
بانوراما سورية:
اختُتمت مساء اليوم في مدينة المعارض بدمشق فعاليات المؤتمر السادس والمعرض الثاني لتكنولوجيا صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني، الذي نظمته مجموعة «سيم تك» برعاية وزارتي الاقتصاد والتجارة الخارجية والصناعة، وبمشاركة نحو 60 شركة محلية وعربية وأجنبية متخصصة في قطاع صناعة مواد البناء.
اهتمام عالمي بالسوق السورية.
وفي تصريح خلال حفل الاختتام، أكد المدير العام لمؤسسة «العمران» لإنتاج وتسويق الإسمنت ومواد البناء، المهندس محمود فضيلة، أن سوق الإسمنت السوري بات يحظى باهتمام عالمي وأصبح علامة متميزة في الأسواق الدولية، مشيراً إلى أن عدداً من شركات الإسمنت العالمية بدأت بإعادة تفعيل وكالاتها في سوريا بعد سنوات من التوقف.
وأوضح فضيلة أن المؤتمر خرج بجملة من التوصيات التي ركزت على تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها لمواكبة التطور التكنولوجي العالمي في هذا القطاع، بما يتماشى مع متطلبات مرحلة إعادة الإعمار. كما أشار إلى وجود فجوة واضحة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، إذ يبلغ الإنتاج نحو 8 آلاف طن يومياً مقابل حاجة سوقية تصل إلى 25 ألف طن، الأمر الذي يفتح المجال أمام توسيع الطاقة الإنتاجية وتطوير صناعة الإسمنت لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
من جهته الأستاذ جبرائيل الأشهب، المدير العام لمجموعة سيم تك أكد أن المؤتمر شكّل منصة مهمة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه القطاع، وعلى رأسها أزمة الطاقة.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من السجيل الزيتي كمصدر بديل للطاقة، مستشهداً بتجربة الأردن الناجحة، خاصة وأن سورية تمتلك احتياطيات كبيرة من هذا المورد. كما تطرّق إلى أزمة المياه وأهمية مواكبة التطور التكنولوجي في مجال الصناعة بعد سنوات من التأخر.
واضاف الأشهب: شهد المعرض مشاركة شركات عالمية عرضت أحدث الحلول في تجهيز معامل الإسمنت ومحطات الطاقة ومنتجات البيتون، ما يعكس اهتمام القطاع الخاص بالمساهمة في تطوير الصناعة الوطنية.
ودعا الأشهب إلى تحديث التشريعات وتسهيل دخول المستثمرين والمغتربين، مؤكداً على ضرورة تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية.
واختتم حديثه قائلاً:”نحن متفائلون بالمستقبل، ومشاركة شركات جديدة في السوق السورية دليل على الثقة المتزايدة والتوجه الإيجابي نحو دورة عام 2026.”
اوراق العمل..
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر تقديم عدد من أوراق العمل والمحاضرات العلمية التي تناولت أحدث التطورات التقنية في مجالات صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني، من أبرزها:
ورقة مجموعة المتين للصناعات البلاستيكية في مدينة حسياء الصناعية، قدّمها الدكتور مهند قباقيبو حول مزايا الأكياس البلاستيكية للإسمنت مقارنة بالورقية.
المهندس ياسر دلال، المدير التنفيذي لمجموعة يعقوبيان، عرض دور الخرسانة فائقة الأداء في تطوير حلول إنشائية مستدامة.
المهندس سمير قويدر من شركة اتحاد داماس العالمية، استعرض نشاط الشركة ومشاريعها المستقبلية في سوريا، ومنها إنشاء مجبل بيتوني بطاقة إنتاجية 240 م³ في الساعة.
المهندس عبد العزيز صنوبر من شركة مسرابي لمعالجة المياه، قدّم ورقة حول دور الشركة في دعم مشاريع المعالجة الفنية في مختلف المحافظات.
المهندس سامر حنا قدّم محاضرة عن أهمية الصيانة التنبؤية في منشآت صناعة الإسمنت ودورها في رفع الكفاءة وخفض التكاليف.
الأستاذ مهاب سمارة من شركة مكاني لحلول التتبعات، عرض تقنيات التتبع الحديثة للآليات والمركبات وأثرها في تعزيز السلامة التشغيلية.
السيد محمد جبري من شركة ماب لمعالجة المياه، قدّم ورقة حول الاستخدام الأمثل للمياه في معامل الإسمنت وتجارب الشركات العالمية في هذا المجال.
الدكتورة ربا السعيد من الجامعة الوطنية الخاصة، ناقشت مفهوم الخرسانة الخضراء الصديقة للبيئة ودورها في التنمية المستدامة.
المهندسة فادية ششمان تحدثت عن تطبيقات النانو تكنولوجي في صناعة الإسمنت والخرسانة وأثرها في حماية حديد التسليح.
المهندس ياسين غنيمة قدّم ورقة حول الكهرباء في معامل الإسمنت وأهمية إدماج الطاقات المتجددة في محطات التوليد الصناعية.

جلسات حوارية..
واختُتمت الفعاليات بجلسة حوارية علمية أدارها الدكتور أحمد الخالد، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في تكنولوجيا صناعة الإسمنت والبناء، تلتها مراسم تكريم الجهات الراعية وتوزيع الشهادات على المشاركين.
وأجمع المشاركون على أهمية المؤتمر والمعرض في مواكبة التطورات العالمية في صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني، مؤكدين أن هذه الفعالية تمثّل منصة وطنية مهمة لدعم مرحلة إعادة الإعمار وتطوير الصناعة السورية.










