بينت الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في دمشق اكجمال مختوموفا أن المنظمة قدمت سلسلة من الأعمال الإنسانية خلال انتشار وباء كورونا في العام الماضي، ومنها مراكز اختبار وتجهيزات تحاليل، إضافة إلى الدعم اللوجستي للمنظومة الصحية في سورية.
وأشارت مختوموفا في تصريح لجريدة «الوطن» إلى أن سورية كانت قبل عشر سنوات من أفضل دول المنطقة في المؤشرات الصحية، لافتة إلى أن المنظمة ركزت عملها خلال العام الماضي حول الاستجابة لمواجهة وباء كورونا، مؤكدة أن المنظمة لم تتخل عن سورية وأن الدعم كان قبل انتشار وباء كورونا يتركز على الدعم الإنساني والرعاية الأولية، مضيفة: وأصبحنا نقدم ما هو مخصص للتصدي لوباء كورونا من تجهيزات ومخابر ومواد تحليل «كيتات» وغيرها من المواد الضرورية، إضافة للاستمرار في دعم المنظومة الصحية من خلال تجهيز المزيد من المشافي والمراكز التخصصية، إضافة إلى تقديم أطنان من الأدوية لمختلف المناطق وخاصة الشرقية والشمالية، وأجهزة التنفس وتأهيل غرف العناية المشددة، ونعمل على تعويض ما تم تخريبه خلال الأزمة حيث فقدت سورية 50 بالمئة من منظومتها الصحية خلال الحرب، وتم الآن إعادة تأهيل 70 منشأة صحية متضررة.
مختوموفا قالت: نعمل مع مختلف الشركاء لتأمين اللقاح لوباء كورونا في القريب العاجل، وهناك خطوات مبشرة خصوصاً بعد تسجيل اللقاح الروسي بنجاح، ونعمل على تحقيق التنمية المستدامة لأن فيها مصلحة حقيقية للناس إضافة إلى المساعدات الطارئة عندما تكون الحاجة ملحة لذلك.
وعن التعاون مع وزارة الصحة أوضحت مختوموفا أن المنظمة تعمل إلى جانب وزارة الصحة منذ اكتشاف أول حالة مصابة بكورونا، مشيرة إلى وجود 80 بالمئة من المصابين لا يحتاجون إلا إلى العناية المنزلية و20 بالمئة يحتاجون إلى عناية في المشفى، و5 بالمئة يحتاجون إلى عناية مركزة وأجهزة تنفس صناعي.
وأشارت إلى وجود خطة لشراء مواد بملايين الدولارات منها ما هو من الخارج ومنها ما هو من السوق المحلية، إضافة إلى دور المنظمة في الخدمات الغير مادية ومنها الخدمات اللوجستية ودراسات التنبؤ، مبينة أن هناك احتياجات كبيرة للمواطنين وهي تفوق إمكانيات منظمة الصحة العالمية، وبخاصة في الأمراض المعدية، لذلك يتم التركيز فقط على الأمراض المميتة ويتم إعطاؤها الأولوية للمحافظة على حياة الناس، مضيفة: ونوفر في سبيل ذلك اللقاحات اللازمة ومنها لقاح كورونا، ومتابعة الأمراض الأقل خطورة تأتي في المرحلة الثانية.
وعن الدور الذي تقوم به المنظمة في المنطقة الشرقية قالت: لقد تأثرت الخدمات الصحية في المنطقة الشرقية بعد توقف المنفذ مع العراق والآن قمنا في هذا العام بالتعاون مع وزارة الصحة السورية بإرسال شحنات من الأدوية والتجهيزات منها دفعة 56 طناً في أيار و85 طناً في حزيران وخلال الأيام القادمة ستصل دفعات أخرى من الأدوية والمستلزمات الطبية للمناطق الشرقية والشمالية، واستطعنا الوصول إلى كل المؤسسات الصحية بنسبة 100 بالمئة كما تمت تغطية برنامج اللقاح الشامل من خلال الحملات التي قامت بها فرق وزارة الصحة وشملت كل أنحاء البلاد، ويحق للحكومة السورية أن تفتخر أنه لا ينتشر أي مرض فيها على الرغم من الأزمة على الأراضي السورية.
وعن تقييمها لتعاطي الحكومة السورية مع انتشار وباء كورونا قالت: كان للإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة دور كبير في بطء انتشار وباء كورونا، واليوم سورية من أقل دول المنطقة في انتشار الوباء، على الرغم أن هذا الوباء هو أكبر من إمكانيات أي دولة في العالم.