عرفت مدافن تدمر بتعدد نماذجها فكانت تصميماتها ملائمة لطبيعة المدينة من حيث المناخ والذوق العام، وكان لكل أسرة تدمرية مدفنها الخاص المزدان بالزخارف المنقوشة على الحجر أو بالجص أو الفريسكو, إضافة لوجود الرسومات على الشواهد، ومن أبرز معالم المدافن التدمرية أنها تحتوي على نوافذ للتهوية والإنارة وبئر ماء للسقاية والتطهير خلال طقوس الدفن والزيارة وباباً منحوتاً بفن عجيب.
ويوجد في تدمر ثلاثة أشكال من المدافن، وهي: «البرجية، البيتية، الأرضية»، المدافن البرجية: أقدم أنواع هذه المدافن وتعود للقرون الأولى قبل الميلاد، مربعة الشكل تفتح إلى الخارج وتضم غالباً أربعة أو خمسة طوابق تتسع لمئات القبور الجدارية، يتألف كل مدفن من عدة طوابق يصل بينها درج حجري, ومغطاة بلوح عليه نقش المتوفى بشكل بارز إضافة إلي طابق تحت الأرض بحيث يبلغ ارتفاع تلك الطوابق في بعض الأحيان عشرين متراً.
أما المدافن البيتية فيعود مدفن البيت للقرون الأولى أيضاً وهو شبيه بالبيت, وهناك مدافن كثيرة من هذا النموذج. ومنها ما تشبه المعابد، وكانت المنحوتات تمثل جزءاً أساسياً من محتويات هذا النموذج من المدافن، وهي إما على شكل تماثيل نصفية للمتوفى، أو منحوتات ذات طابع عائلي تصور صاحب المدفن مع أسرته.
المدافن الأرضية: انتشرت في القرن الثاني الميلاد ومنها ما يعود للقرن الأول منها مدفن مبني باللبن يوجد بالقرب من ساحة «بعل شمين»، كما يوجد في المدينة مدافن تسمى (مدافن تدمر), ويمكن عدّه نموذجاً رابعاً, وهي قبر وحيد يُكسى من الداخل بألواح حجرية منحوتة وقد يوضع المتوفى في تابوت من الخشب داخل القبر الترابي.
