أنا من جيل عاش المرحلتين ـ ماقبل ” الكهربا ” وما بعدها وبذاكرة جيدة . ودرس سنين الطفولة كلها على ضو فتيل البلورة (فانوس الكاز)… وافترش حصيرة القش مع إخوته والذي غالبا ما يبق أحدهم بعيدا لعدم الاتساع ولاكتمال الدائرة حوله وبالتالي عشت مرحلة ماقبل ” التلفزيون ” وكل وسائل الترفيه الحالية.ولكني لم أقل يوما ـ كما الكثيرين ـ أن تلك الأيام
أفضل وأنقى بكل شيء!. وهو قول يعكس عجزا ” مزمنا ” عن تقبل أي جديد يهدينا إياه عقل الإنسان المبدع ويدلّ على إفلاس مجتمع مازال يؤمن بالحزازير والضرب بالمندل وبالعين الحاسدة بدلا من العين الثالثة !.بل على العكس فمع كل اختراع جديد كنت أحب واتأقلم دون عناء وذلك لإيماني بالتطور وسنته والحاجة إلى الجديد والتجديد.. ولم يكن لديّ في أي وقت عقدة مع الحداثة ووسائلها رغم أنني أحمل في شخصيتي مقدار من الحلم والرومانسية ومن هنا صعوبة ترويضي وتدجيني. ” فالحالمون لا يمكن ترويضهم أبدا ” !…
ومن وقت لآخر ” أحن ” لتلك الأيام وأحدّث ” صغاري ” عنها بمبادرة مني أحيانا أو لأجيب عن أسئلة تدفعهم إليها الفطرة أحيانا أخرى ولكني لم أتصور يوما إمكانية العودة للماضي كما هو !..فالأزمة الحالية ” العويصة ” أعطتني بعض من الدفع والجرأة لشراء ” فانوس ” الكاز مجددا وهي فرصة لأشرح لأحبائي بشكل عملي عن ماض ” ظننا ” أنه مجرد ذكرى لاأكثر !…لكن فرحي بهذا الجديد القديم سرعان ماتبددوحلّ بدلا منه شعور من الأسى والمرارة. أتعرفون لماذا ؟ لأن الذي قال :
” سأعيد السوريون أربعون عاما إلى الوراء ” قد نال مراده وحقق أمانيه وبدقة هائلة ..كرامي
نسبة الخطأ لديه لم تتعدى 0,11 بالألف ….
- الرئيسية
- مقالات
- ماقبل “الكهربا ” وما بعدها..- كفاح عيسى
ماقبل “الكهربا ” وما بعدها..- كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2017-02-11
- 6:38 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك