حين نكتب عن أهمية وتأثير علامة مادتي الفنون والموسيقا على المجموع والدراسة لتلاميذ المرحلة الابتدائية وحتى الإعدادية والتي لا أرى لها فائدة عملية ولا نتائج واقعية سوى أنها حجة لتمييز تلميذ عن آخر وإعطاء مرتبة لأحدهم دون الآخر، وعندما نطالب بإلغائهما نظراً لعدم جدوى المطالبة بتفعيلهما بشكل حقيقي ، تتعالى الأصوات المضادة والنظرية المثالية الخيالية عن أهمية و قيمة الفنون بأن الشخص الذي لا يقدرهما هو بعيد عن الحضارة والرقي وما إلى ذلك من التعبيرات المشابهة..
البارحة وبعد تجربة بسيطة وكوني من المحبين والمتابعين لبعض المجالات الفنية كالمسرح و السينما كمثال .. سمعت عن عرض للمسرحية الجديدة “الاختطاف” بعد رؤية الفنان أيمن زيدان والفنان لجين.. وبما أني نوعاً ما متابعة لتلك النشاطات فقد انتظرت كغيري لهذا العرض، وكنت قد قرأت أن لا دعوات خاصة للمسرحية ولكن لم يخطر ببالي أن هذا التصريح والتوضيح معناه أن الدعوة العامة تعني الوقوف والطحش على الدور!
فهل هل يعقل أن يتجمع الناس على باب المسرح القومي ليسألهم من يقفوا على الباب و بطريقة غير مهذبة عن البطاقات…. فمن معه بطاقات ليدخل و طبعا دخل عدد محدود وهكذا تمر دقائق وايضا يسأل هل من احد معه بطاقات و هكذاااا، العشرات واقفون ينتظرون أمام الباب المغلق فقط ليشرف احدهم او احداهن ممن يحملون بطاقات والتي لا أدري كيف وزعت عليهم.. ولم يخطر ببالي أن من يريد الدخول لمسرحية في المسرح القومي وبدعوة عامة عليه أن يطلب واسطة مثلاً ليحصل على بطاقة!! المهم أن الجميع ينتظرون هؤلاء الأشخاص المعدودين ليدخلوا و هكذا تمر الساعة بانتظار أصحاب البطاقات لمسرحية الدعوة فيها عامة ..
بكل الأحوال و بكل بساطة نقول ألم يكن بالإمكان إيجاد طريقة محترمة ومفيدة للدخول أفضل من هكذا طريقة فيها قلة احترام للجمهور والذي جاء ليحضر مسرحية .. مثلا أن يكون هناك دعوات خاصة بعدد من المقاعد أو أول صفين مثلا والباقي لتكن الدعوة عامة أو بأجور رمزية و بعدد بطاقات حسب المكان المتوفر في المسرح بحيث لا ينتظر الناس للدخول بطريقة (الطحش والتدافع.. ) و تكون الحجة لعدم الدخول بأن البطاقات انتهت لا أن ننتظر من لديهم بطاقات و كأن الأمر درجة أولى و درجة ثانية ..
وهكذااااا كيف لنا أن نؤمن بأهمية الفنون وبأنها مقياساً لتقدم المجتمع وبنفس الوقت يهان المواطن أمام باب مسرح تابع للدولة رغم أن الدعوة عامة !!