قالتْ لهُ.. والدّرْبُ يخفقُ خَلفَها..
والدّمعُ يحرقُ عُمرَها..
-يا قاتلَ الأشواق ِ في عينيّ………..
يا كلّ الرجال ِ
يا واضعَ الأشواك ِ في دَرْبي……
ويا ماحي خِصالي
يا ذابحَ الطفل ِ البريء ِ بناظرَيّ………
وفي خَيالي
يا قاتلَ الإنسان ِ فيّ َ………
ويا مُضيّق َ لي مَجالي
يا عاملا ً كلّ الوسائل ِ……….
كي تعكّرَ صَفوَ بالي
قلبي يئنّ ُ على يديك َ.. ويستجيرُ………..
وذا سؤالي :
– ماذا جَنَيْتُ.. لكي تزيلَ صَفاء َ روحي..
أو جَمالي..؟!
فأجابَها : – أنتِ السّبَبْ..
لا تُتقِنينَ سوى العَتَبْ..
وتفرّقا..
من دونِ أن يدري أحَدْ..
حتى الأهالي والوَلَدْ..
_____________________
في غربةٍ أخرى..
تقطّعَتِ الدروبْ..
جَلَسَتْ بمُفرَدِها..
تلوكُ هُمومَها..
وتُعاتِبُهْ :
– بَعدما حَطمتَ قلبي، والأماني..
بَعدما أذرَيتَ في الريح كياني..
بَعدما بَعثرتَ أشلائي.. ومزقتَ كياني..
بَعدما جَمّدتَ قلبي ولساني..
ثم أوقفتَ زماني..
وزرعتَ الجمرَ في صحراءَ روحي..
فكَواني..
بعد أنْ أنسَيتني إنْ كنتُ أنثى..
في ثواني..
بعد أنْ جُدتَ على قلبي كثيراً..
بالطِعانِ..
بعد أنْ شَلّيتَ تفكيري..
فلم أكسَبْ رِهاني..
بعدَ طولِ الوقتِ يمضي..
وزماني..
يطحنُ الأحلامَ طحناً..
والأماني..
وجَوادي قد كَبا بي..
ورَماني..
وسِلالُ الزهرِ، في زندي، تُعاني..
بعد أنْ أمسَكْتَ عني..
كلَّ حبٍّ وحنانِ..
كنتَ تخشى من شبابي..
كنتَ تخشى عُنفواني..
كنتَ لا تهتمُّ بي كيفَ أعاني..
مُخطئٌ أنتَ..
فقد أفنيتُ عمري..
في التفاني..
مُخطئٌ أنتَ..
لأجلِ الحب، وارَيْتُ الأماني..
إنْ أتيتَ اليومَ تدنو..
باتزانِ..
مُشْرِعاً كأساً مليئاً..
بال (حنانِ )..
وتقولُ :
الآنَ هاتي..!!
لم يعدْ في جُعبتي..
غيرُ هَواني..
هل تُرى – يا خِلُّ – ترضى بهَواني..؟!
ياحبيبي..
أرجعِ الكأسَ..
فلا يغري لساني..
لم يعدْ ذو نكهةٍ..
تروي احتياجي للأمانِ..
كلهُ خوفٌ..
وطعمُ الخوفِ..
لا يغري لساني..
بعدَ هذا..
ياحبيبي..
لكَ شُكري..
وامتناني
___________________
صَرَخَتْ بداخِلِها..
ورَدّدَتِ الوِهادُ صدى أنوثتِها الطعينةْ :
– القلب لن يضيع في الدروب..
لن يقبل الهروب..
سينطح الصخرة مرات كثار..
يواجه الكبار..
يكسر الحواجز..
لو بانت النواجز..
لن أرتضي بالعار..
لن أقبل استئثار..
أريد أن أعيش..
أريد أن أحلم بالجبين..
مكللا بالغار..
سأكتوي بالنار..
يا ناس إنني أصرخ باستمرار..
أريد أن أعيش..
أريد أن أعيش..
لا أرتضي بالعار..
لو تقبلوا بواقعي..
لن أقبل استئثار..
هناك ثورة تنذر باللهيب..
ليرجع العصفورُ للعشّ الحبيب..
تعلم أنّ الريحَ عاتيةْ..
والدربَ قاسيةْ..
لكنها أخيراً.. تحطمُ الأسوارْ..
تعيدُ للشفاهِ بسمةَ الربيعْ..
لنْ تضعَ الأسوارَ في طريقها..
كي لا تضيعْ..
لأنها تعلمُ أنّ ما يحفظها مَنيعْ..
______________________
وانفتحَتْ في وجهِها الأبوابْ..
وضَمّتِ الجبالَ والهِضابْ..
وانقشعَ الضبابْ..
فبانتِ المُروجُ ضاحِكةْ..
وغرّدَ العصفورْ..
وأطعَمَ الفِراخْ..
وزقزقَ الشجَرْ..
والأرضُ والسماءُ تبتسِمْ..
واندَحَرَ السرابْ..
__________________________________________________
فاطمة
- الرئيسية
- ثقافة
- يا كلّ الرجال ِ…- الأديبة فاطمة صالح صالح
يا كلّ الرجال ِ…- الأديبة فاطمة صالح صالح
- نشرت بتاريخ :
- 2017-04-24
- 8:52 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك