بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
دائماً وأبداً الهاجس الأكبر لدى المواطن هو تحقيق العدالة والمساواة بأي شيء.. ودائماً نسمع المسؤول يردد هذه العبارة ويدعو الى تطبيقها لكن دون ان يتابع أو يتأكد إن تم تطبيق هذه العدالة أو لا ..
ورغم أن البلد يعاني من أزمات في كل شيء ابتداءً من ازمة الضمير والأخلاق مروراً بالأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية إلا أن الأزمة الأكبر هي تراجع في مستوى الثقة بين المواطن والمسؤول وهي غير موجودة أحياناً ونسبتها متباينة بين جهة وأخرى وبين مسؤول وآخر، ولعل أكثر ما يهدد هذه الثقة هو الفساد بالدرجة الأولى والتقصير ومنح الاستثناءات بالدرجة الثانية.. فمنح الاستثناءات والاعفاءات المجانية هو انتهاك للقانون وللخطط أو البرامج التي تم وضعها في الأساس لتحقيق التنمية وايضا من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين سواء في الحقوق أو في الواجبات.. وهناك الكثير من الأمثلة الواضحة للجميع على صعيد ممارسة هذه العدالة أو انتهاكها.. فعندما يعامل الريف معاملة البطة السوداء في توزيع المشتقات النفطية مثلاً أو في تقنين الكهرباء فهذا يعد انتهاكاً للعدالة واجحاف وتمييز غير مبرر بين مواطني البلد الواحد.. وعندما يعامل شارع أو حي في المدينة معاملة خاصة ويتدلل أكثر من غيره وعلى حساب غيره فهذا انتهاك للعدالة مهما كانت المبررات.. وعندما يعامل موظف كبير او مسؤول او مدير أو رجل أعمال معاملة خاصة ويحظى بامتيازات مجانية فهذا ايضا انتهاك للعدالة والقانون وعندما وعندما….الخ…
لا نريد أن نكون مثاليين كثيراً وندرك انه من المستحيل تحقيق المساواة بين الناس ولكن هناك أمور تبدو “بلقة” كثيراً.. ورغم ذلك ورغم الحديث عنها والتأكيد عليها ونشر الشكاوى حولها الا انها تبقى مستمرة ولا يحرك السادة المسؤولون ساكناً نحو معالجتها او الحد منها وبذلك تبقى راسخة رسوخ الفساد والمحسوبيات في دوائرنا ومؤسساتنا العامة وإلى درجة اصبح المواطن المغلوب على امره يراها طبيعية ويرى نفسه مواطناً من الدرجة الثانية وربما من الثالثة.. فهل استمرار هذه الحالات يرضي من ينادي بالعدالة ويدعو الى المساواة بين المواطنين.. والأنكى من ذلك حين يتعلق الأمر بالواجبات المطلوبة من المواطن ترى الدولة اول ما تلجأ الى المواطن البسيط غير المحمي او المدعوم فتطالبه بواجباته وتنتزعها منه انتزاعاً تحت سلطة القانون أما عندما يتعلق الأمر بالحقوق والمساواة فهو بذلك يكون الحلقة الأضعف واخر اهتماماتها للأسف.. أنه واقع مذري ومعروف للجميع ولكن ألم يحن الوقت للبدء في معالجته واعادة تصحيح اتجاه البوصلة قبل فوات الآوان..؟!!







