طرطوس – مها يوسف:
مع تزايد الإصابات بفايروس كورونا يزداد الوعي أكثر بمخاطر هذا الفايروس وتزداد حالات الشفاء و الأمل فنرى كوفيد 19 يتحول اختصاراً لكلمات كن واعياً .. فاعلاً .. يقظاً دائماً ، فبين الصحة والمرض مسافة أمانٍ ومساحة وعي ومسؤولية نتحملها جميعاً لتبقى الصحة تاج على رؤوسنا ونحافظ على وجود أحبتنا أصحاء في دنيانا .
التقينا العديد من الحالات التي عاشت تجربة الإصابة بفايروس كورونا وكانت أقوى من المرض .. حالات تعطينا الأمل وتؤكد أنه بالوعي والاهتمام نتغلب على الإصابة ونحافظ على أحبتنا وأنفسنا أيضاً .
الزميل الصحفي عبد اللطيف يونس رئيس تحرير جريدة الفداء تحدث عن الأيام الصعبة التي عاشها واعتبرها تجربة مريرة بقوله .. الكورونا ليست (كريب) عادي على العكس هي أزمة صعبة جداً .
و بدأت أعراضها تظهر من خلال ارتفاع الحرارة وضيق التنفس والوهن العام ، وعندما راجعت الطبيب وصف لي مضادات التهاب وخوافض ومسكنات إلا أن الوضع ازداد سوءاً . فتوجهت الى طبيب اختصاص صدرية وعلى أثرها دخلت المستشفى بحالة صعبة جداً سعال حاد ولا استطيع التنفس ، بالإضافة للتعرق الشديد فتم إجراء طبقي محوري ومجموعة من التحاليل وتبين وجود التهاب رئوي فيروسي حاد في الرئتين .
ويتابع الصحفي عبد اللطيف يونس حديثه خلال فترة العلاج في قسم العزل بالمستشفى شاهدت العديد من الحالات التي كانت من خيرة الأطباء و أصيبت بالفايروس وجميعها حالات مختلفة الأعراض ، كما انني أُصبت بمشاكل إضافية كتشنج المعدة لم أستطع تناول الدواء أو حتى شرب السوائل وكدت على وشك أن أصاب بتجفاف الكلية فكنت أتناول الأدوية وريدياً .
ويتابع عبد اللطيف وصف حالته موضحاً بأنه اخطأ عندما تناول الفيتامينات والأدوية وكان من المفروض أن يتوجه على الفور للمستشفى لأنه من الصعب الاجتهاد بالصحة فكل شيء يخضع للتجريب الا الصحة ولو انه راجع المستشفى منذ بداية الإصابة لكان الوضع أفضل .
ويصف شعوره في تلك الأيام بالمؤلمة والصعبة قائلاً (شعور صعب أنك تشوفي الناس يلي بتحبيهن ونفقدهم بعد لحظة وممكن ما تشوفيهن .. وللحظة بتتذكري العائلة .. الأصدقاء .. بتفكري بالحياة وبالآخرين وبلحظة من اللحظات ممكن تصير اللوحة سوداء وتنظفي) .
وختم يونس حديثه بأن الأمل بقي موجوداً ، وكان لديه اليقين بأنه سيتعافى من هذا المرض .
من خلال تجربته ينصح الجميع أن لا نستهين بالمرض ونراجع المركز الصحية ونتبع وسائل الوقاية والتباعد المكاني والأهم استخدام الكمامة .. فالكورونا (مو مزحة) وكل حالة هي حالة خاصة حسب مناعة الجسم ودرجة الإصابة .
بدوره الدكتور علي حبيب الاستشاري بأمراض القلب والأوعية والقثطرة القلبية ورئيس الشعبة القلبية بمشفى الباسل تحدث عن تجربته أثناء الإصابة بفايروس كورونا موضحاً انه خلال هذه الفترة ونحن نحاول تقديم الوعي للناس بأنه لا يوجد شي اسمه (كريب) أو انفلونزا هناك جائحة اسمها كورونا وأن الأعراض تكون عامة سواء حرارة او صداع او الآم عضلية ووهن عام وسعال هي أعراض عامة لكل انواع الانفلونزا وحتى الكورونا .. وضمن هذه الأعراض الأمر الوحيد المطلوب هو الالتزام بالحجر المنزلي .
ويقول بدأت حالتي المرضية ولكن وبوجود الخبرة والوعي التزمت بالحجر المنزلي والمسكنات أما أدوية الالتهاب والصادات فليس لها دور في هذه المرحلة بل هي مؤذية ، فالمريض يحتاج إلى علاج خفيف بالإضافة الى التباعد المكاني والعزل وتحسين الحالة العامة وتناول السوائل بكميات كافية والمسكنات في حال وجود صداع او حرارة .
ويتابع الدكتور حبيب القول أما في المرحلة الثانية من المرض اي( في اليوم العاشر) من المفروض ان يبدأ المصاب بالتحسن أما اذا كان لديه عوامل خطورة كالبدانة والضغط والسكري وأمراض القلب وضعف المناعة فيمكن أن يصل المرض للذروة وتبدأ أعراض ضيق التنفس وبهذه الحالة يطلب المريض المساعدة الطبية فهو بحاجة للأوكسجين وبعض المميعات من اجل تفادي خطر التخثر والجلطات .
ويصف الدكتور حبيب أيام مرضه ويقول من أصعب اللحظات التي عشتها هي نقص الاكسجة رغم وجود الهواء إلا أنني كنت بحاجة للتنفس والأوكسجين بالفعل كانت أيام ومرحلة صعبة .
وختم الدكتور حبيب موجهاً ببعض النصائح الواجب اتباعها .. كالالتزام بالكمامة والتباعد المكاني والحذر . وأن نتعامل مع أي شخص على أنه مصاب . مؤكداً على تعزيز الحالة النفسية والمعنويات وعدم الخوف في حال تعرضنا للإصابة .
ونوَّه بأن الأشخاص الذين أصيبوا بالفايروس كانت مناعتهم مؤقتة من ثلاثة الى ستة أشهر وهناك العديد من الحالات التي نكست بعد شهر أو أكثر لذلك نوصي دائماً بالحذر والتباعد والكمامة.
الدكتورة مادلين تلجة رئيسة وحدة الكلية الصناعية وشعبة أمراض الكلية بمشفى الباسل بطرطوس تحدثت عن إصابتها بفايروس كورونا قائلة : كنت من أوائل الأشخاص
الذين أصيبوا بالفايروس وكان التشخيص آنذاك غير واضح أو معروف ، أصبت بالمرض مع بداية شهر شباط ترافق ذلك مع وجود حالات إنتانية غير معروفة وغير مشخصة كوننا في بداية ظهور المرض .
وتوضح الدكتورة تلجة أن الأعراض بدأت بحمى شديدة مفاجئة وتعب عضلي وألام صدرية وسعال شديد ، التزمت من خلالها بالحجر المنزلي ووضع الكمامة ، وخضعت لصورة صدر وطبقي محوري مع الالتزام لمدة أسبوعين في المنزل ، كانت الآلام والتعب والحرارة شديدين استمرت لمدة خمسة أيام تقريباً وبعدها تطورت لأعراض هضمية وعدم تقبل الطعام والسوائل ومع نهاية الأسبوع الأول تطورت الحالة أكثر وعانيت من زلة صدرية تنفسية مع ألم صدري شديد وعدم القدرة على الحركة . واعتمدت على الصادات الخفيفة والمسكنات والسوائل ومضت هذه الأيام بتعب ومعاناة شديدة .
وأكدت الدكتورة تلجة أن هناك برتوكولات علاجية معتمدة من وزارة الصحة في المشافي لذلك إن استشارة الطبيب المختص او المشفى ضرورة حتمية في في بداية العلاج ، والإنسان قد يتعرض لحالة كورونا وتكون قوية ولكن تبقى المناعة والإرادة والالتزام هو الأهم، فالحالات المصابة والعديدة اليوم سواء التي تعاني من نقص مناعة او غيرها وقد أصيبوا بالكورونا تعافوا منها حسب مناعة واستجابة الجسم. وباعتباري رئيسة وحدة الكلية الصناعية ولدينا عدد كبير من المرضى المعرضين للإصابة نسعى ونعمل دائماً للالتزام بسبل الوقاية ووضع الكمامة للمريض و المرافق والتعقيم المستمر وغسل الأيدي ونشدد على عدم دخول مريض غسيل الكلى دون ارتداء الكمامة.
بانوراما سورية- الثورة اون لاين