهم وفرارهم من أراضي سورية لفظتهم ،وجيش عقد العزم على طردهم وتطهير ترابنا من رجسهم ونجسهم .
سترى المآسي والويلات والقتل والدمار بفعل من يدعون الحضارة والحرية والديمقراطية ويتشدقون بحقوق الإنسان .
ستقابل أطفالا يتمت ،ونساء رملت ،وأسرا نكبت وهجرت ،وستسمع صرخات من قطعت أرزاقهم وجفت مصادر كرامتهم ..وفي يومك الأول سترافق كثيرين إلى زيارة المقابر ..وستتذكر دق أبواب آلاف العاطلين عن العمل والذين تركوا للمجهول تلاطمهم أمواج النسيان ،وسيهمس الأمهات عن وجع غياب الأبناء ورحيلهم بحثاً عن العيش الكريم ،وستزيد القهر من غلاء معيشي عند هؤلاء جميعاً.
عفواً نعتذر عن استقبالك أيها العيد فما في الجيب لا يفي بالتزاماتك ولا يليق بضيافتك، وتأمين سقف يأوي ورغيف خبز مع الأسعار المتأرجحة من أبرز الاحتياجات في ظل هذه الظروف الصعبة .
ولأن اعتذاري سيبقى حبرا على ورق ،ولأنك قادم شئنا أم أبينا ،نطلب منك الرفق بالفقراء يا عيد ..فقراء سلموا أنفسهم مجبرين لقسوة الحياة ،لمشقة البحث عن مصروف يومي يسد حاجتهم ويكفيهم مذلة السؤال .
فقراء يعيشون ليأكلوا ..ليبقوا على قيد الحياة ..جفت ينابيع صبرهم وغدا الجوع زاداً عصياً على الهضم ..وكسرة خبز قد لا تعني شيئاً ولكنها لمتشرد يتضور جوعاً تعني الكثير …
لن نطيل السرد الممل عن الهموم التي تميد وتمور وسنستثمر وجودك بيننا ومعنا لنتسول منك الحب والفرح فلا تبخل علينا ولا تلومنا على تقصيرنا في استقبالك أيها الضيف الغالي على قلوب الجميع .