علاء الدين محمد:
“طريق النحل” عرض مسرحي يتحدث عن الأنثى في مجتمعنا وكل المجتمعات التي تعاني من الفقر ، أي فقر.. سواء فقر وعي، فقر ثقافي، فقر العقل وقلة التعلم، بالإضافة الى تراكم العادات والتقاليد التي لا نستطيع الخروج منها.
قصة العمل هادفة تعالج قضايا أربع نساء متزوجات، لكل أنثى منهن حالة مختلفة فمنهن من تزوجت بسبب الحب، والباحثة عن المال، أو الهاربة من مجتمع وعادات معينة إلى ما هنالك من حالات للزواج المتسرع، الذي ينتهي بما لا يحمد عقباه.
وعلى هامش العرض المسرحي في تقافي المزة بدمشق كانت لنا هذه الوقفة مع كاتب ومخرج العمل عصام علام وعدد من الممثلات، وأشار أن العرض يسلط الضوء على الزواج الخاطئ، كيف يكون الزواج مبني على أسس خاطئة نهايته الفشل الحتمي، وتحدث عن قصص عدد من النساء الذين عانوا بسبب تسرعهن بالزواج لأسباب مختلفة.
ومن خلال العرض بين للجمهور كيف تكون المعالجة الصحيحة بالنسبه لتلك النساء في جميع هذه الحالات، وكيف يستطعن بعد هذا الفشل أن يصنعن بداية حياة جديدة، ذلك لأن الحياة لا تقف عند شيء أو عند أحد معين، بالتالي كيف تستطيع تحقيق ذاتها وأحلامها والبدء من جديد، سواء عن طريق العلم أم تنمية المواهب أو الثقافة أو العمل.. فالحياة مليئة بالاشياء الجديدة والمتجددة، وهناك أساليب عديدة للهروب من الواقع وتحقيق الذات بالنسبة للنساء غير الزواج.
هذا العمل هو العمل رقم ٢٢ لفرقة العراب للفنون المسرحية، وهو العرض الثاني( لطريق النحل)، وكان العرض الأول في طرطوس واليوم في دمشق في المركز الثقافي العربي في المزة.
أما الممثلة نيفين حسين جسدت في العمل دور حواء التي تطرح القضية على أصدقائها في المجتمع وهي عبارة عن شخص مضطهد في حياته الاجتماعية لم تستطيع أن تعيش حياتها وحريتها الكاملة نتيجة العادات والتقاليد والجمود المحيط بالمجتمع من حولها، وبالفكر المحدود، وعندما قررت طرح قضية الاستقلالية للمرأة وتغيير حياتها للأفضل ونتيجة نصائح أصدقائها والمقربين لم تستطع الخروج وبقيت تحت ضغط إقناعهم لها بالتحمل والبقاء بهذا الوضع، وبعد ذلك صديقاتها أنفسهن عن تجربة وصلن لتلك النتيجة التي وصلت إليها وحققن استقلالهن وبداية لحياة جديدة وعندها عادت اليهن.
وعن دورها في العمل الممثلة ماريا شلدح قالت: أمثل جزء من نساء المجتمع الفتاة التي تهرب من بيت أهلها للزواج كيفما كان، فقط من أجل الهروب من واقع معين لكن تصطدم بالواقع الأمر من الواقع الذي كانت فيه بسبب اختيارها الخاطئ وتسرعها بسبب تعنيف الزوج لها وضربها وقلة خبرتها وعلمها بمفهوم الزواج، بعد ذلك تقرر أن تعود لحياتها بالاستقلال والعودة الى العلم وطلب الحرية.