تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

شعبولا..

*باسل علي الخطيب:

تذكرون شعبولا؟…
شعبولا هو مؤدي أغاني مصري، أحد الكركوزات التي ما انفكت مصر عن إنجابهم طوال تاريخها، كركوزات بمختلف الرتب، بعضهم برتبة (مفكرين)، و بعضهم برتبة (فنانين)، وبعضهم برتبة (حكام)، ابتداء من كافور الإخشيدي وصولاً إلى كافور الإخشيدي الثاني، السيسي إياه، مروراً بقراقوش والملك فاروق و أنور السادات…..

شعبولا كما قلنا كان مؤدي أغاني، والأصح أنه كان مؤدي أغنية واحدة فقط، كان عنده لحن واحد، يكرره دائماً، و لكن في كل مرة يركب عليه كلمات جديدة….

اشتهر شعبولا بأغنية كانت كلماتها الأساسية ” أنا بكره إسرائيل و بحب عمرو موسى “…. طبعاً الأغنية لاقت رواجاً كبيراً، كيف لا، و ثقافة التفاهة هي الطاغية، أليس التافهون هم من يتصدرون الواجهة حالياً في كل المجالات؟؟……

علماً أن الثقافة التي يروجها شعبولا، و طبعاً عن غير قصد، من حيث الشكل أو الأسلوب أو المنطق أو اللغة أو الوضاعة أو التفاهة، هي بالضبط ما تريده إسرائيل لمجتمعاتنا، على فكرة المقابل الدرامي لشعبولا في سوريا على سبيل المثال، هي في تلك المسلسلات المشتركة و مسلسل باب الحارة أو الهيبة، وقولوا لي أن الثقافة التي روجت لها هذه المسلسلات ليست اخطر من الميركافا و F16……

عدا عن ذلك عمرو موسى الذي يتغنى فيه شعبولا في الأغنية، و كأنه مقاوم صنديد، ليس إلا واحداً من عرابي التطبيع مع الكيان الصهيوني، سواء عندما كان وزيراً للخارجية مصر أو عندما صار أميناً عاماً للجامعة العربية، و لا يتفوق عليه في خدمته لإسرائيل في هذا المنصب بالتحديد إلا صاحب الغيط سلطان الأباريق، احمد أبو الغيط….
لذلك عندما تروج لعمرو موسى، أنت تروج لذات نوعية ( المقاومين) الذين تريدهم اسرائيل….

درجت في الفترة الأخيرة بين أوساط (الموالين) – وان كنت لا أحب استعمال هذه الكلمة – نغمة التهجم على روسيا و إيران، هذه النغمة تعلو و تخفت، تعلو كلما هاجمنا الكيان الصهيوني، أو زادت الحالة المعيشية ضيقاً، و هذه النغمة تتوافق بالمطلق مع صفحات المعارضة و لغة الدول التي تعادينا، في تهجمهم على روسيا و إيران، طبعاً هذا التوافق ليس من منطلق الاتفاق إنما من منطلق الجهالة، و لكن و بعد كل ما مررنا به، لم يعد الجهل عذراً أو شماعة، إنما صار تهمة و حماقة و خطيئة….

طبعاً، اريد الإشارة إلى أمر مهم، ندما تصل المعاناة إلى حدودها القصوى عند شعب ما، يصبح الكلام المنطقي فيما خص هذه المعاناة أو أسبابها غير مقبول و غير مسموع، و تتكون عند الذين يعانون رؤية ضيقة، أسميها الرؤية النفقية لا ترى الأمور ( أياً كانت ) إلا من خلال هذا النفق….
الذين يعانون لا يرون أبعد من أمعائهم، وهذا حقهم في لحظة ما، و لا يريدون لك أن تتحدث إن تحدثت إلا وفق كلام يعبر عن ما في داخلهم، سواء كان سخطاً أو غضباً، و لا يرون حلاً إلا من ذات النفق، حتى لو كان الحل سيقلب عليهم هذا النفق، و أي نقاش منطقي أو عقلاني معهم لن يزيد الطين إلا بلة…..

عرف الكثير من الكركوزات كيف يلعبون على هذه الرؤية النفقية، يخرجون علينا بفيديوهات أو مقالات أو منشورات ينتقدون فيها بشدة روسيا و إيران، بل وصل بهم الأمر إلى تصنيف الوجود الروسي و الإيراني كاحتلالين مثله مثل الاحتلال الأمريكي و الاحتلال التركي،بل و مثل الاحتلال الصهيوني.

كلما قصف الكيان، تتعالى الاصوات أين روسيا؟… بل وصل الأمر بهم إلى حد اتهام روسيا بالتواطئ…..
يصرخون، أين إيران و كلامها عن إزالة الكيان؟ لماذا لا ترد؟… كلما ضاقت الأمور المعيشية، أين القمح الروسي؟ أين الغاز الروسي؟ أين النفط الإيراني؟….

سأسألكم جميعاً السؤال التالي….
أين كان يمكن أن تكونوا أنتم لولا تدخل روسيا و إيران في هذه الحرب؟!!…
ساختصر عليكم التعب و أجيب…
كانت رايات داعش و جيش الإسلام ترفرف فوق دمشق، و كان قادة النصر و أحرار الشام يستجمون الآن على شواطئ اللاذقية و طرطوس، كنت لتكون الآن حضرتك خلف متراس على حدود قريتك، و قد حاصرها الإرهابيون، و لا تجرؤ أن تشعل لفافة تبغ حتى لا يقنصوك، كنت لتكوني حضرتك الآن مربوطة إلى عمود، معلقة برقبتك لافتة مكتوب عليها: سبية 10 دولار، أو كانوا يتجولون بكم الآن ضمن أقفاص بشوارع إحدى المدن….

عندما تدخل الروس بقواهم الجوية عام 2015، انقلبت المعركة لصالح الجيش السوري، و قبل ذلك الإيرانيون….
قاتل جنود الدولتين كتفاً إلى كتف مع جنود الجيش العربي السوري في كل ساحات سوريا، و ارتقى منهم آلاف الشهداء على الأراضي السورية، قاتلوا دفاعاً عن مدننا و أراضينا، قاتلوا لتحرير الأراضي السورية من الإرهاب، قاتلوا في أراضي بعيدة عن أهلهم و زوجاتهم و أولادهم، قاتلوا و قد عانوا ما عانى جنودنا من صعوبة و خطورة المعارك….

نعم، الأولوية في هذا الانتصار العسكري هي للجيش العربي السوري قولاً واحداً، و لكن هل كان يمكن أن ننتصر لولاهم؟؟… قولاً واحداً لا، و كنا حتماً سنهزم أجلاً أم عاجلاً، فليس لنا قبل بمواجهة كل هذه البلدان، و كل هذا الجيش العرمرم من الإرهابين….

أما الحديث أنهم قد استولوا على. ثرواتنا و مرافقنا، فالجزء الأكبر من هذا الحديث غير صحيح، تم تضخيمه، ويأتي في سياق التضليل والفتنة ودق الأسافين، ومصدره بالأساس الدول المعادية لنا، وتروجه صفحات المعارضة….
عدا عن ذلك، الدولة حالياً في حالة ضعف من كل النواحي وهي بالكاد قائمة على قدميها، ولاتستطيع استثمار ثرواتها ومرافقها لوحدها، فمن الطبيعي أن توكل ذلك للاصدقاء…..
اضف إلى ذلك من قال لكم أن الدول جمعيات خيرية؟ قد تكون هذه طريقة لرد بعض الديون الاقتصادية، و هذا أمر طبيعي، ولكن هناك ديون لايمكن ردها، وهي أن عدد كبير من الجنود والضباط الروس والايرانيين قد استشهدوا على هذه الأرض….
قولوا لي، وبغض النظر عن كل التفاصيل، هل يستطيع لبنان رد الدين لسوريا أنه استشهد على أرضه 12 الف جندي سوري لحماية وحدته وانهاء الحرب الأهلية فيه؟…..
ألا يشبه موقف من يهاجم روسيا وإيران موقف من يهاجم سوريا من اللبنانيين ويسمي فترة وجودنا هناك بالاحتلال؟؟….
ماذا ستقول الام السورية الذي استشهد ابنها على أرض لبنان، أو الزوجة السورية الذي استشهد زوجها هناك عندما تسمع هذا التجني؟…. إذا قيسوا الأمر على الأمهات والزوجات والابناء هناك في روسيا وإيران…..

أعرف يقيناً أن من بنى سورية الحديثة هو القطاع العام، وان سياسة الخصخصة التي تسير حالياً على قدم وساق هي مقتل سوريا، وأنه وبعيد فترة يحب إعادة الروح لهذا القطاع عند إعادة الاعمار…..
أمران كانا من المخرجات السيئة لهذا القطاع، أنه شكل بيئة مناسبة للفساد، وأنه أنتج ثقافة الخدمة المجانية، ثقافة الراتب والحوافز والمكافأت المجانية بسبب التضخم الوظيفي والمحسوبيات، وهذا انعكس ثقافة ترسخت لسنوات وصارت شبه طريقة حياة، وهذا برأيي أحد أسباب نظرة الكثيرين إلى روسيا وايران، نريد الأمور مجاناً، ترى أحدهم ينفخ نارجيلته، وقد وضع ساقاً فوق ساق، وهو لم يقدم ولو لمرة في حياته عملاً مفيداً، تراه يناقش امور الشرق والغرب، ينتقد يميناً شمالاً، وهو بالكاد يركب جملة مفيدة، عدا عن ذلك، هو يقبض راتبه والشيء الوحيد الذي يمارسه في مكان عمله هو المتة…..

أعرف أن كلامي لن يوافق أهواء الكثيرين، ولكن أنا لا اكتب لأن ( الجمهور عايز كده )، أنا أخاطب العقول، واعرف ان هذه مهمة صعبة، ولكن من قال إنها مستحيلة؟…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات