بانوراما سورية- يولا حسن:
من الملاحظ انتشار ظاهرة التسول بشكل كبير في الآونة الأخيرة لأسباب غير خافية. كالفقر وفقدان المعيل بسبب الحرب وقلة فرص العمل..وقد نشرت صحيفة تشرين الرسمية إحصائية من الدراسات الاجتماعية وتقدر عدد المتسولين في سوريا بشكل تقريبي بحوالي 250الف متسول في مختلف المحافظات 51،1 منهن إناث و 48،9 ذكور..64،4 منهم يمارسون التسول بشكل احترافي،ويشكل الأطفال 10%اي حوالي25الف طفل..وتعد هذه الإحصائية مخيفة ومؤشر اجتماعي خطير!!في غياب رعاية رسمية حقيقة او حتى جمعيات اجتماعية تكافح هذه الظاهرة وتعنى بهؤلاء المتسولين. .
ظاهرة التسول موجودة منذ القدم…لكن تتفاقم بعد الحروب والنكسات الاقتصادية ويدفع الأطفال القسط الأكبر من آثار الحرب فهي لم تفقدهم براءتهم ومدارسهم فقط..بل حولت بعضهم الى متسولين ممن فقدوا معيلهم واجبروا على ذلك..
ولا يكاد يخلو شارع من العاصمة دمشق او بقية المدن من وجود بعض الأطفال الذين يطلبون المال من المارة بإلحاح شديد..وكذلك النسوة اللواتي يحملن أطفالا” ويقمن بالتسول…
ولا يقتصر تسول الأطفال على طلب المال،بل يمسحون السيارات عند اشارات المرور وبييعون الورد والبسكويت في الحدائق وامام المطاعم…
سعيد طفل سوري عمره10 سنوات فقد والده في الحرب ويعيش مع امه واخته الصغيرة…لديه عدة صغيرة لمسح الأحذية في منطقة مكتظة يقول سعيد” أنا لا اتسول. انا اعمل بشرف لاعيل نفسي وعائلتي بعد وفاة ابي…ولو كان مسح الأحذية”’
ويعتبر الأطفال الحلقة الأكثر تعرضا” للخطر بين المتسولين..فبعضهم اكتسب عادات سيئة كالسرقة والتدخين واشمام الشعلة..ويتعرضون غالبا” لاعتداءات جنسية. اضافة الى تعرض البعض للخطف من قبل عصابات يرجح انها تتاجر بالأعضاء البشرية.
بعض المتسولين محتاجين فعلا او معاقين او لا مأوى لهم. والبعض الآخر امتهن التسول كمهنة وقادر على العمل ولا يعاني اي شيء .
تقول نورا وهي سيدة من دمشق” رؤية المتسولين من السيدات والأطفال بات أمرا” مألوفا” وكثير من السيدات أجبرن على ذلك بعد وفاة أزواجهن وعدم وجود دخل للمعيشة..وبعضهن يغطين وجوههن لكي لا يعرفهن أحد…وأكثرهم من الأرياف حيث دمرت المنازل بفعل الحرب…وأكثر الطرق استعطافا”’ هي سيدة تحمل طفلا ومعها ورقة طبية تقول انه مريض او يحتاج عملية”
وطالت ظاهرة التسول الشبان المصابين باعاقة وكذلك كبار السن الذين يفترشون الأرصفة والحدائق العامة حيث لا مأوى لهم…
مع غياب لمؤسسات حقيقة تؤمن عمل شريف لهؤلاء. او مأوى مناسب…فهذه مسؤولية دولة وجمعيات ومجتمع بأسره يقدم لهم الرعاية الاجتماعية والصحية والمعيشية للحالات الحقيقة منهم…ومكافحة من يمتهن التسول كحرفة..
ويعرف القانون السوري ” المتسول بأنه من كانت له موارد عيش او كان يستطيع الحصول على موارد لكنه امتهن التسول لمنفعة خاصة..ويعاقب القانون بالغرامة مع السجن شهر على الأقل الى ستة اشهر على الاكثر لمن امتهن التسول..
وهناك بعض القوانين التي تعالج هذه الظاهرة ولكنها تبقى قاصرة في غياب فعلي لرعاية واستيعاب حقيقي وتقديم مساعدات للمتسولين .. نلقي الضوء على هذه الظاهرة …فهل من مجيب.؟؟؟