بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
هل يمكن أن تكون مؤسسات التدخل الإيجابي الملاذ الآمن للمستهلك والذراع الفعال للحكومة في إعادة التوازن إلى الأسواق؟؟.. هذا ما يتمناه أي مواطن في هذا البلد الذي تعيش أسواقه فوضى غير مسبوقة بسبب الأزمة التي نمر بها.. ومن هذا المنطلق دعا وزير التجارة الداخلية خلال اجتماع للمجلس الإنتاجي لمؤسسة الخزن والتسويق إلى توسيع عمل هذه المؤسسات والارتقاء بدورها من خلال شبكة من الصالات ومنافذ البيع لتغطي احتياجات المواطنين واستجرار محاصيل الخضار والفواكه من الفلاحين والمنتجين مباشرة دون المرور بحلقات الوساطة التجارية التي يتهمها كل من المنتج والمستهلك بأنها السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار بمستويات غير منطقية..
نأمل أن لا يكون كلام السيد الوزير من باب التمني فقط.. وأن يكون لدى وزارته الخطط اللازمة لتوسيع عمل هذه المؤسسات وتحقيق التدخل الفعال الذي نتحدث عنه.. ولكن علينا أن نعترف وأن نكون موضوعيين، فلا يجوز أن نرفع سقف توقعاتنا وآمالنا بدور وحجم هذا التدخل ما لم يكن مقترناً بحزمة من الإجراءات والتشريعات المتعلقة ببنية وأساسيات العمل التمويني العام وحينها فقط يمكن أن ننجح في تحقيق توازن نسبي لقضايا الأسواق والأسعار والتخفيف من هيمنة “حيتان” الأسواق عبر إيجاد وطرح بدائل إضافية للمواطن أكثر رحمة وأقل كلفة ..
بالتأكيد إن زيادة حجم التدخل الإيجابي لن تكون سهلة بل تحتاج إلى الكثير من الدراسات والآليات التنفيذية وكذلك إلى اعتمادات مالية كبيرة تتطلبها عملية زيادة عدد صالات ونقاط البيع وإعادة تأهيلها فنياً وتوفير وسائط النقل ووو.. وهذا قد لا نراه قريباً أو يكون مدرجاً في خطط الوزارة الحالية.. لذلك ليس عليها حالياً سوى الاهتمام بالصالات الموجودة والعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لها وتنشيط عملها ضمن الإمكانات المتوفرة والترويج لها عبر وسائل الإعلام.. آملين أن تسارع الحكومة باتخاذ القرار المنتظر بتنشيط وتوسيع عمل هذه المؤسسات وإعادة الإمساك بزمام المبادرة وضبط إيقاع الأسواق بما يتلاءم مع الظروف التي نمر بها..