تخطى إلى المحتوى

الاختلاف سر الإقتراب

* د. هيام خضر
عندما جلست على الكرسي نزعت عن كاهلها حديث الذات وبدأت تبوح بالأفكار
دكتورتي أنت لي الصديقة والأخت والأم التي اسارع إليها أرمي اثقالي ،وتمد لي يد العون لأنهض من جديد بعد كل كبوة
بحنو الأمهات اصغيت للكلام .
قالت :
يغريني الصدق في التعامل والإحسان في الوفاء ، سابقاً كنت انزعج من الاختلاف ،اعتقدت أن التشابه سيد الانسجام , تزوجت زواج العائلات ، وانجبت الأبناء ، ومن الشدة نسجت ثوب الرخاء لهم.. كوني مدرسة تعودت التعامل معهم كتلاميذ ،دوري البوصلة ودورهم العبور..لكنه يختلف عني بكل الأشكال ،لا يشبهني ،له عالم خاص به ،لم أفهم طبعه ولم انسجم مع مزاجه.ودوما يرميني بالاشواك وبالسباب ويعتبر أن وجودي عار،.لكنه بعد مضي عقود تجاوزت الثلاثة ترينه يغادر البيت ولا يعود غير كالعاصفة بلطم من يفتح نافذة النور..حياتي أولادي .. تابعت وتابعت وتابعت السرد ..وحين لم ينتهي الكلام وازدحمت العيادة بالزوار وقرع الباب .. قلت لها : حبيبتي جزاك الله خيرا أنت أم عظيمة وليس لك مثيل ولقد قدمت للمجتمع أبناء اخيار مهندسين وأطباء .. وأراك تذوبين كما تذوب الشمعة من كثرة الاشتعال..العطاء المفرط يسبب بدانة للأخذ و ضمور للمعطي..انتبهي..
يكفيك عطاء باتجاه واحد ، للسالب موجب ..تقبلي الآخر كما يرتاد ،يكفي نقد وقدح له ولو كان الحق معك ..لا خيار غير بالصبر والتقرب لأجل الأبناء فالأب هو سقف الدار ولو كان رماد..
عليك إعادة تدوير ذاتك ، الزوج لا يقبل أن يكون تلميذ في مدرسة الأمهات..
مشكلة قد تعاني منها غالبية الأمهات أو الزوجات وخاصة من جلست كرسي التدريس أو الإدارة ..التعامل يختلف بين الطلاب والمدرسة وبين الزوجة والزوج وبين الأم والابناء ..لكل منهم طوق نجاة ،ولايمكن رمي السهام غير بساحة العراك..مهما نالت الزوجة من شهادات وجلست مراكز اقتراع واستلمت مناصب ، في البيت عليها سلخ كل ذلك في علاقة الثياب على عتبة الباب ..و والاكتفاء بنعمة الله عليها من أنوثة وأمومة تكفيها زاد الأيام..والانتباه لكذبة العصر أن الحرية تساوي الزوج والزوجة في طبق الميزان..لو تساوت المرأة والرجل لكان التشابه والزواج المثلي وهذا ليس حقيقة مهما قيل وقال..لكل منهم عمله ولكل منهم طاقته..والانجاب خصصه الله لها ولم يمنحه الرحم ليحمل وينجب.. الأعمال الصعبة للرجل وحماية الأسرة له وتأمين حاجاتها ، وتوفير الأمان والاستقرار من أولوياته ..وهي الشمس التي تشرق لتمنح الكل الحب والحنان والدفء والنور.. غالبية النساء تعتقد أنها أفضل من الرجل وأن النجاح لها بالمطلق ولولاها لفشل البيت.. غالباً نجد ذلك حقيقة، بسبب إهمال الأزواج وعدم الإهتمام وفهم الدور الحقيقي لهم.. اعتقد السبب وراثة متوارثة بالعادات ..يورث الزوج الإهمال كما يورث البيت والسيارة والمال. يعتقد أن الأبناء مهمة الأمهات وان الأبناء يربون ببركة الله ولطم الرياح والسقوط يعلمهم الصعود..وتتوارث الزوجة إملاء أوامرها عن والدتها كما تورث الثياب وتربية الزوج أيضا تورثها..لكن لا تعلم أن الطبع غلب التطبع وأن من المستحيل تغيير شخص إذا لم يقم هو بالتغيير بنفسه..
الضريبة تكون أبناء محملين سمات مضطربة نفسية تعيش معهم ليمنحوها بتصرفاتهم للأجيال..
يا عزيزتي اذهبي إلى الحمام واغسلي الأفكار وفي المرحاض اطرحي ما خزنته الأيام مع الفضلات..وانتفضي من جديد ..زوجك عامليه أنه اب الأولاد وهو الرصيد والأمان..
وتأكدي أن الاختلاف سر الإقتراب .
محبتي وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
د.هيام
6/4/2022

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات