تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

إدمان الأجهزة الخليوية .. خطر فاحذروها!

هو المشهد ذاته بات يتكرر بشكل دائم في يومياتنا، أشخاص يجتمعون في البيت أو المؤسسة وغيرها من الأماكن، أو في كل جلسة سواء كانت عائلية أو غير عائلية بأجسادهم فقط، بينما عيونهم وعقولهم متعلقة بشاشات أجهزة موبايلاتهم وكأنهم قد دخلوا في حالة من حالات الإدمان.
نعم، حالة إدمان ولا تستغربوا أو تستنكروا ذلك الوصف، فهناك العديد من الدراسات والأبحاث، ومنها تلك التي ذكرتها الاختصاصية النفسية الدكتورة غالية أسعيد خلال وقفة ل«تشرين» معها خلصت إلى أن 50{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11} من المراهقين والشباب اعترفوا بإدمانهم على هواتفهم الذكية، وبأن هناك 49{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11} من المستخدمين اعترفوا بأنهم لا يمكنهم العيش من دون هواتفهم الذكية، وأمام ذلك الوضع وتلك النتائج محاور متعددة ضمن ملف عن «الإدمان على الأجهزة الخليوية» على مستخدمي الهواتف حول تكاليف فواتيرهم ونظرتهم للعروض المقدمة من قبل شركات الاتصالات، كما ناقشت مع ضيوف الملف الاختصاصيين مفهوم الإدمان على الأجهزة الإلكترونية وتعرفت إلى تأثيراته الاجتماعية والنفسية، مع الحرص على تقديم البعض من الحلول والبدائل كنوع من أنواع المعالجة.

العروض للشريحة المدمنة على السهر
كم من الوقت تقضي بصحبة جهاز الموبايل وهل تعتقد أنك وصلت إلى مرحلة الإدمان على الأجهزة الخليوية ومواقع التواصل الاجتماعي؟ ما قيمة فاتورة موبايلك بشكل تقريبي، وما رأيك في العروض التي ترسلها شركات الاتصالات، كعروض التعبئة وعروض المسابقات واشتراكات «النت» وغيرها، وهل قمت بالمشاركة فيها؟ تساؤلات لم تبتعد إجاباتها عن بعضها،ولم تكن مفاجئة، فالأغلبية منها اتفقت على أن عروض شركات الاتصالات وهمية وخلبية، وهي نوع من أنواع النصب والاحتيال، كما عبر عن ذلك الدكتور جمال إبراهيم الحمود، وشاطره الرأي المهندس سومر عامر مضيفاً: معظم عروض شركات الاتصالات المغرية تكون في ساعات منتصف الليل أي من الساعة الثانية عشرة ليلاً وحتى السادسة صباحاً ما يعني أنه لا يمكن الاستفادة منها إلا لفئة قليلة وهي الشريحة المدمنة على السهر.
وإلى جانبهم، وقفت كل من علا ولين وهما طالبتان جامعيتان، لتعبّرا عن امتعاضهما من عروض تلك الشركات، وفي سرد لما حصل معهن وضحت علا: منذ شهر أرسلت لي إحدى الشركات رسالة عنوانها «مبروك» تخبرني فيها بحصولي على عدد من الدقائق الخليوية عند القيام بتعبئة 450 وحدة، وبالفعل ضحيت بمصروفي مقابل الوحدات المجانية، ووصلتني رسالة تعطيني تعليمات التفعيل وأرسلت الرسالة وكان الرد «العملية تمت بنجاح» ولكن التفعيل لم يصلني حتى اليوم!!!! أما لين فذكرت معاناتها مع العرض الذي يقدم وحدات ويعاود اقتطاعها عند التعبئة القادمة، ففي معظم الأحيان يقتطعون منها مبالغ مضاعفة مقابل فتح الخط مرة ثانية، وقد راجعت الشركة حول ذلك وبعد جدال معهم أرسلوا لها رسالة اعتذار مع اقتطاع مبلغ 120 ليرة عن تعبئة سابقة، فعن أي مصداقية يتحدثون.. استغراب تختم به لين حديثها؟
وعند «أبو رغيد»- موظف قصة وحكاية يقول فيها: وصلني إشعار من إحدى شركات الاتصال للاشتراك في أحد عروض باقات الإنترنت والاقتراب من الذهب مقابل 100 ليرة للرسالة، وبعد عدة مرات اكتشفت من خلالها أن الأمر وهمي قررت التوقف، وعلى الرغم من أنني أرسلت رسالة للشركة بقراري، وذهبت إلى مركز الشركة في منطقتي لإلغاء الاشتراك، لكنهم ظلوا مستمرين باقتطاع مبالغ مالية مني، الأمر الذي حيّرني وجعلني أفكر بتغيير رقمي حتى أتخلص من لعنة هذا العرض.
أما طريف صالح فلا يثق بالعروض ولا يلتفت إلى إشعارات تلك الشركات، وهو يقضي يومياً في التحدث على موبايله نحو ساعة وأحياناً أكثر، ومتوسط فاتورته ٤ آلاف ليرة شهرياً.
وفي المقابل، ولأن الاختلاف حالة صحية وصحيحة فقد رأت رزان عمران أن العروض حقيقية وليست خلبية، لكن المشكلة أنها تحصر الاتصال ضمن الشبكة الواحدة، ما يقلل الجدوى منها في بعض الأحيان.. وعن تجربتها تقول: شاركت في عرض ال300 ليرة الذي يتيح الاتصال ل 400 دقيقة أسبوعياً وقد استفدت منه، فأنا أقضي بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً مع هاتفي الجوال، وأصرف نحو 500 ليرة في الشهر فقط وحدات لأنني أعتمد على «الواي فاي».
النساء أكثر ولعاً بالموبايل من الرجال!!
عند سؤال «تشرين» عن الأكثر ولعاً بالموبايل الرجال أم النساء؟ اتجهت أنظار النساء والرجال إلى النساء، وكانت فحوى الاتهام أن محادثات النساء والفتيات على هواتفهن الخليوية مدتها تكون في معظم الأحيان أطول بكثير من وقت زيارتهن لبعض، وهو الأمر الذي يسبب معاناة وإرهاقاً لميزانية الأسرة، يقول المهندس أحمد السالم: الهاتف الجوال لم يعد من الكماليات، فهو حاجة وضرورة، لكن هناك أشخاصاً حوّلوه إلى نوع من أنواع التسلية لأطفالهم أو إلى أداة من أدوات ملء أوقات الفراغ من خلال الألعاب والتطبيقات التي يقومون بتنزيلها عليه وتؤدي إلى إدمانهم والتصاقهم بموبايلاتهم، أضف إلى أن هناك أناساً لديهم «نت» 24/24 فلا يكون لديهم الوقت للحديث أو «الأخذ والعطا»، ف«الواتس والفيس» وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي استحوذت على اهتماماتهم وسرقتهم من أسرهم ومن الأشخاص المحيطين بهم، وليس ذلك فحسب فهي تتسبب في فتح بند جديد على قائمة المصروفات ينتهي بالمشاجرات العائلية، أو بفصل «الراوتر» كنوع من أنواع العقوبة.
المحامية سحر الغانم رأت ان الإدمان على الموبايل سواء في الثرثرة وعدم النظر إلى مدة المكالمة أو اللعب أو التعلق بالعروض المقدمة من قبل شركات الاتصالات هو نوع من أنواع التبذير وهو سلوك استهلاكي يمكن إيقافه عند حده عبر تحديد مبلغ شهري للموبايل لا يمكن زيادته مهما كانت الظروف.
عند باب إحدى شركات الاتصالات وقفت أم سعيد مذهولة من فاتورة ابنتها المخطوبة التي تجاوزت العشرين ألف ليرة سورية، ما دفعها للقول: على الإنسان قبل أن يشتري موبايلاً لأي كان التأكد من تمتعه بالوعي الكافي والمقدرة على تمييز الصح من الخطأ، ابنتي وصلت إلى مرحلة الإدمان على الموبايل، وكلما سألتها كانت تقول: معي مجاني، هذه نتيجة عدم الرقابة والحزم.
الهوس في استخدام الموبايل ضرر على كل الصعد
الأجهزة الخليوية سلاح ذو حدين فهي تقنية حديثة لا يمكن الاستغناء عنها أو منعها لأنها سهلت التواصل بين الناس، فهناك الكثير من الأفراد تحقق أو تنهي أعمالها عن طريق الموبايل، لكن الهوس والإساءة في استخدامه، هما ضرر مادي واجتماعي ونفسي وصحي يصيب الفرد والأسرة وتالياً المجتمع، وبشأن تلك التأثيرات الصحية والنفسية والأضرار تقول الدكتورة أماني محمد ناصر- باحثة تربوية: يعدّ الإدمان الإلكتروني أي قضاء وقت طويل أمام شاشة الحاسوب أو الجوال من ألد أعداء الصحة النفسية والجسدية فهو يحمل الكثير من الآثار السلبية التي لا يتسع المجال لذكرها جميعها، ومن أهم ما يمكننا أن نذكر منها: انشغال المرء عن كل من حوله وخاصة عائلته، أضف إلى ذلك ضعف تمتعه بالحياة الاجتماعية مثل الزيارات العائلية وممارسة الرياضة والاستماع إلى الموسيقا وقراءة الكتب والمشاركة في الحفلات أو الندوات أو اللقاء مع الأصدقاء، كما يمكن أن يعاني المرء أعراضاً طويلة المدى مثل ضعف الرؤية والسمع والمعاناة من آلام الرقبة والظهر وأطراف الأصابع ورسغ اليد بسبب جلوسه ساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية وكتابته وسماعه ما يميل إليه، وعلى الصعيد النفسي فإنه يشعر بالتوتر والكآبة والقلق والتقلب المزاجي بين دقيقة وأخرى، والى جانب الاثار النفسية هناك الأضرار الاجتماعية التي تظهر من خلال رغبته في العزلة وانسحابه من أي اجتماع عائلي أو يخص الأصدقاء مكتفياً بأصدقاء افتراضيين يتلاعبون بمشاعره المتأرجحة بين الفرح والحزن والبكاء والغضب.
من دون سبب معين أو مسوغات
بدورها الدكتورة غالية أسعيد- اختصاصية نفسية وفي السياق ذاته أشارت إلى أن إدمان الهواتف الذكية حالة من الاضطراب النفسي الذي يصعب فيه على الشخص الانفصال والابتعاد عن هاتفه الخاص به، وقد نجد الشخص في كثير من الأحيان يلجأ إلى الهاتف الذكي من دون حاجة أو سبب معين.
وتؤكد د.أسعيد أنه برغم المخاطر التي قد تنتج عن إدمان الهواتف الذكية، فإن المخاطر الجسدية ليست في المقام الأول، فالمخاطر النفسية والاجتماعية تشكل خطراً أكبر تتمثل في حالة العزلة التي يدمنها الشخص الذي وقع فريسة خطر الإدمان على الهواتف مبتعداً عن مجتمعه الطبيعي ما يخلف فشلاً اجتماعياً وأسرياً خطيراً في تأثيره على الإنسان.
كما نجد وفق الرصد لمعظم الحالات التي تعاني من الإدمان على الهواتف الذكية تأخراً في الدراسة وفشلاً في العمل، فضلاً عن حالات التشويش الذهني وعدم التركيز المستمر التي سوف يعانيها من وقع في إدمان الهواتف الذكية، وعن دراسات بشأن المراهقين كانت مايلي:
50{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11} من المراهقين والشباب اعترفوا بإدمانهم على هواتفهم الذكية.
49{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11} من المستخدمين اعترفوا بأنهم لا يمكنهم العيش من دون هواتفهم الذكية.
وعليه، فإن التأثير الصحي في هذه الحالة مؤلم جداً وسيكون هناك تأخر في حالة الصحة نتيجة الجلوس أو الحركات الخاطئة، ومن الجانب النفسي، فإن العالم الافتراضي المخلوق ضمن هواتفنا هو عامل مهم في البعد النفسي والخيال الضار المميت للأحلام، ومما لاشك فيه بعد الإحصاءات والدراسات المخيفة المذكورة وصولنا إلى نتيجة مفادها أن أبناءنا يعانون إدماناً حقيقياً على الهواتف الذكية، ولا تقتصر المشكلة عليهم وحدهم فنحن مذنبون بالسماح لأنفسنا بالوقوع في الفخ نفسه أيضاً.

تشرين

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات