*محمد سلمان ابراهيم
الحروب الإلكترونية والأمنية مستمرة على قدم وساق عبر تطبيقات التكترون، ولا توجد مكالمة هاتف في العالم ثابت أو لا سلكي أو محمول إلاّ مسجلة منذ عام ١٩٨٥، حروب أحدثت خروقات سبرانية على انظمة الاتصالات، والانفاق يتم عليها بسخاء، حيث تنفق واشنطن عليها /5/ مليار دولار سنوياً، كما انفقت حوالي /٣،٥/ تريليون دولار على على قضايا سبرانية وأمنية عسكرية في الخمس سنوات الماضية، وتجاوزت خسائر العالم منها /6/ تريليون دولار، وتزداد الخسائر بين /٩٠ – ١٠٠/ مليار سنوياً، وأخطر الحروب السبرانية تشنها الولايات المتحدة والصين وإسرائيل.
لكن ما حدث في الأمس في لبنان يعتبر خرق غير مسبوق، فقد تم التحكم بأجهزة اتصالات تسمّى بايجر “بيجر” استخدمت منذ ستينات القرن الماضي في مشافي كبيرة وميادين ذات خدمات اتصالات ضعيفة، استخدم عناصر حزب الله نسخة حديثة منها في مناطق مختلفة التضاريس لارسال رسائل صغيرة لمسافات قصيرة وربما تتصل بهواتف ثابتة، تؤمن خدمات ميدانية، ذات تقنيات منخفضة هرباً من التتبع والمراقبة، تعرضت هذه الأجهزة للاختراق، وحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فأن إسرائيل دخلت على خط المستورد وزرعت مواد متفجرة في الأجهزة قبل دخولها إلى لبنان “نقلاً عن شبكة DW الألمانية” في حين يعتقد خبراء سبرانيين أن الاختراق تم فعلاً وزودت الأجهزة بنص أو برنامج يستقبل طاقة حرارية مرتفعة كانت سبباً لانفجار بطاريات الأجهزة.
في حين أن رئيس شركة غولدن أبولو التايوانية المصنعة لهذه الأجهزة نفى وضع متفجرات في الأجهزة أثناء تصنيعها كما نفى وجود خط تصدير الأجهزة إلى لبنان بشكل مباشر. في حين كل المؤشرات تتجه إلى مساعدة إسرائيل من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا التي تلعب سفنها الراسية في المياه الإقليمية اللبنانية أدوار خطيرة في التجسس ليس على لبنان فحسب، بل على جميع دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
وفي الأسبوع الماضي حذرت في منشور من خطورة الراوتر وقبله حذرت من التجسس على الحواسيب وعن سهولة اختراقها من أبواب خلفية. كما حذرت من التجسس على الهواتف المحمولة.
نحن نعيش في وادي والعلوم وتقنياتها الحديثة في وادي آخر، الاختراق جار في طول البلاد العربية وعرضها، على المسؤولين وعلى العامة، وجميع داتا الاتصالات لأي شخص أو مسؤول عربي في تل أبيب.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا عن أجهزة التتبع التي زودت بها اليات النقل العامة في سورية؟ والتي جاءت إلى سورية من الإمارات.
فما يخزن من بيانات سحابية لأفراد وجماعات وشركات ودول، وما ينشر من بيانات رقمية وتنصت على كل شيء افتراضي بوجود فرق تصميم وتطوير وقرصنة واختراق وتحكم يزيل الحدود بين الدول ويجعل التحكم بالبشر صفة ملازمة لعقود قادمة عبر هندسة قمعية تتجه إلى استبداد مطلق.