
بانوراما سورية:
في خطوة تعكس رؤية صناعية مستقبلية واستعداداً لمواكبة تطورات القطاع الاقتصادي، نظمت غرفة صناعة دمشق وريفها حفلاً رسمياً للإعلان عن استراتيجيتها الجديدة للعام 2026 وشهد الحفل حضور الدكتور محمد يسر برنية وزير المالية، سفير تركيا برهان كور أوغلو، الأستاذ محمد ياسين حورية معاون وزير الاقتصاد والصناعة لشؤون الصناعة، وحضوراً واسعاً من ممثلين عن القطاعات الحكومية والخاصة، والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، ومجالس غرف الصناعة والتجارة السورية.
افتتح الأستاذ معتز طرابيشي نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة فعاليات الحفل بكلمة تحمل في طياتها تقديراً عميقاً للصناعة ودورها المستمر في مواجهة تحديات الحرب والدمار الذي عانت منه سورية على مدار 14 عاماً، توجه بالشكر لحراس الصناعة السورية، الذين كانوا سنداً وداعماً خلال تلك السنوات الحساسة.
وفي كلمة له المهندس محمد أيمن المولوي رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، تناول فيها النقاط الرئيسية في الاستراتيجية التي ستطرح اليوم تتمثل في رؤية تطوير عمل الغرفة للمرحلة المقبلة حتى عام 2026، وذلك في ظل الفرح الكبير بانتصار الثورة والاحتفال الأول لسورية، المبادرة جاءت بناءً على دراسات معمقة، تهدف إلى وضع استراتيجية مهمة للنهوض بالصناعة السورية وتطوير أداء الغرفة بما يتناسب مع احتياجات المرحلة المقبلة.
من جهته أشار وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية إلى التزام الحكومة الكامل بدعم قطاع الصناعة بمختلف مؤسساته ووزاراته، مسلطاً الضوء على أهمية التعاون الوثيق بين الدولة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني لإعادة إحياء الصناعة الوطنية، وشدد على أن قطاع الصناعة كان من بين الأكثر تأثراً خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن تراجع الصادرات يستدعي تركيزاً أكبر على تحسين الإنتاج والجودة وزيادة حجم الصادرات بشكل ملحوظ، وأوضح أيضاً التزام الوزارات إلى جانب الهيئات المختصة، بتوفير بيئة مناسبة وتشريعات مشجعة تمكن الصناعيين من تحقيق النمو والازدهار المستدام.وقدم خلال الحفل عرض فيلماً قصيراً حول رسالة وأهداف غرفة صناعة دمشق وريفها، والذي سلط الضوء على رؤية الغرفة لتعزيز مكانة الصناعة السورية على المستويين الإقليمي والدولي.
قدم الأستاذ عبد الله الزايد أمين سر مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها، عرضاً شاملاً حول مقترح استراتيجية الغرفة بالتعاون مع شركةInternational Venture تهدف هذه الاستراتيجية إلى تقديم خطط مبتكرة لدعم القطاع الصناعي، مع التركيز على جعل الصناعة رمزاً للهوية الوطنية وأداة للنهوض والتقدم، ولفت إلى أن الخطة تعتمد على نظام عمل حديث يتسم برؤية واضحة واستراتيجية مستدامة ترتكز على التكنولوجيا المتطورة، وأشار إلى أن الغرفة تولي اهتماماً كبيراً لتطوير البرامج وإعادة هيكلة الغرفة وتقديم التدريب الملائم لكوادرها، بالاضافة لتقديم خدمات فعالة تسهم في خدمة المجتمع، تعزيز الصناعة المحلية، وتوفير الدعم اللازم للصناعيين بكافة السبل المتاحة.
بعد ذلك قدمت مجموعة من العروض التعريفية المتنوعة ابتداءً بمعرض “ناس تكس” مروراً بمبادرة “برنامج الجودة السورية – صنع في سوريا” الذي عرض تفاصيله الأستاذ كريم الخجا عضو مكتب الغرفة، حيث أوضح أن هذا البرنامج مبادرة وطنية بإشراف وزارة الاقتصاد والصناعة، تهدف إلى تعزيز جودة المنتجات السورية وتحسين تنافسيتها محلياً وعالمياً. بالتعاون مع عدة جهات صناعية وتجارية، يعتمد شعاراً خاصاً يرمز لجودة المنتج السوري الملتزم بالمعايير الرسمية. يتيح البرنامج للمنتجين استخدام الشعار بشرط الالتزام بالمواصفات المحددة، مع التركيز على توعية المستهلك بدعم المنتجات المحلية وتشجيع شرائها، وتقديم مزايا للمنتجين المعتمدين. يسعى البرنامج لجعل المنتج السوري الخيار الأول محلياً ومنافساً دولياً، من خلال تحسين الجودة، بناء الثقة، دعم الاقتصاد، وخلق فرص عمل.بدوره الأستاذ أنس طرابلسي عضو مجلس إدارة الغرفة قال خلال كلمته إن الغرفة ستنظم أول معرض للمنتجات السورية في جدة منذ سنوات، بهدف إعادة السوق السعودي إلى ارتباطه التاريخي مع الصناعة السورية من خلال عرض منتجات متميزة بجودة عالية، وأكد أن السوق السعودي يحظى بأهمية خاصة إلى جانب السمعة الموثوقة للمنتج السوري لدى المستهلك السعودي، كما كشف عن خطط مستقبلية لإقامة معرض للبيع المباشر في العاصمة الأردنية عمان خلال شهر رمضان، مؤكداً أن الغرفة تعمل على استعادة مكانة المنتج السوري المرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية.
في سياق الحفل أشارت المهندسة وفاء أبو لبدة رئيسة لجنة سيدات الأعمال في الغرفة إلى أن تشكيل اللجنة برؤية تهدف إلى تعزيز دور سيدات الأعمال الصناعية في دعم الاقتصاد الوطني، وأضافت ان رؤية اللجنة تركز على محورين: الدور الصناعي والاجتماعي التنموي، في الجانب الصناعي نشجع مشاركة السيدات في لجان الغرفة ضمن القطاعات: الغذائي، الكيميائي، والهندسي، أما الاجتماعي التنموي الهدف هو دعم المرأة في ريادة الأعمال وتعزيز دورها بالاقتصاد.وفي خطوة تعكس رؤية طموحة نحو التطور والتحول الرقمي شهد الحفل إطلاق منصة التسجيل والدفع الإلكتروني للصناعيين، حيث قدم الأستاذ أدهم الطباع خازن الغرفة، هذا المشروع كإضافة نوعية تهدف إلى تبسيط العمليات الصناعية ودعم مسار التحديث والتكنولوجيا.
وتم عرض فيلم قصير بعنوان “الصناعة… قصة وطن تروى بالصورة” ليعكس تاريخ وتطور الصناعة السورية ودورها الحيوي في بناء الوطن.
كما تخلل الحفل جلسة حوارية بعنوان “نحو صناعة سورية أكثر تنافسية: من المحلي إلى الإقليمي والعالمي” أدارها الأستاذ حسان دعبول عضو مجلس ادارة الغرفة بحضور مجموعة متميزة من المحاورين ضمت الأستاذ محمد ياسين حورية معاون وزير الاقتصاد والصناعة لشؤون الصناعة حيث أشار خلال الجلسة إلى إجراءات عملية ومختصرة تعمل عليها الوزارة حالياً، ويأمل أن يلمس الصناعيون نتائجها خلال عام، لافتاً أنه منذ بداية التحرير ععرضت الوزارة رؤية جديدة للاقتصاد السوري ترتكز على نموذج حر وتنافسي، بعيداً عن السياسات الانغلاقية السابقة، الهدف أن يصبح المنتج السوري رمزاً لجودة سوريا وينافس على المستوى العالمي، لإعادة الصناعة السورية إلى مكانتها.
كما شارك في الجلسة الحوارية الدكتور سنان حتاحت رائد الأعمال والمستشار سياسات، والأستاذة نور الخطيب القيادية التنفيذية في مجال التسويق الاستراتيجي، والمهندس زهير بعلبكي مدير التطوير العقاري لمجموعة البعلبكي، حيث ركزت النقاشات على آليات تعزيز التنافسية وتطوير الصناعات المحلية لتلبية المعايير الإقليمية والدولية، وتناولت الحوارات أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي، مع طرح رؤى وأفكار مبتكرة لتجاوزها وبناء قاعدة اقتصادية قادرة على المضي قدماً نحو العالمية.واختتم الحفل الأستاذ غسان الكسم نائب رئيس الغرفة، بكلمة حملت الكثير من التأملات حول المرحلة الصعبة التي مر بها القطاع الصناعي في ظل غياب رؤية واضحة للمستقبل، وتحدث عن التردد الذي رافق تلك الفترة وما خلفته الحرب من أثار نفسية وتجارب مريرة، بما في ذلك تدمير المصانع والخسائر الكبيرة، ومع ذلك أشار إلى أن الصناعيين لم يتراجعوا بل استمروا في الصمود والمواجهة، وأكد الكسم على أن الأزمة لا تعني التوقف، بل هي فرصة للتحرك والعمل.








