تخطى إلى المحتوى

زيارة استثنائية ومنتجة بكل المقاييس..

بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:

تكتسب الزيارة التي قام بها السيد رئيس مجلس الوزراء على مدى خمسة أيام إلى محافظة طرطوس أهمية خاصة.. فهي لم تكن زيارة روتينية أو لتلبية واجب أو لتسجيل موقف بصورة تقليدية.. بل كانت فعلاً زيارة عميقة وتفصيلية وهي زيارة منتجة بشكل فعلي.. فمن خلال مرافقتي لمعظم الجولات التي قام بها على جميع مناطق المحافظة وحضوري الاجتماعات التي عقدها مع القائمين على المؤسسات والدوائر والفعاليات الاقتصادية والأهلية لمست حجم الاهتمام ومدى الحرص على الاطلاع الفعلي على الواقع العام وبشكل تفصيلي من المعنيين في المحافظة بشكل عام وايضا من المواطنين مباشرة الذين حرص على اللقاء بهم بصورة غير معدة أو منسقة مسبقاً الأمر الذي أتاح له رسم فكرة عامة وتصور حقيقي عن الواقع العام وعن المشاكل الموجودة والبحث عن حلول للكثير من القضايا والمشاكل المزمنة التي تعاني منها المحافظة منذ فترة طويلة وبالطبع بالحدود التي تسمح بها الإمكانات..

ومن خلال متابعتي لتفاصيل هذه الزيارة اكتشفت واكتشف كل من تابعها أن التذرع بالأزمة وبضعف الإمكانات كان في كثير من الأحيان حجج جاهزة لتبرير التقصير والإهمال في تأدية مهام وواجبات المؤسسات ودوائر الدولة والأمثلة هي أكثر من أن تحصى… صحيح أن معظم المشاكل والصعوبات والقضايا العالقة التي تعاني منها هذه المحافظة ويعاني منها المواطن بشكل خاص هي قضايا معروفة وموثقة لدى الجهات الرسمية إلا أن ما كان ينقص هو الجدية في طرح هذه القضايا والجدية في إيجاد حلول ناجعة لها وهذا ما حصل في كثير من المواقف والقضايا من يوميات هذه الزيارة في معظم المناطق..

من الواضح تماماً أن طرطوس ما بعد زيارة المهندس خميس لن تكون مثل طرطوس قبل الزيارة.. وحجتنا في ذلك حرص رئيس المجلس على المتابعة الآنية وكذلك اللاحقة فيما بعد لما تم اتخاذه من قرارات وتوجيهات وتوصيات حيث شكل المهندس خميس مجموعة متابعة خاصة بالزيارة برئاسة وزير النقل المهندس علي حمود وعضوية وزير النفط المهندس علي غانم وعدد من معاوني الوزراء بالإضافة إلى محافظ طرطوس ويقع على عاتق اللجنة متابعة الأمور التي تم الاتفاق عليها ضمن الإطار الزمني المتفق عليه.. وبالتأكيد الذي يعزز ثقتنا بهذه المجموعة هو وجود الوزير علي حمود على رأس هذه المجموعة وهو ابن طرطوس وندرك تماماً مدى اهتمامه وحرصه على تقديم الدعم لهذه المحافظة سواء على صعيد وزارة النقل وكذلك على صعيد باقي الوزارات..

أيضا بنفس سياق متابعة عمل الوحدات الإدارية وجه السيد رئيس الحكومة بتشكيل مجموعات عمل ومتابعة لكل مشروع أو قضية تم التطرق لها برئاسة السيد المحافظ وعضوية الجهة ذات العلاقة سواء دائرة حكومية أو مجلس محلي وكذلك الجهة الحزبية في تلك المنطقة.. وبرأيي أن هذه الآلية في العمل ستؤدي إلى رفع مستوى التنسيق بين الدوائر وبين الوحدات الإدارية والمواطن من جهة وبين المحافظة والجهات الحكومية الأعلى من جهة أخرى مما يساعد في اتخاذ القرارات المناسبة بصورة أسرع وأجدى عما كان يحدث في السابق وخصوصاً في الموضوعات والقضايا التي تم التطرق إليها في الزيارة..

لن ندخل الآن في تفاصيل الزيارة والنتائج التي تحققت وكنا قد أوردنا جزءاً منها في تقاريرنا السابقة ولكن من المهم الإشارة أن هناك نتائج حصلت بشكل فوري عبر قرارات صدرت بشكل فوري، وهناك نتائج سيلمسها المواطن بعد فترة كونها تحتاج إلى آليات وإجراءات إدارية من بعض الجهات الأخرى.. ولكن من المهم التأكيد أن هناك تغيراً واضحاً وملموساً في طريقة تعاطي المسؤولين الحكوميين.. وهناك جدية أكبر، وهناك حرص أكبر.. فرئيس الحكومة كان قريباً جداً من الواقع فكان متواجداً في الحقل وبين المزارعين مستمعاً إلى همومهم ومشاكلهم، ومتواجداً في المعمل وفي المؤسسات والدوائر، وكان متواجداً بين أسر وذوي الشهداء والجرحى مستمعاً ومتعاطفاً وموجهاً لحل الكثير من مشاكلهم.. والأهم من كل ذلك أنه أعاد البوصلة نحو المواطن فهو برأيه مقياس الأداء العام والذي رآه أداءً بارداً وباهتاً في الكثير من المجالات ولا يرتقي لما يريده السيد الرئيس ولا يلبي احتياجات المواطن المعيشية والخدمية وبالتالي فأن هذا الأداء يحتاج لإعادة تقييم ولمحاسبة المقصرين وتحفيز المجتهدين وهو المبدأ السليم الذي يجب أن يسود والذي تعهد بأن يتم تطبيقه خلال الفترة القادمة…

أجدد قناعتي بأن هذا الرجل جاء إلى طرطوس ليعمل شيئاً إيجابياً وليترك أثراً وانطباعاً طيباً لدى أبناء هذه المحافظة واعتقد انه نجح إلى حد كبير.. لذلك أجدد القول أن هذه الزيارة هي زيارة منتجة وزيارة استثنائية أوجدتها ظروف استثنائية وفرضها واقع صعب يلقي بظلاله على جميع الشرائح وفئات المجتمع بسبب ظروف الحرب الإرهابية على بلدنا وتراجع الإمكانات وتراكم المشكلات في معظم القطاعات والمجالات فكان لا بد من قوة دافعة وداعمة، والأهم من كل ذلك قوة مخلصة ووفية لدماء الشهداء وتضحيات جيشنا البطل ولثقة السيد الرئيس..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات