بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
وتبقى مهنة التعليم هي المهنة الأرقى والأسمى والأصعب.. والمهنة “المقدسة” التي يقع على عاتقها بناء الأجيال ورسم ملامح المستقبل..
وكم نتمنى، وكم هو جميل لو كل من اتخذ التعليم مهنة له أن يتحلى بصفات الكفاءة والصدق والضمير الحي….ولكن التمني شيء والواقع شيء آخر فالتعليم في بلدنا يئن اليوم تحت وطأة الكثير من المشاكل والصعوبات والتي تتحول شيئاً فشيئاً إلى أمراض مزمنة من الصعب معالجتها إذا لم نسارع بمعالجتها..
فما نلمسه اليوم هو التراجع الواضح في مستوى التعليم الرسمي بالتوازي مع تسجيل تنامي كبير للتعليم الخاص.. والمتتبع لأحوال هذا القطاع وخصوصاً مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي يدرك أننا أمام تحول مفصلي بدأ منذ عدة سنوات مع الترخيص لعدد كبير من المدارس والمعاهد الخاصة وترافق ذلك من تسرب واضح للكفاءات التعليمية من التعليم العام إلى هذه المدارس الخاصة بسبب الإغراءات المادية التي تقدمها للمعلمين لديها..
الجميع يعلم أن هذا القطاع يعاني من خلل كبير وهو بحاجة إلى إصلاح شامل بأسرع وقت يبدأ من اختيار الكادر الإداري والتدريسي المناسب مروراً بإعداد المناهج السليمة والملائمة لكل مرحلة وانتهاءً بالمزايا والمردود المادي الذي يحصل عليه المعلم والذي يعتبر عنصراً هاماً في تقديم مستوى وأداء جيد.. وعندما تتوفر هذه المقومات فعندئذ نكون قد وفرنا البيئة والأرضية المناسبة لنمو وتطور العملية التربوية وتحقيق الغايات المنشودة منها..
لن ندخل الآن في متاهات هذا القطاع وخفاياه.. ولكن كانت هذه إطلالة سريعة على واقع نعرفه جميعاً ونتمنى أن يستعيد عافيته..
واليوم وفي مناسبة الاحتفال بعيد المعلم نتقدم بالتحية والتقدير لكل معلم مخلص لمهنته ولكل من يعمل بصدق وشفافية ويساهم في الارتقاء بهذا القطاع الحيوي والحساس..