بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
جميل ما سمعته بالأمس من السيد مدير مؤسسة مياه طرطوس خلال الاحتفال باليوم العالمي للمياه.. حيث أكد أن المؤسسة تتغلب على الكثير من مشكلات نقص قطع الغيار لمشاريع المياه عبر جهود استثنائية للكادر الفني من خلال إعادة تصنيع وخراطة ودمج بعض القطع القديمة والخردة والآلات المنسقة والحصول على بدائل مناسبة للقطع العاطلة وإيجاد حلول للمشكلات والأعطال المزمنة وتوفير عشرات ملايين الليرات وبالتالي ضمان استمرارية عمل المضخات وصول مياه الشرب إلى كل منزل بأقل خسائر ممكنة..
هذه هي ثقافة العمل التي يجب أن تسود في دوائرنا ومؤسساتنا العامة.. فالأزمة التي تمر بها البلاد والعقوبات الاقتصادية والارتفاع الكبير في أسعار المواد وقطع الغيار كل ذك يحتم تخفيض الإنفاق والبحث عن البدائل المناسبة من ضمن البيت الداخلي لكل جهة أو دائرة أو مؤسسة أو شركة..
من المؤكد أن هناك مؤسسات وشركات أخرى تنتهج هذا السلوك في العمل وتقوم بالتغلب على الصعوبات الفنية بالطريقة المذكورة والأمر يعود بالطبع إلى خصوصية عمل كل جهة، ومدى حرص إدارات هذه الشركات على الأمانة التي أوكلت إليها.. فهناك مدراء ترفع لهم القبعة لحرصهم ومتابعتهم لعملهم إدارياً وميدانياً فتجدهم في المشاريع ومع العمال والكادر الفني يبحثون معهم تفاصيل العمل ويتحاورون ويتشاورون للوصول إلى أفضل الحلول لضمان استمرارية العمل وتخفيض النفقات والتقليل من الهدر قدر المستطاع..
يقولون إن “الفرس من خيالها”.. وهذا صحيح، فإن أحسنا اختيار الإدارة المناسبة لأي جهة فقد قطعنا شوطاً كبيراً وهاماً على صعيد نجاح هذه الجهة في تنفيذ المهام الموكلة إليها بأقل قدر من الصعوبات والخسائر…، فمعظم المشاكل التي تتعرض لها مؤسساتنا سببها الإدارات المترهلة والمتكاسلة وغير المناسبة ومن السهل التحقق من صحة هذا الكلام ولدينا الكثير من الأمثلة عن حدوث تحول نوعي في عمل وأداء بعض الجهات حين تم تغيير إدارتها وفي مدة قصيرة جداً ..
ويبقى الأمل من الجهات المسؤولة عن تعيين المدراء لمؤسساتنا أن يتقوا الله بقرارهم واختيار الشخص المناسب الذي يتمتع بالكفاءة والأمانة والحرص على المال العام…