رغم ظروف الحرب والحصار الاقتصادي التي تعيشها سوريا منذ عشر سنوات، إلا أن المواهب المتنوعة لدى أطفالها مستمرة بالتدفق في عدد كبير من المجالات.
ومن هذه المواهب الطفلة يمنى فايز الزاب ابنة التسع سنوات والتي جعلت من متابعتها للأغاني والبرامج أن تقتن عدد كبير من لغات العالم.
الطفلة “يمنى فايز الزاب” ابنة مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أبهرت معلميها وكل من حولها، والذين سمعوا بموهبتها النادرة، والتي باتت تحفظ ذاكرتها العديد من الأغاني وبمختلف لغات العالم المختلفة.
من الانكليزية والاسبانية والايطالية إلى الروسية وصولاً إلى الرومانية ومن بينها طبعاً لغات منطقتها الجزيرة السورية (السريانية والكردية).
وعن التجربة الفريدة للطالبة “يمنى الزاب” قال مدير مركز “الآيلتس” المتخصص بتعليم اللغات وتطوير مهارات الأطفال في الحساب الذهني بمحافظة الحسكة محمد مطر لتلفزيون الخبر إنها: “طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات أظهرت مهارة فائقة بحفظها وغنائها لكافة اللغات”.
وأضاف “لمسنا الموهبة لدى الطفلة قبل أشهر عند إعطائها كورس خاص باللغة الإنكليزية وطلبنا منها أغنية وفق المنهاج، فكان التميز لديها بأنها استطاعت حفظها وغنائها بطريقة رائعة جداً من حيث اللفظ والإتقان والسرعة”.
وأضاف مطر “طلبنا منها أغنية أخرى فبدأت الطفلة تحضر أغاني بالروسية والايطالية والفرنسية والإسبانية والروسية والرومانية والسريانية، وكانت تتقنها بطريقة مبهرة وذلك بشهادة جميع المختصين في اللغات، الذين أكدوا على أنها ذات مهارة عالية جداً من حيث حفظ الكلام وإتقانه بطريقة صحيحة وترديده بشكل دائم”.
وتابع مطر أنها “هي لا تعرف عن تلك اللغات التي تحفظ أغانيها أي شيء حتى الأحرف، تعرفت عليها عن طريق الصدفة، وأهلها أيضاً كانوا يجهلون موهبتها إلا لاحقاً تعرفوا عليها، مبدعة وتستطيع حفظ الأغاني الأجنبية من أول مرة تسمعها وبدقة عجيبة مهما كانت اللغة غريبة تحفظها وبأدق التفاصيل”.
وبين مطر “أصبحت طوعاً وبشكل يومي تقدم لنا أغان جديدة حفظتها، قدمنا لها كل التحفيز والتشجيع، وقررنا مشاركتها ببرنامج الحساب الذهني كون الذاكرة الحفظية عندها خيالية وممتازة، وستشارك في بطولة بالشهر الرابع من عام ٢٠٢١ على مستوى العالم بالحساب الذهني”.
وأوضح مطر أن “أسرة الطفلة “يمنى” قدّمت لها كل الدعم المعنوي والتشجيع للاستمرار في إتقان موهبتها للوصول بها والمنافسة عليها حتى العالمية”.
من جانبها، والدتها بيان الأحمد بينت لتلفزيون الخبر أن “طفلتها الصغيرة ” يمنى” تلميذة في الصف الرابع بإحدى المدارس الخاصة التي تدرس المنهاج الرسمي في مدينة القامشلي، وصلت إلى مرحلة متقدمة ومتطورة في موهبتها الجديدة، حبّها للأغاني وتعلقها بحفظها كانت سبباً في اكتشافها من قبل مدرسيها”.
وتتابع الأحمد أن “ابنتها تعكف الآن على متابعة كورس اللغات عبر شبكة الانترنت، فهي كانت تستخدم الأغاني للحفظ فقط، اليوم هي تقرأ وتحفظ الحروف و الجمل و المقاطع لكل اللغات بشكل تلقائي وبدون أي مساعدة من أحد”.
ويضاف إلى ذلك جربت مع حفظ اللغات، حفظ الآيات الكريمة من القرآن وبنفس الطريقة السماعية لكبار قراء القرآن، وأصبحت تحفظ الصفحة خلال دقائق بمجرد سماعها للقارئ، تتقن اللفظ تماماً مثلما يقرأ وترتل بالتجويد الدقيق دون أي أخطاء وهذا بحد ذاته انجاز مهم يعزز موهبتها بالحفظ.”
وتوضح الأحمد أن “اهتمام طفلتها بدأ باللغات وحفظها عندما كانت في الصف الأول، خاصة تلك الأغاني في برنامج أفلام الكرتون، وكانت انطلاقتها الأولى بحفظ الأغاني والمقاطع الصوتية والجمل عبر اللغتين السريانية والكرديّة ولغتها الأم العربية لأنها لغات أبناء منطقتي أيضاً، فهي استطاعت حفظ أغاني قديمة لا يتقنها حتى أبناء هاتين اللغتين”.
وتتابع السيدة “أم يمنى” وهي ربة منزل لم تسمح لها ظروفها بإكمال دراستها في قسم اللغة الفرنسية في جامعة دمشق وهي أم لثلاثة طفلات صغيرات ( يمنى – جنان – رنا) “أحاول مع زوجي إبعاد طفلاتي عن كل شيء يتعلق بالحرب، جميعاً نكره صوت الحرب والرصاص والقتل، ولدنا وتربينا على أصوات الخير والسلام”.
ورغم شغفها الكبير بحفظ اللغات العالمية وإتقانها إلا أن “يمنى ” لديها أمنية خاصة وحلم ستعمل على تحقيقه، كيف لا وهي الطالبة المتفوقة في مدرستها، بأن تصبح مهنتها المستقبلية ” طبيبة قلب “، كما تحب أن تسميها.
بانوراما سورية-الخبر