ترجلوا عن صهوات خيولهم ،وقالوا: ها نحن بأرواحنا نفتدي الوطن، ونصون أرضه وعرضه وكبرياءه ليبقى شامخاً ، وبدمائنا نروي ياسمينه ليورق حباً وعزة وكرامة وطهارة .هم الشهداء “أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ”.
ما من بيت في سورية إلا وزف شهيداً بالزغاريد والرياحين ، وزين صدره بأهزوجة الشهادة ، وما من طفل في سورية فقد أباً أو أخاً أو عزيزاً إلا واعتبر أن الشهادة عزة وكرامة .
“لتحيا الأجيال من بعدنا بكرامة
نذوق العذاب والمهانة
هو نذر علينا نؤديه
نحمي تراب الوطن ، بالدم نفديه ”
هي كلماته التي لم تفارقه، الشهيد الملازم أول علي عبد الكريم عيسى من محافظة طرطوس ، ابن الثماني والعشرين ربيعاً حاصل على إجازة في الحقوق من جامعة تشرين ، حكم رياضي من الدرجة الأولى في لعبة كرة القدم .
ناداه الوطن فلبى النداء ،التحق بصفوف الجيش السوري في كانون الأول عام 2013 خضع لدورة قوات خاصة وكان الأول على دفعته . ليلتحق بعدها برفاق السلاح في ريف اللاذقية الشمالي فخاض معهم معارك التحرير ابتداءً ب “كسب ” ومروراً بــ “سلمى”، و”ربيعه” و”جبل القاموع” و “تلة أبوعلي” التي رواها علي بدمائه.
كثيرة هي الأحاديث التي يرويها رفاق السلاح عن بطولة علي فعلي بقي ساعات في اشتباك مباشر هو وأحد المسلحين إلى أن أرداه قتيلاً . كان يرفض أن يغادر نقطته في تلك التلة المرتفعه في أعالي جبال اللاذقيه وأن يترك رفاقه رغم كل ما تحملوه من قساوة الطقس والطبيعة الجبلية الصعبة لتلك المناطق ويقول لهم : ” تلة أبوعلي مابتركها لتتركني”
علي شهيداً …في السابع والعشرين من أيار 2016 بعد إصابته إصابة بالغةً في معارك جبل التركمان ( تلة أبوعلي).
يقول رفاق علي : ” دائماً كنا نتوقع استشهاده في أي لحظة فشاب كعلي ؛
علي الطيب.. الخدوم..المؤمن.. المندفع والمستبسل في الدفاع عن هذه الارض لابد أن يرتقي الى مرتبة الشهادة”.
لروح علي ولأرواح شهداء سورية السلام ؛من رسموا بدمائهم أجمل الملاحم البطولية ، وقدموا بعظمة تضحياتهم درساً في الوطنية وأنموذجاً رائعاً عن الشباب السوري.