بانوراما سورية _ رهف عمار :
أحبت اللغة وكلماتها وقصائدها، اوجعتها الحرب فخرجت من حنجرتها كلمات على هيئة شهيق و زفير ومع ذلك لم تنسى أن تدس الحب بين صفحاتها.
بوران كرم عربش روائية وأستاذة جامعية من حمص، تحمل شهادة ماجستير لغة انكليزية لها رواية مطبوعة بعنوان “شهيق زفير” صادرة عن وزارة الثقافة ٢٠١٩.
بانوراما في لقاء خاص معها لنتعرف عليها ك كاتبة سورية نتمنى أن تبصر نور العالمية في زمن قريب.
بدأت مسيرتها في الكتابة العلنية في جريدة العروبة وبعض الصحف المحلية… ثم جاءت الحرب على سورية لتكون رغم كل مساوءها بيئة مشبعة بالأحداث الموجعة وخصوصاً على حمص بالنسبة لها فقررت أن توثّق هذا التاريخ الموجع لئلا تنساه الأجيال ولتعطي البلد حقه بأن نكون مرآة لوجعه.
و من هنا جاءت فكرة شهيق زفير روايتها الأولى والتي تناولت في مطلعها تفجير مدارس عكرمة ليكون رغم الفاجعة نقطة البداية لقصة حب… عكست الرواية بتعدد شخصياتها المجتمع المدني في حمص على اختلاف طوائفه وأديانه… فجسّدت كل شخصية من شخصياتها جزءاً من هذا البلد المتعب… ولذلك ولأنها لامست وجع الكل لاقت ردوداً إيجابية للغاية.
تقول بوران لبانوراما : كان لعائلتي دور محوري في وصولي إلى ما وصلت إليه في كل ما مجالات الحياة… فأنا أذكر جيداً كيف عملت والدتي على تنمية شغفي بالقراءة كانت دائمة القول أن القراءة هي السبيل الوحيد لتوسيع مداركي العقلية.
وعندما سألنا بمن تأثرت بوران بكتاب و شعراء؟ وهل من الضروري أن يتبنى الكاتب الجديد أي من الكتاب العالميين ليبدع؟
من المستحيل نكران فكرة إني تأثرت بكتاب كثر أولهم كوليت خوري وغادة السمان ونجيب محفوظ وذلك لأنهم لم يتنكّروا للواقع بل صوروه تصويراً كشف عيوب ومحاسن المجتمع… وهذه وظيفة الأدب وكان للأدب الروسي أثر جميل وذلك لميله للفلسفة وتحليل الشخصيات بشكل لا يمكن معه إلّا الذهاب عميقا بما هو مكتوب.
أما أن اتبنى أحدهم فهذا أمر غير وارد وذلك لأن الأدب مرآة الحياة هم كتبوا زمانهم ومجتمعهم وعاداتهم وأفكارهم ومرّ الزمن وتغير ما تغير… أنا أكتب زمني وما أشهده من أحداث وأفكار وتيارات دينية وسياسية وفكرية وإن لم أفعل هذا فسيكون أثر كتاباتي آنياً… وهذا ما لا أريده.
وعن شعورها العاطفي تجاه الكتابة اخبرتنا : لست أعرف اسماً لشعوري تجاه الكتابة… فهي كما اسم روايتي شهيق وزفير لا يمكنني إيقافه… أحب فكرة أنني استطيع العيش مع شخصياتي حياة كاملة… أحب فكرة أن أكون قادرة على رسم خطوط وانفعالات أولئك المقيمين في صفحاتي… لا يمكنني تجاهل أفكاري في كثير من الأوقات لذلك أكتب أحياناً باللغة المحكية وبالفصحى أحياناً أخرى… تفرحني فكرة أن كتاباتي وسرداتي وأفكاري تلامس كثراً ممن يقولون أنني أترجم احاسيسهم بكلماتي.
وكان لا بد لنا أن نسألها عن جديدها؟
انتهيت مؤخراً من روايتي الثانية زحمة حب والتي ستكون مرة ثانية مرآة لنا كلنا في هذا الزمن تعكس كلّ ما يمر بنا من أفكار وعواطف… مازالت روايتي هذه قيد التدقيق والمراجعة قبل التوجه بها إلى الطباعة.