عبد العزيز محسن:
كم كنت سعيداً ومتأثراً وأنا أتابع وقائع الزيارة التي قام بها الدكتور خضر اورفلي وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية إلى مدينة المعارض على طريق المطار بدمشق ..
فالزيارة برمزيتها وتوقيتها جاءت لتعلن عودة الروح إلى هذا المرفق الاقتصادي الهام بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى المناطق المحيطة بها..
كما كان لافتاً ما أعلن عنه السيد الوزير بالعمل لإقامة دورة جديدة من معرض دمشق الدولي في أقرب فرصة ممكنة على ارض هذه المدينة.. هذا المعرض العريق الذي شكل منارة وبوصلة وعامل جذب للاستثمارات لسورية طوال عقود مضت.
إن استئناف العمل في مدينة المعارض وعودة النشاط الاستثماري بشكل تدريجي هو أولوية أساسية وتحدِ كبير لإدارة المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية حيث يبذل مديرها العام الدكتور سامر الخليل جهوداً كبيرة في هذا المجال ويسعى بكافة الطرق والوسائل المتاحة للتغلب على بعض الصعوبات الفنية واللوجستية مركزاً على العمل لاستعادة جمهور ورواد هذه الصناعة بشكل تدريجي من خلال خطوات وبرامج يتم دراستها وتنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات الوصائية والأمنية المعنية لضمان الوصول الى النتائج المرجوة.. مع العلم أن المدينة تستضيف أكثر من 50 منشأة أو شركة متعددة الاختصاصات محققة بذلك ايرادات متنامية ومساهمة في تنشيط الحركة الصناعية والتجارية..
نحمد الله أن هذه المدينة الحضارية بجميع مرافقها لم تصب بأي أذى يذكر بفضل جهود وتضحيات جيشنا البطل، ونحمد الله ايضا بأن هنالك من يعمل بكل إخلاص وأمانة لاستعادة نشاط هذه المؤسسة بالسرعة القصوى ووضع ذلك ضمن أولوياتهم.. ويبقى الأمل هو بتفاعل الجهات العامة والشركات الخاصة مع البادرة التي تطلقها إدارة المؤسسة لعودة هذا النشاط والحركة إلى ساحات وصالات مدينة المعارض آملين أن تكون أولى هذه الفعاليات هي إقامة معرض دمشق الدولي والذي درجت العادة أن تقام دوراته في مثل هذه الأوقات من ليالي وأمسيات دمشق المفعمة بالحب والشوق والمتعطشة لأجواء السلام والآمان التي كنا ننعم بها طوال سنوات طويلة والتي نأمل -بل متأكدون- بأنها ستعود قريباً إلى ربوع سورية الخير والعطاء… سورية الحضارة والتاريخ..