لعظمة بيوت الأوغاريتيين وسحرها فإن ملك جبيل «رب حدد» وصف للفرعون المصري عظمة الثروة في قصره الذي يدعى «صور»، فقال له: إنه يشبه قصر «أوغاريت».
وكانت المنازل الأوغاريتية الغنية تتألف من طابقين، ومن عدة غرف وباحة في وسط المنزل، وغرفة للمؤونة، وكان يبنى البيت من الحجر الكلسي «الغشيم» كما يسمى الآن، ويتألف الحائط من طبقتين من الحجارة المنحوتة تفصل بينهما طبقة من الحجارة الصغيرة وأغصان الأشجار، ما يشكل عازلاً طبيعياً للبيت من ظروف الحر والقرّ معاً، وكان توجد في فناء كل دار بئر ماء ذات جدران حجرية، تنتهي بحجر كبير منحوت يشكل غطاء للبئر، وإلى جانب البئر كان يوجد برميل فخاري أو جلدي لتعبئة المياه، وتحت الطابق الأرضي أو في الفناء كانت توجد مقبرة العائلة. أما منازل الفقراء، وهم من سكن خارج الأسوار الرسمية للمدينة، فيرجح أنها بنيت من الخشب، إذ لم يبق من آثارها شيء يذكر، ولم تساعد التنقيبات الأثرية خارج الأسوار في تقديم معلومات جديدة عن سكن هؤلاء، مع العلم أنه لم يكن هناك عاطلون عن العمل في المدينة التي وصلت تجارتها إلى مختلف أصقاع المتوسط. كان البيت الأوغاريتي يُسقف باستخدام الطين الأبيض (الحوارة)، حيث يُضاف إليه بعض الأنواع المحددة من أغصان الشجر، ويتم دحل المزيج بوساطة أداة حجرية تسمى «المعرجلة»، ويتشابه البيت الأوغاريتي كثيراً مع بيوت أهل الجبال الساحلية الترابية التي اندثرت مع ظهور الأبنية الإسمنتية، ويختلف عنه بنوعية المواد المستخدمة في البناء، إضافة إلى وجود منازل طابقية في المدينة الحضارية الأقدم في العالم. ولم يبق من بيوت «أوغاريت» سوى بعض الجدران المتناثرة في أرجاء المدينة، فقد كان الزلزال الذي ضربها قوياً جداً إلى الحد الذي أسقط كل مبانيها أرضاً.
تشرين