بدأت اليوم في طرطوس أعمال ورشة العمل الإعلامية حول كيفية تناول مرض الإيدز في وسائل الإعلام والتي تقيمها وزارة الصحة- برنامج مكافحة الإيدز وبالتعاون مع وزارة الإعلام ومنظمة الصحة العالمية وبمشاركة /22/ إعلامياً من محافظتي اللاذقية وطرطوس..
وتناولت الورشة التي تستمر ثلاثة أيام محاور متعددة من بينها: معلومات عامة حول مرض الإيدز وطرق الانتقال ومراحل المرض والوقاية إضافة التطرق للفئات العالية الخطورة، وكيفية تناول الإعلام للقضايا الصحية ومرض الإيدز على وجه الخصوص، وكيفية إعداد رسائل إعلامية توعوية صحية هادفة لتعريف الجمهور بها… إضافة إلى عدد من المحاور المشتركة ما بين الصحة والإعلام والتي تعزز الرصيد المعرفي للإعلامي والتي تساعد في إعداد مادة إعلامية تحمل مضمون توعوي وإرشادي وتثقيفي في مجال مكافحة مرض الإيدز.
وأشار الدكتور أحمد عمار مدير صحة طرطوس خلال افتتاح الورشة إلى نجاح الاستراتيجية العامة المتبعة من وزارة الصحة للقضاء على المرض والحد من انتشاره والتي أعطت نتائج إيجابية ملموسة وواضحة عبر شبه انعدام للمرض في محافظة طرطوس مشيراً الى أن عدد الحالات المكتشفة في المحافظة لا تتجاوز العشر حالات فقط وتتم متابعتها ومراقبتها وتقديم العلاج لأصحابها من خلال برنامج مكافحة الإيدز ومديرية صحة طرطوس..
ونوه الدكتور عمار إلى التعاون الوثيق مع الإعلام كشريك استراتيجي وإلى البرامج وورشات العمل وندوات التثقيف الصحي والإرشادي التي تقيمها المديرية في جميع المراكز الصحية على امتداد المحافظة والاستخدام الأمثل لوسائل التوضيح من بوسترات وبروشورات توضيحية وإرشادية والتي تتضمن معلومات وافية عن طرق انتقال الفيروس والوقاية واكتشاف المرض وغير ذلك..
بدوره أكد الأستاذ شعبان أحمد مدير إعلام طرطوس على أهمية التشاركية القائمة ما بين وسائل الإعلام وبين وزارة الصحة وخصوصا في المواضيع التي تحتاج الى نشر الوعي والثقافة الصحية بمخاطر بعض الأمراض مشيراً الى تحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال..
وشدد الأستاذ أحمد على ضرورة توخي الدقة والحذر الشديد في تداول المصطلحات الطبية في الإعلام والتي قد تثير ضجة او تحقق مفعول عكسي وسلبي في حال الاستخدام الخاطئ لها مبيناً أن الصحفي مطالب بالحصول على المعلومة الدقيقة من المصدر الموثوق وعندئذ يحق له نشر خبره او تقريره الصحفي .
واستعرض مدير الإعلام عدد من الأمثلة من الواقع والتجارب التي تبين أهمية ممارسة الصحفي لدوره المهني وتجنيبه للكثير من الوقائع والأشياء السلبية نتيجة تدخله في الوقت المناسب بالمعلومة المؤكدة والدقيقة والتي قد تنقذ أرواح الكثيرين، وطبعا كل ذلك ضمن استراتيجية صحية عامة واستراتيجية ما بين الإعلام والصحة متفق عليها ويكون الصحفي مطلع على نقاطها الرئيسية وملتزم بتنفيذ بمضمونها منوهاً بأهمية الاختصاص وبأن يكون لكل مجال أو قطاع صحفي متخصص فيه ويكون الأقدر على استخدام المصطلحات الخاصة بهذا القطاع ومدرك لخصوصيته ونقاط ضعفه أو الثغرات الموجودة فيه..
الدكتور جمال خميس مدير برنامج مكافحة الإيدز في وزارة الصحة أكد من جانبه أن الوعي والعادات والتقاليد التي يتميز بها مجتمعنا ساعدت إلى حد كبير بمنع انتشار المرض إضافة إلى البرامج التثقيفية والتوعوية التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الشركاء من الوزارات مثل الإعلام والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل وغيرها مضيفاً أن الوزارة تقوم بتقديم الفحص والاختبار والعلاج بشمل مجاني الى المريض،كما تقوم بالعديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع انتقال المرض وانتشاره ابتداءً من لحظة وصول اي مسافر من خارج القطر عبر إجراء اختبار الإيدز له واذا كان يحمل الفيروس يتم إعادته الى بلده أما اذا كان صاحب الحالة المكتشف فيها المرض من داخل سورية فيقوم البرنامج بتقديم العلاج له مع الاشراف العام لحالته ومراقبته والحرص على عدم انتقال الفيروس الى المحيطين به غبر التوعية مع التأكيد على أن التعامل مع مريض الإيدز هو تعامل عادي من ناحية الحقوق وممارسة الحياة الطبيعة في المجتمع من دراسة وعمل وغير ذلك.
وأشار الدكتور خميس الى اهمية دور الإعلام ونقل المعلومة بدقة وتوظيفها بالشكل الأمثل والابتعاد عن المواضيع التي يهدف اصحابها تحقيق الإثارة والتي تثير القلق والذعر بين الناس بدون ادنى حد للمصداقية مستعرضا بعض الحالات التي أدت الى حدوث اشكالات نحن في غنى عنها.
وتتابع الورشة اعمالها غداً وبعد غد عبر محاور تعريفية وتطبيقات عملية حول الرسائل الإعلامية التوجيهية وكيفية إعداد خطط العمل الإعلامية الصحية..