بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
رحم الله الشيخ المجاهد صالح العلي.. هذا الشيخ الجليل العارف المؤمن صاحب النظرة الثاقبة الواثقة.. عاش هذا الشيخ حياته مكافحاً مناضلاً ضد المستعمر الفرنسي واضعاً وحدة التراب السوري كأولوية لا يمكن التفريط أو المساس بها.. كان قريباً من الناس البسطاء والفقراء فكان له رصيد كبير من المحبة والاحترام على امتداد الأرض السورية.. هذه الحقائق يعرفها الجميع عن الشيخ الجليل وأوردها الآن كي استبق أية أقاويل أو استنتاجات عن رأيي الشخصي بما سأتحدث به..
بالأمس اختتمت فعاليات مهرجان الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر الذي يقام سنوياً بمناسبة الاحتفال بذكرى الجلاء المجيد.. هذا المهرجان الذي تضمن فعاليات ثقافية وأدبية وأنشطة ولقاءات سياسية وأدبية وشهد حضوراً على مستوى رفيع من الفعاليات السياسية والثقافية من سورية وبعض الدول العربية.. ولا أدري حجم الميزانية المخصصة للمهرجان ولكن من الواضح أن المهرجان كان مكلفاً مادياً وخصوصاً في مجال استقبال الضيوف وتنظيم الفعاليات المرافقة.. وقد جمعت إدارة المهرجان تبرعات من العديد من الجهات من بينها وزارة الثقافة والمحافظة والنقابات وغرف الصناعة والتجارة إضافة مساهمات وتبرعات من العديد من رجال الأعمال.. إلا أن الحصيلة كان مهرجان ناجح على المستوى التنظيمي، فقد غطت المبالغ مصاريف المهرجان ابتداء من المرحلة التحضيرية مروراً بدعوة واستقبال الضيوف وما يرافق ذلك من أجور السفر والإقامة والإطعام وكذلك المكافآت للكثير منهم… فهل تتخيلون حجم التكلفة وخصوصاً لمن تكلف عناء السفر من العراق أو لبنان أو الأردن.. وهل تتخيلون تكلفة العزائم والإقامة لهؤلاء في فنادق طرطوس رغم أن القطاع الخاص قد تكفل بتغطية بعض هذه النفقات؟؟ وهل تتخيلون تكلفة الفعاليات الأدبية والثقافية والمعارض الفنية وملتقى النحت الذي طوال أسبوعين خصيصاً لهذه المناسبة.
وهنا نتساءل هل الاحتفال بمناسبة الجلاء المجيد وبمآثر الشيخ الجليل يقتضي صرف هذه المبالغ في هذا التوقيت الصعب بالذات ؟ وهل برأيكم أن الشيخ الجليل المغفور له المجاهد صالح العلي راض عن ذلك؟؟ ألن يكون سعيداً أكثر لو أن هذه المبالغ صرفت لتخديم هذه المنطقة أو لمساعدة بعض الأسر الفقيرة أو لتقديم العون والمساندة لذوي الشهداء وما أكثرهم في منطقة الشيخ بدر وهناك حالات معروفة لأسر الشهداء لا حول لها ولا قوة..
وإذا كان ولا بد من إقامة المهرجان في هذه الظروف الصعبة فلماذا لم يقتصر على حدود طبيعية ومعقولة من الفعاليات وحدود أقل من التكلفة والبذخ.. وخصوصاً أننا لا نعاني من الوفرة بل من شح مخيف في الاعتمادات ونعاني من ارتفاع غير مسبوق في الأسعار وبتكلفة كبيرة للمواد والخدمات التي يحتاجها مثل هذا المهرجان.. كل ما ذكرت هو فيض من غيض عما يجول في خاطر المواطن في طرطوس وبالشيخ بدر أيضا.. فماذا استفاد المواطن من إقامة هذه الفعالية ومن حضور الكثير من الضيوف.. وهل المواطن يعاني من نقص في الخطابات أو المحاضرات والتحليلات السياسية أو القصائد الشعرية بالتأكيد لا فالشاشات الوطنية مليئة بمثل هذه الأشياء … المواطن بحاجة اليوم إلى عمل مخلص من الحكومة والجهات المعنية على توفير حد أدنى من العيش الكريم وتأمين لقمة العيش بعيداً عن البهورات والاحتفالات التي لا طعم لها ولا لون في ظل واقع اجتماعي ومعيشي خانق وصل حد لا يطاق..
واختم حديثي بتعليق طريف لأحد الأصدقاء من الشيخ بدر بأن الفائدة الوحيدة من إقامة المهرجان بالنسبة له أن الكهرباء لم تنقطع عن المنطقة طوال فترة إقامة المهرجان..!!
- الرئيسية
- وجهة نظر
- مهرجان الشيخ صالح العلي.. كل شي بوقته حلو
مهرجان الشيخ صالح العلي.. كل شي بوقته حلو
- نشرت بتاريخ :
- 2015-04-18
- 7:09 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك