تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

إنها الساعة الكبيرة قد دقت….- الجزء الخامس…..

باسل علي الخطيب:
هل تعرفون ما هي (معجزة بيرن) ؟…
هذه تسمية أطلقتها وسائل الإعلام الألمانية الغربية على نهائي كأس العالم 1954 في مدينة بيرن في سويسرا، عندما قلب المنتخب الألماني الغربي تأخره أمام المنتخب المجري بهدفين إلى فوز بثلاثة أهداف لهدفين….
لا أحد حتى تاريخه يعرف كيف فعلها الألمان، المنتخب المجري كان منتخباً أسطورياً بكل مافي الكلمة من معنى، كان على مدى أربع سنوات قد اكتسح كل المنتخبات في طريقه، و حتى في كأس العالم 1954 كان قد هزم المنتخب الألماني 8-3 في الدور الأول، ألمانيا لم تكن صاحبة تاريخ كروي قبل هذه المباراة، (المعجزة الكروية) الألمانية عام 1954 ساهمت بإعطاء دافع كبير للشعب الألماني في المانيا الغربية لتحقيق المعجزة الاقتصادية لاحقاً…
سؤال على الهامش، هل هناك أمر ما غير كروي ساهم في فوز ألمانيا الغربية؟، وكانت الغاية تلك الدفعة المعنوية الهائلة التي تلقاها الألمان ككل، لتخرجهم من أجواء الإحباط والانكسار بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، وليقدموا نموذجاً فريداً ومغايراً وأكثر مثالية من نموذج ألمانيا الشرقية التابعة لمعسكر الكتلة الشيوعية؟؟؟!!…
حققت البرازيل كأسها العالمية الأولى عام 1958، في تلك البطولة بزغ نجم بيليه لأول مرة في كأس العالم، سجل في مباراة الدور ربع النهائي أمام ويلز هدف المباراة الوحيد، و سجل هاتريك أمام منتخب فرنسا في دور نصف النهائي في المباراة التي انتهت 5-2 لصالح البرازيل، و سجل هدفين في المباراة النهائية أمام السويد التي انتهت 5-2 لصالح البرازيل، وعمره لم يصل بعد 18عاماً…..
بعد أربع سنوات في كأس العالم في تشيلي 1962، كانت البرازيل أحد أقوى المرشحين للاحتفاظ بالكأس، و لكن بيليه أُصيب في مباريات الدور الأول، هذا لم يمنع البرازيل من هزيمة كل خصومها و الاحتفاظ بالكأس، حيث هزمت تشيكوسلوفاكيا في المباراة النهائية 3-1، و ذلك بفضل تألق نجم آخر هو غارنيشيا…
كرة القدم كانت قد بدأت بالتحول إلى صناعة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، عندما دخل النقل التلفزيوني للمباريات على الخط، و هذه الصناعة بدأت تدر أرباح كبيرة، و المحفل الأساس لهذه الصناعة قولاً واحداً كان كأس العالم….
لم يكن جيداً لتلك الصناعة، أن تفوز البرازيل مرتين متتاليتين بكأس العالم، هذا يجعل من الكأس مملة، أنه دائماً يفوز أو يصل إلى الأدوار المتقدمة من هو متوقع أن يفوز أو أن يصل، هذا سيفقد كأس العالم تشويقها و إثارتها، و بالتالي يفقد الصناعة القائمة عليها الكثير من الأرباح، هكذا كانت رؤية من هم قائمين على هذه الصناعة….
في عام 1966 أُقيمت كأس العالم في إنكلترا، لم يكن مسموحاً للبرازيل أن تفوز، تم إخراج بيليه من الدور الأول، و مرة أخرى مصاباً، حيث تعرض لعنف شديد من قبل اللاعبين في مباراتي البرتغال و المجر، دون أي ردة فعل من الحكام، و لم يكن من نجم آخر قادر على قيادة قاطرة المنتخب البرازيلي، و خرجت البرازيل من الدور الأول بهزيمتين و انتصار، درجة العنف الذي تعرض له بيليه في تلك البطولة و التي أصبحت لقطاتها من أشهر لقطات كاس العالم، جعلت بيليه يفكر بمقاطعة كأس العالم……
في بطولة 1966 لم يكن مسموحاً أن يفوز فيها فريق من أمريكا الجنوبية، هذا كان من الممكن أن يجعل كأس العالم مملة و منبوذة من قبل الأوروبيين كثيراً، لذلك تم إخراج الأوروغواي أمام ألمانيا، و الارجنتين أمام إنجلترا في مباراتي الدور الربع النهائي بأخطاء و تجاوزات تحكيمية فاضحة….
و لم يكن مسموحاً في تلك البطولة أن تفوز ألمانيا الغربية مرة أخرى، كان يجب منح الفوز بكأس العالم إلى الدولة المعقل لكرة القدم، الا وهي إنجلترا، حيث لن تتكرر هكذا فرصة مرة ثانية لها، وهذا ما أثبته التاريخ لاحقاً، حيث لم تصل إلى نصف النهائي إلا مرتين وبشق النفس، وفي المرتين احتلت المركز الرابع، حتى عندما استضافت كأس الأمم الأوروبية في مناسبتين فشلت بالفوز بعام، عامي 1996 و 2001….
فوز انكلترا بكأس العالم عام 1966، كان مفيداً جداً لصناعة كرة القدم في إنجلترا و أوروبا، لاسيما أن هناك دولة جديدة تنضم لقائمة الابطال، و كلنا يذكر قصة الهدف الذي رجح كفة إنجلترا في المباراة النهائية من قبل جو هيرست في الوقت الإضافي الأول، و الذي لم تتجاوز كرته خط المرمى الألماني، و هذا ما أثبتته الصور و كل التقنيات الحديثة لاحقاً….
و لكن إنجلترا فازت بكأس العالم عام 1966….
في كأس العالم في المكسيك 1970، امتلكت البرازيل بقيادة بيليه منتخباً أسطورياً، هو المنتخب الأقوى في تاريخ كرة القدم على مر العصور، اكتسح في طريقه كل المنتخبات الأخرى، مع أداء غاية في الروعة و الإبهار، و لا أدل على قوة هذا المنتخب و براعته الهدف الاخير الذي سجلوه في المباراة النهائية أمام إيطاليا، و التي انتهت 4-1 للبرازيل، حيث تناقل أكثر من نصف لاعبي الفريق البرازيلي الكرة بطريقة غاية في الروعة و الاتقان و الادهاش و النعومة، لتصل إلى بيليه الذي هيأها لكابتن الفريق كارلوس ألبرتو، ليطلقها صاروخاً هز به أركان المرمى الإيطالي، و هز به مدرجات الملعب، و قرع به ناقوس الخطر عند المنظومة التي تتحكم بصناعة كرة القدم، فالبرازيل حققت اللقب الثالث خلال أربع بطولات، حققت اللقب الثالث خلال 12 عاماً، صناعة كرة القدم ستفقد محفلها الأساس، مورد رزقها الأساس، ألا و هو كأس العالم، لانه سيصير مملاً من دون مفاجآت، مع تكرار فوز نفس الفريق، مع أن بطولة عام 1970 قد شهدت أقوى دور نصف نهائي في تاريخ كأس العالم : البرازيل – أوروغواي، ألمانيا – إيطاليا…. مباراة نصف النهائي بين ايطاليا والمانيا انتهت 4-3 لصالح إيطاليا بعد التمديد، و البعض يعتبرها أجمل مباراة في كأس العالم…..
ساهم التلفزيون و النقل التلفزيوني في تحويل كرة القدم إلى صناعة جبارة، تم نقل بعض مباريات بطولة 1954 عبر التلفزيون، عام 1958 تم نقل جميع مباريات البطولة، و عام 1970 كان أول نقل بالألوان…
قلنا أعلاه أن فوز البرازيل بالبطولة الثالثة خلال 12 عاماً قد دق ناقوس الخطر عند المنظومة المسؤولة عن صناعة كرة القدم، و كان لزاماً التدخل بقوة أكثر في النتائج و في مجريات البطولة، حتى تضمن تلك المنظومة بقاء كأس العالم مشوقاً و مثيراً ومهماً للجميع، و بالتالي مدراً للمال، عدا عن ذلك، و هذه نقطة مهمة، و كون كاس العالم أكبر محفل رياضي في العالم، و يتفوق حتى على الأولمبياد الصيفي في ذلك من ناحية الشغف و الإثارة، صار وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو ثقافية بطريقة أو بأخرى….
يمكن القول أنه و منذ بطولة 1974 حتى تاريخه لم تُربح كأس في الملعب فقط، طبعاً أنا أوردت أن هذا الأمر قد حصل سابقاً قبل عام 1974، و لكن كان ذلك محدوداً من حيث التأثير و الوسائل، عدا عن أن ذلك لم يكن ممنهجاً وفق خطة مدروسة بعيدة المدى تخطط لأكثر من بطولة، و هذا هو الأهم، هذا لا يعني حكماً أنه لا يمكن أن تحصل مفاجآت غير متوقعة، هذا لا يعني حكماً أن هذه المنظومة هي القدر و قادرة على تحقيق كل شيء، و قادرة على توقع كل شيء أو التحكم بكل شيء، و قد حصلت بعض الأمور في كأس العالم كانت خارجة عن قدرة هذه المنظومة على التحكم بها، فنحن في المحصلة نتحدث عن لعبة أولاً و أخيراً……
أعود و أكرر، كاس العالم منذ عام 1974 لم تُربح في الملعب فحسب، و هناك أمثلة صارخة على ذلك….
تم التمهيد لعملية إبعاد البرازيل عن منصة التتويج بتعيين البرازيلي جو هافيلانج رئيساً للفيفا، و هو أول رئيس غير أوروبي، وذلك في مسعى لإبعاد كل الشكوك…
القصة بدأت من إعلان بيليه عن عدم مشاركته في كأس العالم 1974، بحجة أنه لايريد تقديم خدمة أو هدية للحكام العسكريين الدكتاتوريين في بلاده، رغم المظاهرات التي عمت البلاد وطالبته بالمشاركة، ولكن بيليه كان قد شارك في كأس العالم عام 1970، وبلاده محكومة من نفس النظام العسكري الدكتاتوري، وربح لبلاده الكأس، التي ساهمت فرحة الفوز بها بتخفيف الضغوط كثيراً على الحكم العسكري….
بيليه أعلن عدم مشاركته، لأن التعليمات قد وصلت أنه غير مسموح له أن يشارك، و بالتالي فقدت البرازيل نصف قوتها، لأنه كان المطلوب أن يفوز فريق آخر غير البرازيل، وتحديداً فريق أوروبي….
ابدعت هولندا بكرتها الشاملة في تلك البطولة، هولندا اكتسحت الجميع اداءً ونتيجة في طريقها للنهائي، بما فيهم البرازيل والارجنتين، وفي النهائي سجلت هولندا الهدف الاول في مرمى ألمانيا الغربية قبل أن يلمس أي لاعب الماني الكرة، وهذا أمر لم يحدث على طول تاريخ الكرة، فكيف إذا كنا نتحدث عن نهائي كاس العالم وأمام ألمانيا و على ارضها؟؟…
ومع هذا خسرت هولندا النهائي، وبنتيجة اثنين لواحد لصالح ألمانيا الغربية، وكل الأهداف سجلت في الشوط الاول، عودوا الى الشوط الثاني من تلك المباراة، يشبه أي شيء إلا نهائي كاس العالم، ولا تسديدة لكلا الفريقين، غريبة أليس كذلك؟؟…كان شوطاً مملاً جداً، لأن القرار كان أن تربح ألمانيا الكأس…
أما لماذا كان يجب أن تربح ألمانيا الكأس؟.. فلأن الدوري الالماني اهم لصناعة كرة القدم من الدوري الهولندي، بعد البطولة كان هناك تألق لافت للأندية الألمانية على المستوى الاوروبي وبشكل كبير، و الدوري الالماني هو الاقوى اوروبياً، ومقصد اللاعبين والشركات والاموال، حتى ان الكرة الذهبية لم تخرج من الدوري الالماني على مدى ثماني سنوات إلا مرتين، عام 1975 لاوليغ بلوخين لاعب دينامو كييف، وعام 1982 لبييلا روسي لاعب جوفنتوس….
ولكن الأهم من كل هذا، أن فوز ألمانيا الغربية بالكأس، كان مكافأة لها فيما خص موضوع الهولوكوست، وتعويضاً عن عملية ميونيخ عام 1972، التي استهدفت الفريق الرياضي الصهيوني في الأولمبياد….
الأمثلة الصارخة التي أتحدث عنها كثيرة، على سبيل المثال، في عام 1978 أُقيمت كأس العالم في الأرجنتين، قبيل عامين من الكأس حصل انقلاب عسكري في الأرجنتين، أطاح الانقلاب بالحكم الديمقراطي المنتخب، لم تشهد الارجنتين فترة ظلامية في تاريخها كتلك الفترة من اعتقالات و إعدامات و خنق حريات مع فقر و ركود اقتصادي شديد، مع هذا لم يسحب الفيفا تنظيم كأس العالم من الأرجنتين…..
المنظومة التي كانت تدير الفيفا، و تدير صناعة كرة القدم كأحد أدوات السيطرة على العالم، كأحد أدوات كي الوعي و تسطيح الوعي، هذه المنظومة هي من صنعت وأوصلت و ارادت الحكم العسكري في الأرجنتين لأسباب لها علاقة بالصراع بين الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة آنذاك…
هذه المنظومة كانت تريد منح الجنرالات في الأرجنتين المشروعية الشعبية، و وسيلة الإلهاء للناس عبر منح الارجنتين الفوز بكأس العالم…
في هذا السياق، و قد كان أقوى منتخبين في العالم آنذاك، منتخبا ألمانيا و هولندا، تم إجبار يوهان كرويف نجم برشلونة و هولندا على عدم المشاركة في البطولة، و قد تم إخراج ذلك بتلك المسرحية، أنه قد تعرض للتهديد من قبل عصابة في برشلونة، اقتحمت بيته وهددت عائلته، أضف لذلك أنه خرج بتصريح أنه لا يريد المشاركة في كأس العالم، لكي لا يعطي صك براءة للجنرالات في الأرجنتين، على فكرة هذا هو التصريح السياسي الوحيد في كل تاريخ كرويف، لم نعرف عنه لاحقاً و حتى مماته أي تصريح له علاقة بالسياسة؟؟!!!!….
في منتخب ألمانيا مُنع فرانس بيكنباور و جيرد مولر و هانز برايتنر من المشاركة، فقد المنتخب الألماني نصف قوته، و ظهر كشبح للمنتخب الذي وصل قبل عامين لنهائي كأس الأمم الأوروبية، و فاز قبل أربع أعوام بكأس العالم….
اداء المنتخب الأرجنتيني على طول البطولة كان هزيلاً و لا يدل على أداء منتخب يستحق كأس العالم، حتى أتت الفصيحة الكبرى، الدور الثاني في تلك البطولة كان عبارة عن مجموعتين في كل منهما أربع فرق، يتأهل متصدر المجموعة إلى المباراة النهائية مباشرة، دون مباراة نصف نهائية، البرازيل كانت قد أنهت مبارياتها في المجموعة، تعادلت مع الارجنتين 0-0، فازت على بولندا 3-1، فازت على بيرو 3-0، الارجنتين كانت قد فازت على بولندا 2-0، تعادلت مع البرازيل 0-0، كانت الارجنتين تحتاج إلى فوز كبير على البيرو، و هذا ما حصل ب 6-0، المباراة شهدت تهاوناً كبيراً من قبل لاعبي المنتخب البيروفي، و خاصة حارس المرمى، لتصل الأرجنتين بعد ذلك إلى المباراة النهائية و تهزم هولندا بعد التمديد 3-1، تحت ضغط هائل من الجماهير الأرجنتينية في الملعب، و قبيل المباراة في الليلة التي سبقتها، عندما عسكر جمع كبير من اللتراس الأرجنتيني بجانب الفندق، الذي يقيم فيه الفريق الهولندي، و أقاموا حفلة صاخبة طوال الليل….
بعد البطولة حصلت البيرو على قرض كبير وميسر من الارحنتين، حصلت على شحنة كبيرة مجاناً من القمح، وتم الإفراج عن أموال بيروفية كانت محجوزة في البنوك الارجنتينية….
كيسنجر كان يريد من الفيفا أن تمنح الارجنتين لقب كأس العالم، والفيفا لم تكن لتقدر أن تعارض….. على فكرة هنري كيسنجر هو من خطط ودبر لانقلاب الجنرالات عام 1976 في الأرجنتين…..
كلنا نعرف المؤامرة التي حصلت عام 1982 بين منتخبي ألمانيا والنمسا و التي أدت إلى خروج منتخب الجزائر، و لكن لن نعرف أبداً كيف تمكن المنتخب الإيطالي الذي تأهل بشق النفس من الدور الأول، وتأهل بفارق الأهداف المسجلة عن الكاميرون بعد ثلاث تعادلات، لن نعرف كيف تمكن من هزيمة ذاك المنتخب البرازيلي الاسطوري، والذي كان يضم بعض من اساطين الكرة: زيكو، سكراتس، ايدير، فالكاو، جونيور….. و الذي يعتبره البعض رابع أقوى منتخب في تاريخ كأس العالم بعد منتخب البرازيل 1970، و منتخب المجر 1954، ومنتخب هولندا 1974…
لاحظوا أن ثلاثة من هذه المنتخبات لم تفز بالكأس….
طبعاً كان يجب أن تفوز إيطاليا بتلك الكأس، كان هذا أمراً مهماً لصناعة كرة القدم، أريد أن أشير إلى نقطة مهمة هنا، بعد كأس العالم 1966 و خروج إيطاليا من الدور الأول في تلك البطولة بعد هزيمتها المدوية من كوريا الشمالية 1-0، صدر قرار من الاتحاد الإيطالي بمنع الأندية الإيطالية من استقدام لاعبين أجانب جدد، و ظل هذا القرار سارياً حتى 1980، وعندما رفع الحظر، ظهرت فحأة أموال هائلة عند الأندية الإيطالية، لا يعرف أحد من أين أتت، أو من أين تم ضخها، و بدأت الأندية باستقطاب لاعبين أجانب، كانت الغاية تحويل الدوري الايطالي إلى منجم يدر ذهباً، فكان لابد من منح ايطاليا لقب كأس العالم في سبيل ذلك، لاسيما أن ايطاليا لم تفز به منذ عام 1938، لتصبح إيطاليا بعد ذلك المحج لافضل لاعبي كرة القدم في العالم، وصار الدوري الايطالي يضم افضل اللاعبين آنذاك، حتى تم تسمية ذاك الدوري بجنة كرة القدم، لايوجد دوري ضم في فترة زمنية محددة هذا الكم من النجوم: مارادونا، بلاتيني، زيكو، سقراط، فالكاو، رومينيغيه، روسي، غوليت، فإن باستن، ريكارد، ماتيوس، لاودروب، باجيو…… حتى أن الكرة الذهبية لم تخرج من الدوري الايطالي من عام 1982 حتى عام 2000 سوى خمس مرات…عام 1986 للاعب السوفياتي بيلانوف، عام 1991 للفرنسي جان بيار بابان، عام 1996 للألماني زامر، عام 1999 للبرازيلي ريفالدو، عام 2000 للبرتغالي فيغو…. علماً أنه في عام 1999 كان يستحقها ديفيد بيكهام، وعام 2000، كان يستحقها زين الدين زيدان، حسب معايير الكرة الذهبية نفسها، ولكن كان هناك قرار من المنظومة بنقل جنة الكرة من إيطاليا إلى اسبانيا، بعد أن تم استنزاف الأندية الإيطالية إلى الحدود القصوى، وبعد تردي الاقتصاد الايطالي……
هذه المنظومة نفسها هي من استقدمت مارادونا لنادي نابولي، لا احد يعرف كيف لنادي الجنوب الفقير هذا أن يدفع سبعة ملايين دولار ونيف آنذاك لشراء مارادونا، وكان ذلك رقماً قياسياً مرعباً، ويتجاوز بأضعاف ارقام الشراء الاخرى، وفقط للمقارنة كان الرقم القياسي لأعلى انتقال في انكلترا هو مليون ونصف، عندما انتقل برايان روبنسون قائد منتخب انكلترا، من نادي ويست بروميتش البيون إلى نادي مانشستر يونايتد عام 1982……
طبعا لم يكن يجب أن يتم شراء مارادونا من قبل أندية الشمال الغنية، جوفنتوس أو الانتر أو ميلانو أو روما، فهي أصلاً أندية قوية، شراء نادي الجنوب الفقير نابولي هو من سيمنح النادي القوة، وبالتالي سيمنح الدوري التشويق والاثارة، وهذا ماحصل، حيث كان الدوري الايطالي خلال هذه السنوات افضل مصدر لإنتاج الأموال لصالح تلك المنظومة، إذ كان يتابعه العالم ككل، وغطى في شعبيته على ناديي ريال مدريد وبرشلونة……
عدا عن ذلك، وهذا هو الاهم، تم عام 1981 انتخاب بابا بولندي على رأس الكنيسة الكاثوليكية في روما، هذا كان أول بابا من بولندا، الاختيار لم يكن عشوائياً أو صدفة، بولندا كانت تشهد حراكاً عمالياً من قبل حركة تضامن بقيادة ليخ فاونيسا ضد الحكم الشيوعي، قام البابا البولندي يوحنا بولس الثاني بدعم الحراك، مما أعطى الحركة زخماً قوياً، لاسيما أن أغلبية الشعب البولندي كاثوليك، وملتزمون جداً بالكنيسة، هذا الزخم تفاقم وتطور وتفاعل، حتى صار مثالاً وانموذجاً لكل دول أوروبا الشرقية، وكانت النتيجة تلك الثورات المصطنعة التي اجتاحت أوروبا الشرقية عام 1989، وقوضت الكتلة الشيوعية، و دمرت الاتحاد السوفياتي…
كما قلنا لعب يوحنا بولس الثاني والكنيسة دوراً كبيراً في هذا الامر، ولأن البابا في ايطاليا، كان لابد من بقاء الاضواء مسلطة على ايطاليا، لا اعتقد أنه توافر في دولة واحدة كل عوامل الجذب الاعلاني، كما توافرت في ايطاليا في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، دوري كروي قوي يضم كل نجوم الصف الاول، نخبة فنية محبوبة، صوفيا لورين ومونيكا بيلوتشي ومارشيلو ماسترياني وغيرهم….. طعام شهي، راس كنيسة عالمية يمتلك كاريزما محبوبة، شعب جميل، حركة فنية نشيطة، أشهر دور الأزياء، نظام سياسي متقلب بشدة، فضائح سياسية وفنية و مافيوية بالجملة، صحافة منفلتة….
عملت المنظومة على تلميع صورة البابا واعطائها صفة القدسية، يأتي في هذا السياق محاولة الاغتيال الملفقة ضده عام 1983، والتي اتهمت بها المخابرات السوفيتية، ومن ثم لقاء البابا مع المتهم وحديثه معه و مسامحته….. اللقاء الشهير الذي جمع البابا مع عائلة مارادونا، متابعة الكرسي البابوي واهتمامه بالدوري الإيطالي…..
لم يكن مسموحاً لايطاليا أن تفوز بكاس العالم التي نظمتها عام 1990، لو حصل هذا ستتفوق بعدد الألقاب على البرازيل، هذا ليس لصالح صناعة كرة القدم، أن يتفوق اسلوب اللعب الدفاعي الذي تتميز به ايطاليا على الاسلوب الهجومي المميز للبرازيل….
لم يكن مسموحاً لمارادونا والأرجنتين الاحتفاظ باللقب، هذا سيجعل الكأس مملاً، عدا عن ذلك لم تكن الارجنتين تستحق الفوز، والأهم مارادونا بدأ يخرج عن المسار المطلوب، مارادونا زار كوبا عام 1987 والتقى كاسترو، وقدم له قميصه هدية، وهذا بالنسبة للمنظومة خطيئة كبيرة، وتجاوز لكل الخطوط الحمر، فكاسترو برمزيته يمثل النقيض المطلق لتلك المنظومة…
عام 1994، كان قد حان الوقت لتفوز البرازيل بكأس العالم مرة اخرى، لاسيما أن اللعبة بدأت تفقد بعض تسويقها و شعبيتها بعد كأس العالم 1990، بسبب أن الفرق صارت تفوز بسبب استعمال الأسلوب الدفاعي، تلك البطولة شهدت أقل معدل للأهداف في تاريخ كأس العالم، تم دق ناقوس الخطر مرة اخرى، مردود تلك الصناعة بدأ بالتراجع، فكان لابد من اجراء بعض التغييرات في القوانين، وزيادة اللاعبين الاحانب المسموح مشاركتهم…
كان لابد من إعادة الشعبية لكأس العالم، فكان لابد من فوز البرازيل عام 1994، علماً أن المنتخب البرازيلي الذي فاز بتلك الكأس، هو من اسوأ المنتخبات البرازيلية على طول تاريخ كأس العالم، واتبع أسلوبا دفاعيا بعيدا عن أسلوب الامتاع المعتاد الذي نعرفه عن المنتخب البرازيلي، وكان أقل المنتخبات البرازيلية تهديفا، بل إنه من أقل المنتخبات الفائزة بالكأس تهديفا، وفازوا في المباراة النهائية أمام إيطاليا بضربات الترجيح، ولكنهم فازوا بكأس العالم 1994، لأن ذلك كان مهما لصناعة كرة القدم….
فازت فرنسا بكأس العالم 1998 التي نظمتها على ملاعبها، ماكان يجب أن ينتهي القرن وفرنسا لم تفز بكأس العالم، هذا ليس مفيدا لصناعة الكرة، لاسيما أن فرنسا كانت وراء فكرة إقامة كل البطولات التي نعرفها: كأس العالم، كأس الأمم الاوروبية، كأس الأندية الأبطال، الأولمبياد….
لا احد يعرف أو سيعرف ماذا حصل في نهائي كاس العالم 1998 بين فرنسا والبرازيل، عندما هزمت فرنسا البرازيل بنتيجة ثلاثة لصفر مع الرحمة، القضية ليست في النتيجة فحسب، إنما في الأداء الفرنسي المذهل والأداء البرازيلي الكارثي، كانت النتيجة ساحقة مع الرحمة، علما أن أداء فرنسا أو البرازيل على طول مباريات البطولة سابقاً لم يكن يوحي بهكذا أداء أو نتيجة في النهائي، علما أن تشكيلة المنتخب البرازيلي في تلك البطولة كانت من اقوى التشكيلات في تاريخ البطولة، واقوى بمرات من تشكيلة 1994، ولكن لم يفوزوا، لانه ليس من مصلحة الصناعة أن تفوز بها البرازيل للمرة الثانية تواليً، أما فوز فرنسا فهو لصالح تلك الصناعة….
أستطيع أن أتحدث وافصل في كل كؤؤس العالم اللاحقة، وصولا إلى كأس العالم في قطر هذا العام، ولكن ذلك سيجعل الموضوع والكلام يطول، مع أن هناك الكثير من الأمور المثيرة في هكذا حديث…
طبعا أنا تحدثت أعلاه في العموميات، لم الج إلى التفاصيل، وتفاصيل المباريات كلاً على حدى، هناك الكثير من الأمور المريبة، أو اقله المحيرة في الكثير من مباريات كاس العالم….
قد يستغرب البعض أنني تطرقت لكل كؤوس العالم من عام 1954حتى عام 1998، ولم أذكر كأس العالم عام 1986، هذه البطولة قد تكون من أقل البطولات التي تدخلت فيها تلك المنظومة، كان مطلوباً أن يفوز مارادونا بالكأس، أقول مارادونا وليس الارجنتين، لأن ذلك لصالح تلك الصناعة، فالأموال يصنعها الابطال ، فكيف أن كانوا اساطيراً او اساطيناً؟؟..
كان مطلوباً وبشدة أن يفوز مارادونا بالكأس حتى يصير الدجاجة التي تدر بيضا ذهباً، والذي ساعد تلك المنظومة على عدم التدخل، الأداء الاسطوري بل الخرافي لمارادونا في تلك الكأس، مارادونا في تلك الكأس قدم أعظم أداء فردي للاعب في كأس العالم…..
قد يكون التدخل الوحيد لتلك المنظومة قد حصل في مباراة الاتحاد السوفياتي وبلجيكا في دور الثمن النهائي، منتخب الاتحاد السوفياتي كان منتخباً مرعباً في تلك البطولة، في مباراته الأولى سحق المنتخب المجري بستة اهداف لصفر مع الرأفة، مع أداء مذهل، واعتقد أنه كان يمكن أن يكون المنتخب الوحيد القادر على هزيمة مارادونا، امتلك السوفييت آنذاك فريقاً قوياً على كل المستويات، لاسيما أن أغلب لاعبيه كانوا من نفس النادي، نادي دينامو كييف، الفائز بكأس الكؤوس الأوروبية في ذاك العام، في مباراة الدور ثمن النهائي تم احتساب هدفين لبجيكا من تسللين ليسا واضحين فحسب، بل فاضحين، لتفوز بلجيكا بنتيجة أربعة لثلاث…..
تم تعويض السوفييت لاحقاً بمنح الكرة الذهبية للاعبهم ايغور بيلانوف، الذي كان قد سجل هاتريك في تلك المبارة، على فكرة بيلانوف كان مجرد لاعب مغمور، وحصيلته التهديفية مع منتخب بلاده كانت ستة أهداف فقط، منها خمسة في كأس العالم 1986، وهو نفسه صعق عندما سمع خبر منحه الكرة الذهبية، حسب ما يذكر في مذكراته، لأن ذلك كان رشوة لغورباتشوف وجماعته الذين كانوا يسيرون في طريق البرويسترويكا الذي دمر الاتحاد السوفياتي لاحقاً….
البعض يصف ماقدمه ميسي في كأس العالم 2022 أنه أعظم أداء فردي للاعب في كأس العالم، هذا تجني وظلم لمارادونا، في كأس العالم عام 1986 سجلت الارجنتين 14 هدفاً، سجل مارادونا منها 5 اهداف، ولا واحد من ضربة جزاء، و صنع خمس اهداف، وساهم في ثلاثة أخرى، أفلت منه هدف وحيد امام كوريا الجنوبية في الدور الاول، علماً أن أهداف مارادونا الخمسة كانت بمجهود فردي خارق، بما فيها هدفه باليد أمام انكلترا، وكان اربعة منها في الأدوار الاقصائية…..
ميسي سجل في كأس العالم 2022 سبعة اهداف، أربعة منها من علامة الجزاء، لم يصنع ولا ضربة جزاء، ضربة الجزاء الوحيدة التي صنعها أمام بولندا اضاعها، هدف وحيد سجله ميسي بمجهود فردي أمام المكسيك، وصنع ثلاثة، اثنان منها بمجهود فردي….
محاولة الإيحاء بأن ميسي هو صاحب اكبر أداء فردي في كأس العالم يدخل في سياق هدفنا من هذا البحث، وسنشرح ذلك بعد قليل….
اعتمدت صناعة كرة القدم على وجود الابطال، فمثلهم من يدر الاموال، ويصنع للعبة الشعبية الجارفة، كان لكل عقد من الزمن نجمه وبطله المطلق، في الخمسينات كان الفريدو دي ستيفانو، في الستينات كان بيليه، في السبعينات كان يوهان كرويف، في الثمانينات كان دييغو ارماندو مارادونا، في التسعينات كان باجيو وروماريو في النصف الأول منها، وفي النصف الثاني كان رونالدو البرازيلي وزين الدين زيدان، وصولاً إلى النصف الأول من العقد الأول في هذا القرن عندما ظهر ميسي ورونالدو…..
شكل التنافس الحاد، والذي تم اصطناعه مابين ميسي ورونالدو، المصدر الأكبر للأرباح للمنظومة، عدا عن كونه، وهذا هو الأهم وسيلة الهاء وسيطرة وتسطيح وكي الوعي، وتجسد فيما تجسد في الجوائز الفردية، والتي ذهب أغلبها لهما، علماً أنهما لم يكونا يستحقانها في بعض السنوات، ولكن هذا التنافس أو بالأحرى التناقض كان له وجه آخر، وهو الوجه الحقيقي غير المصطنع له…
قلنا سابقاً إن هذا العالم عبارة عن منظومتين اخلاقيتين ثقافتين مختلفتين ومتناقضيتين ومتحاربتين، الأولى يمثلها ميسي، والثانية يمثلها رونالدو، قد يكون الأمر بالنسبة لهما ليس خيارا واعياً بقرار، إنما نتيجة لطريقة حياة ما…..
إن أردنا التفصيل، أي أن ننزل من الكلام النظري إلى أرض الواقع، لدى ميسي الكثير من الوشوم على جسده، رونالدو يرفض أن يوشم جسده، ميسي يدعم مجتمع الميم وأقصد المثليين، رونالدو لايدعمه، ويعلن رفضه لهذا المجتمع، قد يظن البعض كلامنا هذا تفاصيل غير مهمة، ولكن هذا يدخل في سياق هدفنا من هذا البحث، عدا عن كوننا نتحدث عن شخصين يمثلان مثالاً لمئات الملايين من البشر…..
عودوا الى ذاك المؤتمر الصحفي عندما أزاح رونالدو قنينة البيبسي، واستبدلها بقنينة الماء، رونالدو لايشارك في دعايات لهكذا منتوجات، ليونيل ميسي يشارك…… هذه صناعة هائلة، عبارة عن عشرات بل مئات المليارات من الدولارات، كيف يتحدى رونالدو هكذا منظومة؟؟!! رونالدو يتبع نظاماً غذائيا ورياضياً يناقض منطق المنظومة القائم على الاستهلاك، والقائم على كل ماهو سريع، الوجبات السريعة، المشروبات الغازية، الريموت كنترول…. رونالدو بأسلوب حياته يمثل النقيض للمتظومة القيمية الغربية ككل، والخشية من قبل المنظومة أن يصير رونالدو مثالاً يحتذى….
كانت إزاحة قنينة البيبسي كولا القشة التي قصمت ظهر البعير، تم اتخاذ القرار بالقضاء رياضياً على رونالدو، وكل ماحصل معه لاحقا سواء انتقاله من جوفنتوس، أو ماحصل معه في مانشستر يونايتد، وصولا إلى كأس العالم، يدخل في هذا السياق…
في المقابل كان لابد من تعويم النموذج المضاد الذي يوافق المنظومة القيمية الغربية، فكان أن تم منح ميسي كوبا امريكا عام 2021 من قلب الاراضي البرازيلية، ومنحه كأس العالم 2022…….
معركة ارمجدون ليست بالضرورة أن تكون معركة يتواجه فيها جيشان على أرض محددة وفي زمن محدد، معركة ارمجدون تحصل هي في كل وقت وفي كل مكان، وتحصل كل لحظة، بل وتحصل في داخلنا، في أنفسنا وعقولنا، وليس من السهولة أن نختار دائماً الجانب الصح، لاحظوا أنني لم اقل الجانب الرابح، لأن الجانب الصح لايعني حكماً الجانب الرابح، ولكن حتى مفهوم الصح صار مفهوماً نسبياً ومحكوماً بالهوى…..
ولاينالها إلا ذو حظ عظيم……
قد يتبع…….
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات