“معقول في أسوأ” هذه الجملة التي يرددها السوريون مع كل تقنين جديد تطلقه وزارة الكهرباء، ومع كل تقنين ينتفض الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن سرعان ما يتوقفون عن الاعتراض على الوضع وينصرفون لوضع أجهزتهم الكهربائية على الشحن للاستفادة من ساعات الكهرباء.
فمع وصول أوقات التغذية إلى ساعة ونصف فقط مقابل أربع ساعات ونصف من القطع، أصبح الوقت “الكهربائي” من ذهب، والاستفادة من التغذية تحتاج تكتيكاً خاصاً من المواطنين الذين قدموا عصارة خبرتهم بالتقنين لتلفزيون الخبر.
يقول “حسين – محامي ” إن “المشكلة الأكبر هي أننا تأقلمنا مع الوضع وأصبحت الأفعال روتينية، فعندما يعود التيار الكهربائي فإننا لا نفكر ولا نخطط بل أصبحنا نقوم بالأفعال أوتوماتيكيا كشحن الأجهزة الكهربائية”.
فيما تساءلت “سارة- منسقة مشاريع ” متهكمةً على الوضع ” شو يعني كهربا”، فساعات التقنين المظلمة تغطي على أي فسحة من الضوء.
ويبدو سؤال ما الذي تفعله خلال ساعة ونصف من التغذية مفتاحاً للأجوبة الساخرة من الوضع فتحدث ” خضر- طالب جامعي “: “بعد أول ربع ساعة تغذية أقوم بإنزال القاطع، لأنني أشعر بالاكتفاء”.
بينما قال حيدرة-طالب جامعي ” خلال الساعة والنصف من وصل التيار، أحاول تهيئة نفسي للأربع ساعات ونصف من القطع”.
في هذا الوقت تأقلمت “رنيم-تاجرة ثياب” مع الوضع قائلة” نحنا بحلب لم نعد نشعر بالتقنين فقد تعوّدنا على التغذية بواسطة الأمبير الذي كان حنوناً علينا”.
فيما بات “رفيق- طبيب أسنان” خبيرا في آلية عمل المولدة و أعطالها، فرغم محاولاته العديدة لتفادي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي إلا أنه اضطر إلى تشغيل مولدة لتشغيل جهاز الضغط ومعدّات تعقيم أدوات معالجة الأسنان.
و أشارت “رنا-طالبة جامعية” إلى أنها وصلت الى خوارزمية خاصة تمكنها من الاستحمام خلال وقت التقنين، وتنشيف شعرها أيضا خلال الساعة ونصف من الوقت وأوضحت أن هذه العملية المعقدة ما كانت لتتم لولا وجود طاقة شمسية في منزلها تمكنها من تسخين المياه خلال النهار.
وهنا نقدّم لكم في تلفزيون الخبر بعض النصائح التي تمكّنكم من الاستفادة من الساعة ونصف وصل:
مبدئياً لا يحتاج المواطن لتذكيره بشحن أجهزته الكهربائية، من هاتف نقال ولابتوب وبطارية الراوتر الذي يعد سلاحاً هاماً في محاربة ساعات التقنين.
وربما تحتاج إلى مشاهدة بعض الأفلام الوثائقية للأوضاع في بعض الدول المتطورة التي تملك كهرباء كي لا تنسى إنسانيتك وأن الكهرباء أمراً ليس بالحلم”.
لا ننصحك باستخدام الأجهزة الكهربائية للتدفئة فالساعة ونصف من الدفء التي تشعر بها ستعوضها أول ربع ساعة من البرد، فاعتيادك على الدفء سيجعلك تقارن وضعك خلال الوصل ووضعك خلال القطع وسيزداد البرد عليك والتحسّر.
أما فيما يخص الاستحمام فالجدولة أمر هام مع أفراد أسرتك للوصول إلى توليفة مناسبة للحصول على دوش والخروج سريعاً للاستفادة من التيار الكهربائي واستخدام السيشوار لتنشيف الشعر، عوضاً عن الانتظار أربع ساعات ونصف للتغذية القادمة.
-ونختم هذه المادة قبل أن ينتهي شحن اللابتوب- حيث تفنن المواطنون السوريون في محاولتهم الالتفاف على ساعات التقنين، أملاً منهم بأن يروا الضوء في آخر النفق، ضوء يعلقّون عليه آمالهم بالعودة إلى الوضع الطبيعي الذي أصبح كالحلم، ضوء من الأمل يخافون عليه من تقنين جائر آخر.
الخبر