بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
يكتنف الغموض مصير جمعية البتول للخدمات الإنسانية التي تم أمس إغلاق مكاتبها وتشميع مستودعاتها وإلغاء نتائج انتخابات مجلس إدارتها الجديد والذي لم يمضي عدة أسابيع على إجرائها والتي جرت بإشراف وتنسيق مع محافظة طرطوس وبوجود ممثلي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل..
مصادر مطلعة أكدت أن قرار إغلاق المكاتب وإلغاء نتائج الانتخابات جاء بقرار من وزيرة الشؤون الاجتماعية بناءً على اقتراح من محافظ طرطوس المحامي صفوان أبو سعدى والذي أعترض خلاله على نتائج الانتخابات لوجود (اثنتين) عضوين من المجلس الجديد يوجد بحقهما قرار تفتيشي.. وأضافت المصادر أن قرار الإغلاق يترافق مع بدء عمليات جرد كاملة لمكاتب ومستودعات الجمعية بعد ورود معلومات عن تسريب أوراق وملفات متعلقة بالتحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية والقضائية حول ملفات فساد وتجاوزات سابقة وحالية..
من حيث المبدأ الإجراءات المتخذة هي ضرورية في حال كانت هذه الانتخابات مخالفة ونتج عنها أمور غير قانونية، ولكن بنفس الوقت وبكل تأكيد فأن هذه القرارات جاءت متأخرة وكان من المفروض على الجهات المعنية دراسة ملفات المرشحين بعناية فائقة واستبعاد من لا يحق لهم الترشح وليس التغاضي عن بعض المواضيع او الملاحظات وبالتالي الوصول إلى هذا الموقف الذي يبدو غير لائق وغير مناسب بحق الجمعية وبحق الجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي والعمل الإغاثي بشكل عام..
الجميع يعلم أن جمعية البتول تمر هذه الفترة بظروف غير طبيعية بعد اكتشاف حالات فساد كبيرة بمئات الملايين الليرات كشفتها تحقيقات الأمن الجنائي ونتج عنها توقيف عدد من المسؤولين عن إدارتها ومن بينهم رئيس الجمعية السابق وتلا ذلك إصدار قرارات اتهامية بحق عشرات الأشخاص بتهم التورط بهذه الحالات.. وبالتالي يمكن القول أن هذه الجمعية تتعرض إلى هزات و”خضات” متلاحقة تهدد سمعتها محلياً ودولياً فمن المعروف أن هناك العديد من الأنشطة ومجالات التعاون بينها وبين المنظمات الدولية ومنها برنامج الغذاء العالمي وبالتالي فأن استمرار الوضع الحالي “الهش” من الممكن أن يعرضها إلى خسارة كبيرة على صعيد لجوء هذه الجهات لإلغاء التعاون مع الجمعية وتراجع الثقة بها، وقد سمعنا عن مشاريع تنموية طموحة في محافظة طرطوس كان من المفترض إطلاقها مع بداية شهر آذار القادم بالتعاون مع المنظمة الدولية..
أخيراً نتمنى الإسراع في التحقيقات وعمليات الجرد الجارية كي لا تطول فترة تجميد عمل الجمعية والتي لها مساهمات كبيرة في مجال العمل الإغاثي والتنموي ولها أيادي بيضاء لمختلف شرائح المجتمع في العديد من المجالات الإنسانية والاجتماعية والصحية والثقافية.. ناهيك عن تأمينها لأكثر من 200 فرصة عمل كموظفين ومتطوعين..







