تخطى إلى المحتوى

لجنة على قدر المسؤولية..

بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:

لم نكن نبالغ أو نجانب الحقيقة عندما قلنا أن الزيارة التي قام بها السيد رئيس مجلس الوزراء إلى محافظة طرطوس هي زيارة ناجحة بكل المقاييس.. فالوقائع ومجريات الأمور بعد أقل من عشرة أيام من الزيارة تثبت أن ما تحدث عنه المهندس خميس وما وعد بمتابعته ومعالجته يأخذ طريقه إلى التنفيذ شيئاً فشيئاً من خلال أقنية وأدوات تنفيذية فعالة هي لجنة المتابعة الوزارية التي شكلها المهندس خميس فور عودته إلى دمشق والمؤلفة من المهندس علي حمود وزير النقل رئيساً وعضوية المهندس علي غانم وزير النفط والثروة المعدنية والمحامي صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس وعدد من معاوني الوزراء ومن مكتب المتابعة برئاسة الوزراء..

اللجنة المذكورة زارت محافظة طرطوس وعقدت أولى اجتماعاتها مساء أمس على مدى خمس ساعات إضافة إلى اجتماع مماثل صباح هذا اليوم.. واستعرضت اللجنة في اجتماعها الأول مصفوفات العمل والبرامج الزمنية للمشاريع وأوراق العمل والبيانات المرفوعة إليها من السيد المحافظ ومن اللجان الفرعية وجميع هذه الأوراق وهذه المصفوفات تشرح بالتفصيل عشرات المشاريع (القائمة والمتعثرة والمقترحة) إضافة إلى القضايا والمقترحات والشكاوى التي وجه رئيس الحكومة بمتابعتها ومعالجتها خلال مراحل الزيارة ولقائه بالمواطنين وبالفعاليات الرسمية والأهلية والخاصة في مختلف مناطق المحافظة.

أما الاجتماع الثاني المطول ايضا فكان مخصصاً لإعداد خطة استراتيجية تنموية لمحافظة طرطوس تشمل كل المجالات والقطاعات والتي ستنعكس إيجاباً على المواطن وعلى الوضع العام للمحافظة لناحية المشاريع والخطط والبرامج التنموية بالتعاون مع الفعاليات الاقتصادية والأهلية والشعبية..    

 رئيس اللجنة الوزير علي حمود أدار الاجتماعين بحنكته المعروفة.. فكان حريصاً على الخروج بحلول “توافقية” وإدخال استثناءات “قانونية” وبالتالي التوصل إلى نتائج وتوصيات “مقنعة” هي في النتيجة حلول أو مدخل إلى الحلول.. فالقضايا التي هي من صلاحيات السلطات المحلية تم معالجتها بشكل فوري، أما المواضيع التي تحتاج إلى قرارات على مستوى الوزارة فتم طلب المعالجة من معاون الوزير المختص كون اللجنة لديها صلاحيات كبيرة وهناك تفويض من الوزراء للمعاونين بممارسة هذه الصلاحيات.. مما سهل اتخاذ مجموعة من القرارات الهامة.. أما فيما يتعلق بالقضايا التي هي خارج نطاق الصلاحيات فكان التوجيه بإعداد مذكرات وتقارير مفصلة مع المقترحات والتوصيات المطلوب الموافقة عليها ورفعها إلى مجلس الوزراء عن طريق لجنة المتابعة لاتخاذ القرارات المناسبة بخصوصها..

بعيداً عن الدخول في التفاصيل.. فالمواضيع المطروحة أمام اللجنة كثيرة جداً ومتشعبة في كثير من الأحيان.. ولكن الصورة بشكل عام تبدو واضحة، فالقرار متخذ من أعلى سلطة بضرورة تحسين الواقع العام في هذه المحافظة سواء على مستوى الاهتمام بقضايا ذوي الشهداء والجرحى والمفقودين او على المستوى الخدمي أو المعيشي وبما في ذلك إقامة مشاريع تنموية جيدة وتذليل العقبات أمام المشاريع المتعثرة وكذلك بما يخص القطاع الزراعي والمناطق الصناعية والحرفية والاستثمارات.. وغيرها، وفي الوقت نفسه ولكي نكون منطقيين هناك الكثير من القضايا التي يعاني منها المواطن قد لا تجد الحلول اللازمة ومن بينها ما يتعلق بوضع البلد وظروف الحرب والأزمة الاقتصادية التي نعاني منها، كما هناك العديد من القضايا المطروحة أمام اللجنة تحتاج إلى وقت إضافي للمعالجة وخصوصاً ما يتعلق بتعديل قوانين أو استصدار تشريعات جديدة أو انتظار حصول على توافق ما بين الدولة والمواطنين مثل مواضيع السكن العشوائي ومناطق المخالفات وقضية الكورنيش الشرقي للواجهة البحرية والاستملاكات..وغيرها والتي حرص الوزير حمود على ضرورة إيجاد حلول توافقية ترضي جميع الأطراف وتحقق الغايات التي تنشدها الدولة وهي الصالح العام والمنفعة المشتركة..

على كل حال اللجنة هي في حالة انعقاد دائم.. وهناك زيارات سيقوم بها أعضاء اللجنة بشكل دوري (15 يوما) إلى محافظة طرطوس لتتبع تنفيذ المشاريع ومتابعة معالجة القضايا المطروحة أمامها وسترفع تقارير تفصيلية بنتاج أعمالها إلى رئاسة الوزراء تباعاً..  

أخيراً اسمحوا لي أن أبدي رأياً شخصياً بما لمسته من السيد وزير النقل المهندس علي حمود.. فهذا الرجل لا يخفي انتمائه وحبه وحرصه وغيرته على محافظته طرطوس التي يفتخر بالانتماء إليها.. ولا يتوانى عن تلبية أي طلب يخص تنمية وتطور هذه المحافظة سواء ما يتعلق بوزارته “النقل” او بباقي الوزارات الأخرى وهو يردد دائماً أن أبناء هذه المحافظة يستحقون الأفضل دائماً نظراً لما قدموه من تضحيات في الروح والدم وفي كل شيء من اجل عزة سورية وكرامتها وسيادتها.. ويضيف الوزير حمود بأن هذه المحافظة ظلمت في المراحل السابقة على المستوى الخدمي وعلى صعيد المشاريع بمختلف أنواعها وها هي الدولة اليوم تستدرك هذا الإهمال وهذا الخطأ فكانت الزيارة الهامة للسيد رئيس مجلس الوزراء ولتكون البداية والصفحة الجديدة في التعامل مع محافظة طرطوس ويبقى في المحصلة الدور الأهم لأبنائها في أي موقع كانوا فيه داخل المحافظة أو خارجها فالجميع بإمكانه تقديم الدعم والمساندة للارتقاء بهذه المحافظة إلى المستوى والمكانة التي تستحقها كمدينة أم الشهداء وكسورية الصغرى ..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات