تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم...

40 {600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1} من السوريين يعيشون إعاقات نفسية .. مفرزات الحرب أرهقت السوريين: الأمراض النفسية تختطف مليون سوري!

زادت نسبة الأمراض النفسية خلال الحرب التي تعيشها البلاد بطريقة هائلة، حسب العديد من الإحصائيات والنسب التقديرية التي صرحت عنها جهات عدة، فالحرب لم تترك سورياً إلا وأصابته بمرض نفسي بدرجات مختلفة من الاكتئاب البسيط إلى الصدمات العنيفة.

أثر الحرب لن يمحى بسهولة، وبصمة الاكتئاب سترافق السوريين لأعوام طويلة حتى بعد أن تحط الحرب رحالها!

اضطرابات نفسية «شديدة»

مديرية الصحة النفسية في وزارة الصحة، قالت في وقت سابق إن حوالي مليون مواطن يعانون من اضطرابات نفسية «شديدة»، في الوقت نفسه قدّرت «رابطة الأطباء النفسيين»، العام الماضي، عدد المصابين بأمراض نفسية «حادة» منذ عام 2011 بـ 4{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1} من سكان سورية، أي ما يعادل 400 ألف من أصل 20 مليون سوري.

وأوضح مصدر رفض الكشف عن اسمه  للـ”الأيام” تفاصيل حول أعداد المرضى النفسيين المقيمين في المستشفيات الحكومية المختصة والتي ازدادت بنسب كبيرة، حيث ازداد عدد المرضى المقيمين في مستشفى ابن رشد في دمشق من عام 2014 حتى 2017 بنسبة 13.3{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1} تقريباً، بينما كانوا 420 مريضاً مقيماً عام 2014، ووصل إلى 476 عام 2017، وفي مستشفى ابن سينا في ريف دمشق، وبلغت نسبة الزيادة 41{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1}  تقريباً، فكان عدد المرضى  365 عام 2014 ليصل إلى 514 عام 2017، أما في مستشفى ابن خلدون بحلب، فبلغ عدد المرضى 3940 مريضاً مقيماً عام 2015، ووصل العدد إلى 4163 عام 2017، أي زيادة 5.7{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1} تقريباً. ونسب الارتفاع هذه تعتبر نسب عالية وخطرة، لأنها لمرضى يعانون من اضرابات نفسية شديدة أي أنهم يشكلون خطوة على أنفسهم أولا، وعلى الأخرين والمجتمع عموماً.

الأمراض تظهر بعد انتهاء الحرب

من جانبه، يوضح الطبيب النفسي (جلال شربا) لـ”الأيام” وهو مدير سابق لمشفى ابن رشد للأمراض النفسية، ورئيس المجلس العلمي للطب النفسي في سوريا، أن عدد المرضى تضاعف فعلا خلال الأزمة، حيث ظهرت أمراض جديدة خاصة مع تعرض الكثيرين لرضوض وظروف الحرب، إضافة إلى المشاكل الأسرية التي ازدادت أضعافا، نتيجة فقدان الأب أحياناً، أو بسبب الهجرة وفقدان المنزل، أو حتى ظروف السكن الصعبة نتيجة اضطرار العائلات للسكن مع بعضها في منزل واحد، ويضيف شربا أن الخوف الدائم الذي يعيشه الناس سواء في المناطق الآمنة أو الساخنة، هو أيضاً مسبب كبير للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة.

ويشير الطبيب النفسي إلى أن مشاكل الأطفال خاصة، هي التي ازدادت أضعافاً مضاعفة مقارنة بالبالغين، نتيجة حساسية الطفل سواء من ولدوا خلال الأزمة أو حتى من كانوا بعمر أقل من 15 سنة خلالها، حيث عانى الكثير منهم من اضطرابات نفسية شديدة.

وعن النسب التي صرحت بها مديرية الصحة أو غيرها، يقول شربا إن هذه النسب هي نسب تقديرية لا يمكن أن تكون دقيقة في الظروف الحالية، خاصة وأن الحرب لم تنتهي بعد، والناس لايزالون منشغلين في هذه الحرب ويبحثون عن الأمان بالدرجة الأولى، ونتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها اليوم في مختلف الجوانب ربما سيكون العلاج النفسي مؤجلا، ويتوقع أن مفرزات الأزمة والأمراض النفسية ستظهر بشكل واضح وكثيف بعد أن تنتهي الحرب.

ويشير الطبيب النفسي إلى أن هناك زيادة واضحة في أعداد المراجعين لعيادات الطب النفسي في الوقت الحالي، وهذا يدل على زيادة الأمراض من ناحية، وزيادة الوعي أيضا من ناحية ثانية.

أحداث صادمة

في السياق نفسه ترى الأخصائية النفسية (رشا نوري)، أن الحرب في سوريّة خلفت مشكلات وأمراض نفسيّة لدى السوريين، وخصوصاً الأطفال، إذ يعاني الكثير منهم من مشكلات سيكولوجية نتيجة لتهجيرهم وفقدانهم ذويهم وأعزاء على قلوبهم.

ويجد عشرات آلاف الأطفال السوريين صعوبات في التعايش والتأقلم مع بيئة بلدان اللجوء، بعد أن تركوا منازلهم ومدارسهم.

وتأتي الوقائع على الأرض لتؤكد أن 40{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1} من السوريين يعيشون إعاقة نفسية، بسبب الأزمة التي تعرضت لها البلاد.

وتوضح الأخصائية النفسية أن معظم السوريين تأثروا نفسياً بشكل متفاوت، فمنهم من تأثر بشكل مباشر، نتيجة ما يسمى أحداثاً صادمة، جاءت بعد تعرضهم لمشاهد القتل والتعذيب والتهجير القسري واللجوء، كما تعرض قسم أكبر لنوع أقل من الصدمات يسمى الأحداث الضاغطة، مثل صعوبات العمل والانتقال وظروف العيش والتأقلم. وترى النوري أنه يمكن تقسيم السوريين إلى ثلاثة أقسام بحسب ردة فعلهم إزاء الصدمة، فهناك فئة تأثرت وظهرت عليها أعراض نفسية واضطرابات أشدها وأكثرها شيوعاً «الاكتئاب واضطراب الشدة والقلق المعمم». وهناك الفئة المقاومة وهي التي لم تتأثر نفسياً بالأحداث وتجاوزتها، أما المجموعة الثالثة فهي قليلة ولكنها مثيرة للاهتمام ويطلق عليها حالات «النضج ما بعد الصدمة»، وهؤلاء هم الذين يخرجون من أزماتهم أكثر نضجاً وتميزاً ويتحولون من ناس عاديين إلى قياديين في المجتمع. لافتة إلى أن أكثر الناس تعرضاً لهذه الأمراض والاضطرابات هم أصحاب الإعاقات، والذين تعرضوا للتعذيب أو الاغتصاب أو فقدوا ذويهم، وهنا يجب أن نُحذر من مخاطر العلاج الخاطئ الذي يلجأ إليه بعض المرضى، بتعاطي المخدرات أو الكحول، مما يزيد من تفاقم المرض ويؤدي إلى الإدمان.

وعلى صعيد المخاطر المستقبلية تؤكد الأخصائية، أنه لابد من التحذير من اضطرابات خطيرة تصيب الأطفال، ربما تظهر في مراحل المراهقة باضطرابات شديدة وحادة.

منوهة إلى أن الأطفال هم أكثر الفئات المعرضة للأمراض النفسية بسبب الحرب على سورية! ومن الضروري تشجيع الأطفال على الكلام، والتصريح بما يفكرون فيه وما يخيفهم، كي لا يعانوا ضغوطاً توصلهم إلى الإصابة بأمراض نفسيّة‏.

ومراقــبة تــصرفات الطــفل، مثل الخوف الشديد كالكوابيس والانفعال السريع للأطفال، وينطبق هذا على الاضطرابات «الخفيفة» نسبيّاً.

وبالنتيجة تؤكد النوري، أنه يجب لفت الانتباه إلى ضرورة العمل على إيجاد قاعدة عيش مقبولة للناس، لتأمين أساسيات الحياة بشكل أساسي وتوفير خدمات اجتماعية وشبكات تكافل ورعاية، أما الفئة التي تعاني من المرض النفسي القوي، يتوجب تقديم رعاية نفسية من قبل الطبيب النفسي المختص.

ما بعد الحرب

ستنتهي الحرب وستترك وراءها أكثر من مليون مريض نفسي ينتظرون العلاج، وأمام هذه النسب الصادمة لتفاقم الأمراض النفسية، لابد أن نعد العدة لما ينتظرنا من جهد في هذا المجال، حيث باتت هذه الأمراض تشكل خطورة فعلية على المجتمع، وعلى عملية إعادة الإعمار لاحقا، فالمواطن الذي من المفترض أن يبني المستقبل محطم من الداخل!

بانوراما طرطوس-لودي علي-الايام

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات