تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية الرئيس الأسد يلتقي ضباطاً متقاعدين: استثمار النضج والمعرفة والخبرة المتراكمة لخدمة الدولة والمجتمع الرئيس الأسد خلال لقاء مع أساتذة اقتصاد بعثيين من الجامعات العامة: الدعم يجب أن يبقى والنقاش لا يتم ... الرئيس الأسد يصدر القانون رقم ( 12 ) الخاص بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق ثلاثة قضاة

السوريون…. عندما تكون هيبة الاسم كافية..

*باسل علي الخطيب

خذوا علماً، أنتم وانتم وأنتم و كل ذاك الرهط….

نحن من أنقذ هذا الشرق من جحافل البربرية، عشر سنوات و نيف و نحن نقاتل كهنة الظلام، سدنة الخواء، طواغيت العصر، حاربنا على طول هذه الجغرافيا، تناثرت أشلاء أجسادنا و ضاعت هنا وهناك، حتى نحفظ لهذا الشرق بقية روحه و بقية عقله….

الكثير من مدافن أبنائنا لا تحمل إلا أسمائهم، و لا تحمل حتى تواريخ استشهادهم، فأجسادهم قد ضاعت في البراري، في الصحاري، في الجبال، في الغابات، في أزقات المدن، يحرسون هذا الشرق و يحمونه من جنون هذا العالم، بل و يحمون الشرق من جنونه هو نفسه، بل و يحمون العالم من جنون هذا العالم…..

نحن سيئات الموت و ذنوبه، و أنتم حسناته و أعماله الطيبة، يحاجج بها مولاه إن أتاه يوماً مستغفراً بأرواحكم النتتة، أنه قبض أرواحنا شباناً يافعين، دفعوا بصدورهم العارية البربرية عن صدر هذا الشرق…

لولا تلك النعال الشريفة لكانت داعش تتحكم بغرف نومكم، ولاستحالت تلك البيوتات التي تتتفس العنصرية مجرد حرملك للبغدادي والجولاني…

قلتم لي باريس الشرق؟ حسناً اذهبوا إلى اسبانيا، هناك ستجدون أخوات دمشق الصغيرات، غرناطة وقرطبة وإشبيلية و بلدالوليد وغيرها….
اوليست تلك الحارات وتلك البيوت نسخة طبق الأصل عن الحارات والبيوت الدمشقية؟….

لطالما كنا مأكولين مذمومين، و هذا ديدنا طوال تاريخنا، لكن لم نساوم أبدا يوماً على قضايا هذه الأمة، و لم نبعها مقابل ثلاثين من الفضة…..
نحن أتباع الناصري عليه السلام، و أنتم أتباع يهوذا الأسخريوطي، نحن من شرب نبيذ السيد المسيح و أكل كسرات الخبز من يديه، حملنا صليبنا و سرنا في طريق الجلجلة، تدنا في الأرض قدمنا، و أعرنا اللّه جمجمتنا….

بسطاء نحن، بسطاء كالماء، واضحون كطلقة، حادون كمشرط جراح، رعينا الذمم و حفظنا القيم، هنا انتبذت السيدة العذراء لها مكاناً شرقيا، و اشجار التين و الزيتون هذه من بقايا تلك النخلة، التي هزتها بيدها تساقط رطباً جنيا، قدمناه للعالم رقماً و حرفاً و معرفةً و عزةً و شهامة و مروءة وكرامة….

نعم هذا مانحن عليه، نحن بقية الله على الأرض، نحن عمود هذا الشرق، نحن نوره وناره، بضعة من ذاك البيت المبارك من حوله، وبقية من ذاك الآل الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا…..

هنا كان الحرف الاول، وكان الرقم الاول، وكانت النوتة الاولى، وكان المعول الاول، وحبة الحنطة الأولى، وشجرة الزيتون الأولى، والمدينة الأولى، والتشريع الاولى، والديانة الأولى….. كل ماترونه من رموز لاتفقهون كنهها اخترعها السوريون ليصيغوا علاقتهم مع السماء بطريقة لايفهمها احد غيرهم، عدوا على أياديكم: النجمة الخماسية، النجمة السداسية، الصليب، الصليب المعقوف، الأرقام، الأحرف، رمز الذكورة، رمز الانوثة، المثلث، المربع، المستطيل، الدائرة…. و لن أنتهي حتى الغد إن أردت عدها كلها…….

نحن العرب، العروبة ماكانت يوماً مفهوماً قومياً، هذا تشويه وتقزيم لها، لم تذكر كلمة عربي في القران الكريم إلا وذكرت في موضع المدح، كلمة عربي تعني: من يعرف الحق ويناصره، وينكر الباطل ويناهضه، لذلك قال السيد الرسول عليه الصلاة والسلام ” أنا اعربكم”، أي أنا اكثركم معرفة ونصرة للحق ونكراناً وحرباً على الباطل….

نحن أعرب هذه الامة، اننا ماكنا يوما إلا مع الحق، نناصره، ووقفنا دائماً – على قلتنا – في وجه الباطل، نجابهه، ولكن من قال أن الرجال أو الكرام كثير؟؟!!…. ثلة في الآولين، وقليل في الآخرين…..

بالمناسبة، هل تعرفون مامعنى كلمة سوريا؟ كلمة سوريا أو سيريا تتألف من مقطعين، المقطع سير ويعني القمة، وصار يطلق لاحقاً على علية القوم وسادتهم، ومنه جاءت كلمة سير في اللغة الانكليزية، والمقطع يا من كلمة جيا، المسمى الاول لكوكب الأرض، ومنها الجذر يا ويعني بلد أو أرض، وهكذا يصير معنى كلمة سيريا هو بلاد السادة…. نعم، هذه بلاد السادة، كانت ومازالت، نحن السادة، وفينا كان بيت الشعر إياه: لنا الصدر دون العالمين أو القبر….

نحب الحياة ونجيدها، نمارسها ولو مع فنجان قهوة نحتسيه، و لا نملك غير ثمنه، ولكن نعرف كيف نحمد الله ونشكره على ذلك، نمارسها على وقع أغنية لفيروز، نصنع الفرح وننثره، تأملوا وجوهنا، هل لكم أن تجدوا من هم اجمل منا؟ أعرف انكم تحبون تلك التصنيفات والاحصاءات، حسناً، حسب تلك المعايير أجمل الرجال على مستوى العالم هم السوريون، أما نساؤنا فاحتللن المركز الثالث على مستوى العالم، وتبقى تلك الابتسامة لاتفارق محيانا عندما نرزق بضيوف، فتحنا أبوابنا للكل، استقبلنا اللبنانيين أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وأثناء حرب تموز، استقبلنا العراقيين والفلسطينيين والسودانيين والصوماليين واليمنيين، لم تنصب سوريا لأحد من هؤلاء خيماً، أنما أقاموا اهلا في حاراتها وبيوتها، تقاسمت معهم سوريا كل شيء، تقاسمت معهم كسرة الخبز وكأس الماء والأحلام الفارغة…..

على فكرة، وعلى سبيل الذكرى، وحتى زمن قريب وقبل أن تعصف هذه الحرب بسوريا، كان قرابة نصف الشعب اللبناني يعتاش على حساب ميزانية الدعم التي تقدمها الدولة في سوريا لشعبها، كانوا يشترون الطعام والخبز والدواء والوقود والملابس وحتى جرة الغاز من سوريا، كانوا يتداوون في المشافي السورية الحكومية، كانوا يتعلمون في المدارس السورية الحكومية…

هنا البلد الأمين، وهنا طور سنين، وهنا بلاد التين والزيتون، أنها سورية، عمود السماء، كل ارض في هذا الأرض تبحث عن سماء، إلا هنا، تبحث السماء عن هذه الأرض، تبحث عن سورية، أجمل البلاد القديمة واقدم البلاد الجميلة…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات