بانوراما سورية:
كبرت غرسة الخير وباتت شجرة فتية مثمرة بعمر خمس سنوات وارفة الأغصان، تظلل بخيرها عشرات الأطفال من ذوي الإعاقة، توفر لهم كامل الرعاية التي يحتاجونها، في ظرف صعب نحتاج أن نكون فيه متكافلين مع بعض .. إنها مؤسسة حدودي السما التنموية التي باتت ملاذاً آمناً لهؤلاء الأطفال تمنحهم الدفء والحنان والعلم والأمل المزهر الذي كتبت حروفه من مفردات قصص نجاح الأطفال المذهلة .
طابع خاص ومميز
بمناسبة مرور خمس سنوات على إشهار مؤسسة حدودي السما من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عام 2019 تؤكد السيدة عروبة القصار رئيس مجلس أمناء المؤسسة أن الاحتفال في ذكرى إشهارها دائما يأخذ طابعا خاصاً ومميزاً، فمن خلاله يتم لفت الانتباه إلى هؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقة الذين يحتاجون للرعاية والاهتمام أكثر من غيرهم، نظراً لصعوبة التعامل معهم وللتكاليف التي تتطلبها عملية الرعاية، معربة عن أملها أن تحظى المؤسسة بالدعم لمساعدتها بإكمال رسالتها تجاه هؤلاء الأطفال المميزين بما يمتلكونه من قدرات ومهارات تحتاج لتنمية، مشيرة إلى أن المؤسسة بفضل كادرها استطاعت إيصال 22 طفلاً وطفلة إلى مدارس الدمج بعد أن وصلوا إلى نتائج مذهلة للحالات البسيطة.
انجازات وقصص نجاح
وحضرت انجازات المؤسسة في حديث السيدة ناديا العاقل المديرة التنفيذية للمؤسسة، مشيرة إلى أن الاحتفال في الذكرى الخامسة لتأسيسها يعطي كادرها المزيد من الحماس والشغف الحقيقي في التفاني في رعاية أطفال المؤسسة، التي حققت حضوراً لافتاً، واستطاعت بفضل مهنية العاملين فيها من إيصال متطلبات الأطفال إلى الجهات المعنية، مؤكدة على أهمية التشاركية في رعاية الأطفال من ذوي الإعاقة، عدا عن رعايتهم وتنمية مواهبهم، ولفتت العاقل إلى أن المؤسسة استطاعت نقل الأطفال من حالة الاحتياجات إلى حالة أطفال صعوبات، محققة بذلك نقلة نوعية في الدمج بالمجتمع، حيث أصبح الأطفال أقرب ما يكونوا إلى الطبيعيين، ونوهت إلى أن المثابرة مع هؤلاء الأطفال أعطت نتائج كبيرة في علاجهم من خلال خطة علاجية خاصة بحسب حالة كل طفل.
وقالت المديرة التنفيذية : إن الاحتفال بذكرى تأسيس المؤسسة كان فرصة لتقديم قصص نجاح للكثير من الأطفال المتميزين الذين استفادوا كثيرا من مادة الحساب الذهني وعملية الدمج الاجتماعي ضمن الروضات والمدارس وحصولهم على امتيازات وشهادات تفوق، حيث كان لها أثراً بارزاً في مساعدتهم على تخطي الصعوبات، واكتسابهم مهارات حياتية تساعدهم على تجاوز ظروف إعاقتهم ، مشيرة إلى أن الاحتفالية تخللها عرض فيديو توصيفي يوضح طريقة تعليم الطفل والتعامل معه وتدريبه على النطق والرسم وجميع الخدمات المقدمة في تهيئة الدمج الأكاديمي والمهني وورش الرسم والتنمية الفكرية وكل ما يمكن أن يصنع فرقاً في حياة هؤلاء الأطفال.
وأشارت “العاقل” إلى أن المؤسسة بدأت عملها في عام 2017 بمبادرة نحن أصدقاء مع المرأة المعيلة ثم توجهت بعملها نحو رعاية أطفال الإعاقة وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، و تعمل حالياً على تقديم خدمات التدخل المبكر والتنمية الفكرية والجلسات الفردية وصعوبات التعلم وجلسات الدعم النفسي لحوالي 75 طفلاً وطفلة مع وجود الكثير من الأطفال في مرحلة التسجيل.
احترام وتقدير
وأثنت الدكتورة راما عدنان زريق سفيرة النوايا الحسنة للطفولة على ما تقوم به مؤسسة حدودي السما لجهة رعاية الأطفال من ذوي الإعاقة ودمجهم في المدارس والحضانات، مؤكدة أن المؤسسة تحدت الصعوبات واستطاعت أن تحقق تطوراً ملحوظاً في عملية الدمج تستحق عليه الاحترام والتقدير، وعبرت عن سعادتها بحضورها للحفل السنوي لإشهار المؤسسة ومشاركتها فرحة الأطفال الذين حققوا قصص نجاح مميزة، مؤكدة على أهمية دعم المؤسسات التي تُعنى بشؤون واحتياجات الأطفال ذوي الإعاقة وضرورة تقديم العون لها حتى تحقق هدفها في الرعاية وتنمية قدرات ومهارات الأطفال ودمجهم بالتعليم والمجتمع.
تعاون وتشاركية
من جانبه أكد الدكتور ماهر محمود آغا مدير عام مركز صدى التخصصي ومدير جمعية الشلل الدماغي على أهمية التشاركية بين المؤسسات والجمعيات الأهلية في مواجهة الإعاقة وتحجيم أثارها على الفرد والمجتمع وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة ومساعدتهم في تجاوز كل الصعوبات والسلبيات التي تقف أمامهم، لافتاً إلى أهمية الدعم الذي يمكن أن يقدمه أساتذة الجامعة بالتعاون مع مؤسسي الجمعيات والمتبرعين والكوادر التربوية.