بانوراما طرطوس:

اشتكى عدد كبير من المزارعين في محافظة طرطوس من سوء نوعية بذار الخيار صنف “كارينا” المخصص للبيوت البلاستيكية للموسم الشتوي الطويل.. ويقول المزارعون المتضررون أن الصنف المذكور كان يتمتع بسمعة جيدة خلال السنوات الاخيرة الأمر الذي زاد من نسبة الاقبال على زراعته في هذا الموسم ولكن للأسف خاب املهم وظنهم بعد اكتشاف ان النوعية الموزعة لم تكن كما كانت في الاعوام السابقة حيث لا يكتمل نمو الثمرة الطولي بل تصبح مشوهة وغير متناسقة الطول والعرض ناهيك عن انخفاض كبير في الانتاج وعدم المقاومة للأمراض والظروف الجوية وقصر عمر النبات..وما الى ذلك.

وبعد أن تم إعلام الشركة الموزعة للبذار بهذه المشكلة أوفدت مهندساً لمعاينة بعض البيوت المزروعة والاطلاع على الواقع حيث اعترف المهندس بالمشكلة ووعد بمخاطبة الشركة المنتجة وبإرسال الصور التي تؤكد حدوث الضرر.. وبعد المراسلات والمداولات جاء رد الشركة “المفاجئ” بأن البذار سليم وأن سبب ما حدث هو التغير في المناخ والأحوال الجوية!.. وقد استهجن المزارعين هذا الرد واعتبروه استخفافا بهم وتهرباً من تحمل المسؤولية، فالظروف الجوية هذا العام كما هو معروف للجميع هي مشابهة للظروف الجوية للعام الماضي.. وما أكد صحة رداءة الصنف هو ان احد المزارعين زرع بيتاً بلاستيكياً من الصنف الموزع في العام الماضي كما زرع بيتاً آخر من الصنف الموزع هذا العام بنفس التوقيت فكانت النتيجة حين المقارنة واضحة لصالح الصنف القديم من ناحية الانتاج وسلامة الثمرة ومن حيث المقاومة للأمراض وبالتالي ثبوت رداءة الصنف الموزع هذا العام..

وهنا كان من المفترض على الشركتين الموردة والمنتجة الاعتراف بهذا الخلل والتعويض على المزارعين وشرح اسباب هذا الخطأ ان كان فعلاً غير مقصود رغم انه من المستبعد حدوث هذا الخطأ وهو نادر الحدوث، فدائما هناك تجارب على البذار قبل توزيعها على الصيدليات الزراعية وبالتالي هذا ما اعتبره المتضررون غشاً وعملية مقصودة…

بكل الاحوال وكما علمنا سيتابع المزارعون موضوعهم لدى الشركة واذا لم تستجيب لشكواهم فسيتم اللجوء الى القضاء ليتم البت في هذه القضية.. ولكن لا بد هنا من التنويه الى أمرين: الأول هو عدم مبالاة مديرية زراعة طرطوس بهذه القضية وعدم التحقيق في ملابساتها علماً أنها تتكرر في كل موسم بنوعية بذار أخرى مغشوشة سواء في البندورة او الفليفلة …وغيرها وهناك شكاوى مستمرة في كل عام من الغش في البذار والأدوية والمبيدات ولا يوجد حلول لهذه المعاناة.. والأمر الآخر يتعلق بالشركة الموزعة او المنتجة فما حدث سيؤدي إلى تضرر سمعتها وستوضع الأصناف التي توزعها على القائمة السوداء لدى المزارعين في الأعوام القادمة، وبالتالي من المهم جداً لها ايجاد المعالجة اللازمة لهذه القضية خصوصاً ان هناك ضرراً كبيراً يلحق بالمزارعين ويعرضهم لخسارة انتاج موسم كامل لا سيما أن أسعار البذار نفسها غالية الثمن ناهيك عن اسعار النايلون والأدوية والأسمدة وما الى ذلك من التكاليف الأخرى الباهظة..