جرائم فظيعة شهدتها مناطق متفرقة من البلاد لم تشهد لها مثيلا” من قبل من حيث العدد والعنف..الجريمة موجودة منذ القدم وفي كل المجتمعات…لكن كما قلنا حديثة العهد بالكم والقسوة…بعض الجرائم التي حدثت هذه السنة تحولت إلى قضايا رأي عام. خصوصا” تلك التي تبدأ بالسرقة وتنتهي بالقتل أو الاغتصاب.
وكانت لمحافظتي طرطوس وريف دمشق ،إضافة إلى العاصمة دمشق الحصة الأكبر منها. .وأثارت هذه الجرائم تساؤلات عن سبب انتشارها في هذا الوقت تحديدا”
وذهب بعض السوريون لربطها_بتهكم_بسلسلة الأحداث التي حدثت في العالم منذ بداية سنة2020 على اعتبار كل شهر من هذه السنة سيأتي بنوع جديد من العجائب.
معظم الناس تعاني أوضاعا” اقتصادية ومعيشية صعبة إضافة إلى عشر سنوات من الحرب الظالمة التي أرهقت النفوس والجيوب…وقد يكون انتشار الجريمة أحد المخلفات الاجتماعية السيئة لهذه الحرب..وانتشار ثقافة العنف إضافة إلى غياب التربية الصحيحية والوازع الديني والأخلاقي
يقول المحامي أحمد”إن انتشار الجريمة يعود لعدة أسباب، على رأسها الوضع المادي المتردي الذي يضغط على الناس ويضطرهم أحيانا الى جرائم السرقة والسطو. والتي تنتهي نهايات مأساوية..وأيضا” جرائم الخطف بغية الحصول على المال . وهناك جرائم القتل والدعارة…كل هذا في غياب مؤسسات توجيهية حقيقية تتصدى لرأب صدع الأخلاق الحاصل. وانعدام التربية المنزلية”
من الأسباب أيضا”التصدع الاجتماعي والعائلي الذي أصبح مجتمعنا يعاني منه..حيث الأهل منشغولون بتأمين لقمة العيش والأولاد منهمكون في التكنولوجيا السيئة ..هذا خلق أزمة إنسانية وهدم كثير من القيم والمبادئ التي كانت تجمع الأسرة الواحدة.
تقول الباحثة الاجتماعية سمر”إن ارتفاع معدلات الجريمة لا يعود فقط إلى الفقر والعوز. بل إلى عوامل نفسية وتربوية واجتماعية زادتها سنوات الحرب..مع عدم وجود مؤسسات ترعى جيلا” كاملا عاش جو الحرب وتأثر بها”
أما عن الحلول فلا تكون إلا بالتربية الصحيحة وزرع قيم وأخلاق في نفس كل فرد منذ الصغر..إضافة إلى وجود مؤسسات تحمي حقوق المواطن وتطبيق مبدأ المحاسبة والعقاب للمخطئ.
وقد دعت عدة جهات أهلية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى معالجة هذا الأمر اجتماعيا” وأخلاقيا” واقتصاديا” ويجب تضافر الجهود الرسمية مع الأهلية لتحقيق هذه الغاية.