بانوراما طرطوس- احلام الغباري:
زكريا طالب في الصف الرابع من مدينة حلب الصمود
التقيت به صدفة.. لكن الصدف أيضاً تمنحك دروساً وقوة وتفائل
زكريا بسبب الحرب المجنونة التي لاتعرف معنى الإنسانية وعفوية الطفولة ,ترك منزله..حيه..وألعابه ومدرسته لتكون طرطوس مدينته الثانية فرصة ليجمع ألعابه مرة أخرى ويجلس في مقعد الدراسة
جلس زكريا بجانبي في مقعد السرفيس ..قال للسائق :”عمو واصل ع الكراج الجديد” اجابه السائق نعم ياعمو واصل….
هنا دخلت الحيرة قلبي فمدرسته في منطقة الإنشاءات وهناك مسافة من الإنشاءات الى الكراج الجديد ,قلت له:”هل تدرس في مدرسة الإنشاءات” قال نعم وهو يبتسم
وفي أبتسامته قرأت اجمل معاني الطفولة
قلت له:”موبعيدة المدرسة عن بيتك مابضيع”
قال لي “انا برا سوريا بضيع.. اصلاً ماما قالتلي ان نحنا جاين زيارة ع طرطوس لأن حلوة وفيها بحر راح نطول شوي بس راجعين ع حلب بإذن الله”
تتلاشى الحروف والمعاني أمام زكريا وأطفال سوريا الذين قست عليهم تلك الحرب المجنونة …ليرتدي كل صباح ثياب المدرسة ويحمل حقيبته لينطلق الى مدرسته الى الحياة الى الفرح لتستنتج أن هذه الحرب و أيادي الإرهاب لن توقف أحلامنا كسورين وأحلام أطفالنا وحبنا لهذا الوطن…….