تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

السيطرة على عقولنا.. “مزارع النقرات” تهديد آخر لمصداقية وسائل التواصل الاجتماعي

د. منذر علي أحمد:

في مطلع كتابها نسيان com، كتبت أحلام مستغانمي الإهداء التالي: “أهدي هذا الكتاب أولاً إلى قراصنة كتبي. فلا أعرف أحداً انتظر إصداراً جديداً لي كما انتظروه.. أنا مدينة لهم بانتشاري. فلولاهم ما فاضت المكتبات بآلاف النسخ -المقلدة طبق الأصل- عن كتبي.. المجد للصوص جميعهم. هذا زمن الأيدي التي تنهب لا تلك التي تكتب”.
إن كانت هذه حال الكتب والروايات والإصدارات الفريدة التي تُطبع وينتظرها القراصنة أكثر من القراء ويترقبونها بشوق ليبنوا عليها أمجادهم أو ليعززوا ثروتهم، فما بالك بعصر وسائل التواصل الاجتماعي؟.
في عصرنا الحالي، عصر التكنولوجيا، بات اللصوص وصناع السياسة والرأي العام أكثر قدرةً ومعرفة في كيفية الاستفادة من نتاج الآخرين وتسخيره لصالحهم، عبر استخدام الموجات والموضات الجديدة التي فرضها الإعلام الجديد، وفي الآونة الأخيرة تزايد (وبشكل قسري) اهتمام وسائل الإعلام التقليدي ومجمل فئات المجتمع بما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة تطور المواقع والصفحات والحسابات خلال العقد الأخير لتصبح مصدراً رئيساً للأخبار والمعلومات من مصادرها الأصلية صانعة القرار (كحساب الرئيس الأمريكي السابق ترامب على تويتر) أو من المستخدمين العاديين الذين استطاعوا أن يكونوا أكبر مزوّد للمحتوى المصور والمكتوب وانتشار ظاهرة البلوغرز واليوتيوبرز والتيكتورز وصناع المحتوى لمختلف المنصات الأخرى.

بعد هذا الانتشار الكبير أصبحت جميع الصحف والقنوات والمواقع مضطرة لكي تكون ناقلة لذلك المحتوى ويتم تبرير الأمر لدى كثير من القنوات، خاصة عند الحديث عن بعض الموضوعات الحساسة والجدلية، بأن ناقل الكفر ليس بكافر، وهذا الموضوع “ترند” ولا يمكن تجاهله.
الأمر قد يبدأ على صفحات التواصل الاجتماعي ولكن قصة النجاح ستقاس بمدى انتشارها وتفاعلها على صفحات التواصل الأخرى ومدى تحقيق أقصى قدر من الرؤية والتأثير.
ووجد الإعلام التقليدي نفسه مقاداً طوعاً أو قسراً نحوها بحكم أنها أصبحت حدثاً مهماً لا يمكنهم تجاهله أو التغاضي والتغافل عن ذكره، وتراهم يخصصون وقتاً طويلاً من فترات بثهم للحديث عن أكثر المقاطع متابعة وآخر “التريندات” والصيحات في عالم السوشال ميديا، إما من باب التوفير المادي وإما من باب التشويق وأحياناً كثيرة من باب توجيه العقول والتأثير الممنهج والتراكمي في عقول المشاهدين بهدف التأثير المتدرج في الرأي العام وتوجهاته.
لعل الأمور كانت في بداياتها حقيقية أو أقرب إلى الحقيقة، فما يجري من آراء وتوجهات للرأي العام الإلكتروني يمكن أن نقول إنها لم تكن موجهة أو مدفوعة أو واقعة تحت سيطرة العملاء الذين يملكون المال ويسعون إلى فرض آرائهم وتوجهاتهم، لا شك أن انتشار عشاق ومهووسي اللايكات دفعت بكثيرين إلى الانجرار وراء نشر أخبار تكون في كثير من الأحيان غير موثوقة، فقد انتقل الوضع من كون كل شيء طبيعياً إلى تحول كل شيء إلى شكل صناعي، فالكاتب الذي كانت تنفد نسخ كتبه من السوق كان يعدّ الأمر دليلاً على انتشار كتاباته ونجاحها، لكن الإعلام الجديد جاء ليعتمد مؤشرات جديدة للدلالة على قوة انتشار محتوى معين ومدى وصوله، فالفيسبوك يقدر الإعجابات والتعليقات ويقدس المشاركات، ولقياس كل تلك التفاعلات يقوم باستخدام خوارزميات، وهي مجموعة من البرمجيات والمعادلات الآلية التي تستخدم لقياس مدى جودة كل منشور يتم نشره على الفيسبوك، بهدف تقييمه ومن ثم إظهاره للمستخدم المناسب في الوقت المناسب وفي المكان الأنسب… وتملك الشركة ومالكوها وممولوها والسلطات التي تتحكم فيها اليد الطولى في التحكم في هذه الخوارزميات والنتائج وتوقيت حجبها أو عرضها، وأكبر مثال هو ما شهدناه خلال ممارسة ما يسمى حظر الظل تجاه بعض القضايا الحساسة كالقضية الفلسطينية.
وظف بعض الناس السوشيال ميديا لأغراض حزبية وطائفية ضيقة وحولوها إلى منصات للسب وشتم الناس وتشويه سمعة الناس عند الخصومة وتكريس العنصرية والمناطقية والديماغوجية ورمي الاتهامات وزرع الفتن بدون أي وجه شرعي أو قانوني. فطالما تملك المال فأنت تستطيع عبر مزارع النقرات أن تحصل على الشهرة عبر وصول محتواك إلى ملايين المتابعين، طبعاً عبر شراء اللايكات والمعجبين والتعليقات والمشاركات، فمئات الآلاف من التعليقات القادمة إليك من مزارع كليك فارم (Click Farm) كفيلة بأن تجعل من اسمك “ترند” ضارباً بكل سهولة مشهوراً ومتابعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وربما في وقت لاحق نجماً من نجوم وسائل الإعلام التقليدي.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات